السيسي في قمة "مصر وقبرص واليونان": لا تسامح مع الدول الداعمة للإرهاب
كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الثلاثية التى جمعت مصر وقبرص واليونان
شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، في القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص، والتي جدد فيها تأكيد مصر على دعم قبرص لتسوية قضيتها، والتصدي لأي سياسات عدائية.
وقال الرئيس السيسي في بداية كلمته بالمؤتمر الصحفي: "يسعدني أن أتواجد معكم في هذا البلد الصديق، ويطيب لي توجيه الشكر لصديقي الرئيس نيكوس أناستاسيادس على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، فضلا عن حسن إدارة فعاليات اجتماعنا الثامن لقمة التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، والذي يتزامن هذا العام مع احتفالنا بالذكرى الستين لتدشين العلاقات الدبلوماسية بين مصر وقبرص عام 1960".
السيسي: آلية التعاون الثلاثي أسهمت في الاتفاق على مشروعات للتعاون في الزراعة والنقل والطاقة والسياحة
وتابع: "أؤكد مجددا اليوم ما تمثّله آلية التعاون الثلاثي، منذ تدشينها عام 2014 بالقاهرة، من محفل استراتيجي لتبادل الرؤى بشأن سبل تطوير علاقات التعاون بين دولنا الثلاث، والارتقاء بها على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، وتنسيق المواقف حيال القضايا ذات الأولوية إقليميا ودوليا، سعيا لتعظيم المصالح المتبادلة بيننا وتعزيز الاستفادة من الفرص المتاحة، وبما يسهم في التصدي للتحديات الراهنة التي تواجه أمننا القومي".
وأضاف الرئيس: "أسهمت تلك الآلية في الاتفاق على مشروعات للتعاون في قطاعات الزراعة والنقل والسياحة والطاقة، انطلاقا من حرصنا المتبادل على الاستفادة القصوى مما تحظى به دولنا من إمكانات وموارد تؤهلها لتحقيق تطلعات شعوبها نحو مزيد من الرفاهية والرخاء".
الرئيس: منتدى غاز شرق المتوسط إطار لتوظيف الثروات الهائلة وتحقيق المنافع المتبادلة
وأوضح الرئيس السيسي: "اتساقا مع ما تقدم، وقعت دولنا الثلاث، إلى جانب شركائنا في شرق المتوسط، على الميثاق التأسيسي لمنتدى غاز شرق المتوسط، الذي لا يمثل فقط نموذجا لتشجيع التعاون الإقليمي والحفاظ على الاستقرار بالمنطقة، وإنما يعد إطارا للتوافق على محددات ومشروعات مشتركة في مجال الغاز، لتوظيف الثروات الهائلة في شرق المتوسط من أجل تحقيق المنافع المتبادلة، مع احتفاظ كل دولة بحقوقها السيادية اتصالا بتلك الثروات".
السيسي: آلية التعاون الثلاثي ساهمت في تعيين الحدود البحرية وتعزيز التعاون في الطاقة
وزاد الرئيس: "من هذا المنطلق، تنفرد آليتنا للتعاون الثلاثي بكونها قدمت نموذجين ناجحين لتعيين الحدود البحرية استنادا لقواعد القانون الدولي وبنود اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، إذ وقعت مصر اتفاقيتين في هذا المجال، مع قبرص واليونان ، ما يعكس الإرادة السياسية المشتركة الهادفة إلى الاستفادة من الثروات المتاحة، خاصة احتياطات النفط والغاز الواعدة، وفتح آفاق جديدة لمزيد من التعاون الإقليمي بمجال الطاقة.
وأكمل الرئيس السيسي: "شهد اجتماعنا اليوم مناقشات بناءة، عكست توافقا في الرؤى بشأن التطورات الإقليمية والدولية خاصة في منطقة شرق المتوسط، في ضوء السياسات الاستفزازية المتمثلة في انتهاكات قواعد القانون الدولي والتهديد باستخدام القوة المسلحة، والتعدي على الحقوق السيادية لدول الجوار، ودعم التطرف والإرهاب، ونقل المقاتلين الأجانب إلى مناطق النزاعات".
