"عمر" طول عمره "راجل".. دافع عن أرضه فسقط شهيدا بطلقة غدر
المجني عليه
"الحق يا عمر.. فيه ناس موجودة في الأرض".. كانت هذه الجملة هي الكفيلة بدفع الطفل صاحب الـ15 عامًا.. الذي تحمل مسؤولية والدته وشقيقاته الثلاث بعد وفاة والده، منذ 4 سنوات، انتفض سريعا لمعرفة من اغتصب أرضه، فكانت النهاية المأساوية.
كانت والدة عمر تحثه على استكمال مسيرة والده، وألحقته بالعمل صغيرا في شركة كان يعمل بها والده إلى جانب دراسته الذي كان متفوقا فيها.
"عمر محمد علي الكومي" ابن عائلة الكومي بقرية كفّر حكيم، تعرفه بخفة الدم و"الرجولة" التي تمتع بها هذا الطفل، الذي كان مقررا له الالتحاق بالصف الثاني الثانوي، العام المقبل، إلا أن طلقة في رأسه، قضت عليه وفاضت روحه إلى ربه تشكو غدرًا لاقته، لاحقا بوالده وتاركا أما ثكلى و3 شقيقات كنّ يعتبرنه أبًا بعد الأب.
التحريات والتحقيقات قالت، إنه وفي حدود الساعة 12 ظهر الخميس 8 أكتوبر الجاري، علم "عمر" وأقاربه أن شخصا استولى على قطعة أرض خاصة بأسرة "عمر" وتقع في مدخل القرية، بعدها توجه "عمر" مع أقاربه لاستطلاع الأمر، ووقعت مشادة بينهم وبين مستأجر الأرض والذي قال "الأرض بتاعتي وأنا أخدتها خلاص".
وأثناء ذلك، أشهر أحد مرافقي مغتصب الأرض، سلاحا ناريا وأطلق الرصاص عشوائيا تجاه "عمر" وأقاربه، وبدأوا في البحث عن مكان للاختباء من إطلاق الرصاص، إلا أن طلقة أصابت رأس "عمر" وأسقطته أرضا.
أسرع الأهالي في نقل "عمر" إلى مستشفى خاص بمدينة أكتوبر، وبعد 7 ساعات فارق الحياة متاثرا بإصابته، وجرى إخطار النيابة العامة التي أمرت بتشريح الجثة لبيان سبب وكيفية الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
وتمكنت الأجهزة الأمنية بالجيزة من القبض على المتهمين في الواقعة، وبحوزتهم الأسلحة النارية المستخدمة في الواقعة، وإحالتهم للنيابة العامة التي أمرت بحبسهم احتياطيا على ذمة القضية.
وقرر قاضي المعارضات، تجديد حبس المتهمين في واقعة مقتل الطفل عمر، لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات.