صديق ضحية الدهس بحدائق الأهرام يروي لحظات الرعب: "كان بيني وبينه خطوة"
زياد: صاحبي مات في حضني وسابني عايش وكأني ميت
عمر ضحية الدهس بحدائق الأهرام
في تمام الساعة التاسعة مساءً السبت، رن هاتف "زياد" المحمول، حيث كان المتصل كالعادة هو "عمر" صديقه المقرب، تلك المكالمة اليومية التي تنتهي بمقابلة للتنزه قبل الخلود للنوم، ولكنها تلك المرة كانت بهدف شراء ما تبقى من مستلزمات الدراسة التي لم يتبق على بدء أولى أيامها سوى ساعات قليلة، ليجيب "زياد" على هاتفه ويخرج الصديقان سويًا، قبل أن يعود "زياد" وحيدًا دون "عمر" الذي تركه جثة هامدة.
على طريق حدائق الأهرام الجديد، وتحديدًا أمام البوابة الثانية، حاول الصديقان عبور الشارع وفي الحارة الأخيرة للطريق، تفاجئا بسيارة تنتطلق بسرعة جنونية، لترتطم بـ"عمر" وتجعله يطير عن الأرض لمسافة بعيدة، وتصطدم رأسه مرة أخرى ما تسبب له في نزيف بالمخ أودى بحياته في الحال.
"كان بيني وبينه خطوة واحدة".. هكذا بدأ "زياد" حديثه عن الواقعة التي حدثت أمام عينه، لافتًا إلى أنها كانت لحظات من الرعب طار صديقه خلالها أمام عينه، فيما أكملت السيارة السير في طريقها ولم تتوقف، ليشاهد أمامه صديقه جثة ممددة على الأرض لا يحرك ساكنًا، والدماء تسيل من وجهه.
الطريق الذي وقع به الحادث، هو الرابط بين منطقة الرماية وحتى الفيوم، والذي أضحى يعرف بـ"طريق الموت"، لم يكن به إضاءة قط، وفقًا لما رواه "زياد" لـ"الوطن"، ما جعله كان قريبا لأن يلقى مصير صاحبه في أثناء محاولة إنقاذه، "العربيات كانت جاية مش شايفة من الضلمة ومفيش عمود نور واحد وكنت هتخبط كذا مرة بس كل همي إني أحط عمر على جنب".
الأمل عاد لـ"زياد" حينما وضع يده يتحسس أنفاس صديقه فوجده مازال حيًا، فخلع قميصه ولف به رأس "عمر" ليوقف بحر الدماء الذي ينزفه، وصرخ في المحيطين بأن يطلبوا الإسعاف، "أمر ربنا كان نفذ وعمر راح وهو في حضني، المسعف قالي أنت قريبه، البقاء لله".
لم يتخيل صديق "عمر" أن يأتي العام الدراسي الجديد دون وجود خليله، بعد أن ارتقيا سويًا للصف الثاني الثانوي بمدرسة الأورمان أكاديمي.
ظل "زياد" بجانب جثة صاحبه يبكي وصورة الحادث لا تفارق عينيه، "آخر حاجة بيني وبينه لما ندهت له ياخد باله من العربيات وبصلي بصة عمري ما هنساها، وخطوة واحدة هي اللي موتته وخليتني أنا أعيش ميت".
عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دشن "زياد" وبعض أصدقاء الضحية هاشتاجات، تطالب بحق الطالب عمر والاقتصاص من القاتل، من بينها "حق عمر عصام لازم يرجع، طريق الموت"، وأرفقوها بصور لصديقهم الراحل، وسط حالة من الحزن والألم سادت بينهم، عبرت عن مدى الفقد الذي شعروا بهم بعد فقدانه، داعين الله أن يرحمه بقدر ما كان على خلق طيب.
وكان "عمر" لقى مصرعه خلال عبوره من أمام البوابة الثانية بطريق حدائق الأهرام، بعد أن دهسته سيارة منطلقة بسرعة جنونية في الحارة الأخيرة من الطريق، لترمي الطفل بعيدًا وتتركه مصابا بنزيف في المخ، وتستكمل السير دون أن تتوقف، حتى لفظ "عمر" أنفاسه الأخيرة قبل وصول سيارة الإسعاف.