الرئيس: اتفقنا على التصدي للسياسات التصعيدية التي تزعزع استقرار المنطقة
وتابع الرئيس: "اتفقنا على ضرورة التصدي لتلك السياسات التصعيدية التي تزعزع استقرار المنطقة، والتنسيق مع الشركاء الدوليين لاتخاذ ما يكفل من إجراءات للحفاظ على متطلبات الأمن الإقليمي".
وقال الرئيس السيسي: في هذا السياق، جددنا دعمنا لمساعي جمهورية قبرص الرامية لإيجاد تسوية شاملة ودائمة للقضية القبرصية استنادا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، على نحو يؤدى لإعادة توحيد شطري الجزيرة مرة أخرى.
وزاد الرئيس: "تطرقنا إلى التطورات في ليبيا، وأكدنا أنّ الحل السياسي الشامل الذي يعالج جوانب الخلل في الأزمة الليبية، يظل هو السبيل الأوحد لتحقيق الاستقرار بهذا البلد الشقيق، وفقا لما تم الاتفاق عليه في مسار برلين وإعلان القاهرة الصادر في يونيو 2020؛ وشددنا على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية، وخروج القوات الأجنبية منها، وتفكيك الميليشيات الإرهابية ونزع أسلحتها، وإعادة توحيد مؤسسات الدولة".
السيسي: اتفقنا على استمرار الجهود لتسوية القضية الفلسطينية على أساس مقررات الشرعية الدولية
وأضاف الرئيس: "تناولت محادثاتنا مختلف جوانب وتطورات عملية السلام في الشرق الأوسط؛ واتفقنا على ضرورة استمرار الجهود لتسوية القضية الفلسطينية على أساس مقررات الشرعية الدولية، وأهمية إنهاء حالة الجمود الراهنة، واستئناف المفاوضات سعيا لتحقيق الهدف المنشود".
وأكد الرئيس السيسي: استعرضنا الوضع في سوريا، وأشرنا إلى أنّ استئناف الحوار بين الأطراف كافة على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254، يمثل المرجعية الرئيسية للتسوية السياسية بمكوناتها وعناصرها كافة، كما أعربنا عن إدانتنا لأي وجود عسكري غير مشروع على الأراضي السورية، أو مساع لتغيير التركيبة السكانية بمناطق الشمال السوري، وجددنا التأكيد على دعم وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية.
وأكمل الرئيس: "من جهة أخرى، أكدنا ضرورة مضاعفة الجهود الدولية لمكافحة ظاهرة الإرهاب بكل حسم، وعدم التسامح مع الدول والكيانات الداعمة له تسليحا وتمويلا وتدريبا، مع انتهاج مقاربة شاملة لمعالجة جذوره والأسباب المؤدية له، وحثّ المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته في مواجهة من يرعى الإرهاب ويوفر له الملاذ الآمن ومختلف أوجه الدعم".
الرئيس: القمة الثلاثية أشادت بجهود مصر لمواجهة الهجرة غير الشرعية.. واستضافة 5 ملايين لاجئ بكل الحقوق والخدمات
واستطرد الرئيس السيسي: أشادت القمة بالجهود المصرية لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، واستضافة أكثر من 5 ملايين لاجئ يتمتعون بالحقوق والخدمات الأساسية المتاحة للمواطنين المصريين، ووقف تدفقات الهجرة غير الشرعية من سواحلها منذ عام 2016، اعتمادا على قدراتها الذاتية وانطلاقا من مسؤوليتها الأخلاقية، خاصة وأنّ مصر لم تلجأ في أي مرحلة لاستخدام هذه المسألة كأداة للتفاوض أو الابتزاز مع شركائها الأوروبيين، لتحقيق استفادة مادية أو سياسية.
وأتمّ الرئيس كلمته: أود أن أعرب عن تقديري لفخامة الرئيس القبرصي، ودولة رئيس الوزراء اليوناني، على هذه المحادثات البناءة التي جرت في إطار من المودة والصراحة، وأتطلع إلى اجتماعنا العام المقبل في الجمهورية اليونانية الصديقة.