إن له لحلاوة.. "تقوى" طفلة فلسطينية استغلت الحظر لحفظ القرآن في 6 أشهر
الطفلة الفلسطينية تقوي ظاهر
الصمت يخيم على كل شوارع المدينة التي كانت لا تتوقف الحركة بداخلها، بعدما طوق فيروس كورونا العالم، بينما تجلس بمفردها في غرفتها أمام التلفاز تحاول فهم طبيعة هذا العدو الذي تسبب في إغلاق العالم أجمع، لتلمح عينها المصحف الشريف، وتحسسه بأنامل يدها الصغيرة تفتحه وترتل بعض الآيات، التي تفتح لها أبوابا كانت تحسبها مغلقة للأبد.
السور القرآنية تجري على لسان الطفلة الفلسطينية تقوى ظاهر، فتجد شغفها كحلقات يتصل بعضها بالآخر، كلما قرأت آية تحضر في عقلها، والآية تتلوها أخرى حتى تمكنت من حفظ القرآن كاملا خلال فترة حظر كورونا التي استمرت لما يقرب من 6 أشهر.
من غرفة منزلها الواقع في مدينة نابلس الواقعة في قلب فلسطين، تصدح "تقوى" بالآيات القرآنية، حتى وصل صوتها إلى مسامع أسرتها وجيرانها، خطفت به قلوب سامعيها وسرقت آذانهم، فلم تكتشف أسرتها سعيها لحفظ القرآن إلا بالمصادفة.
الطفلة البالغة 15 عاما: دعم الأسرة ودور تحفيظ القرآن ساعدوني في تحقيق هدفي
7 ساعات يوميا، كانت الفترة التي تقضيها الطفلة البالغة من العمر 15 عاما، في حفظ آيات كتاب الله، معتمدة على مصحفها، "بردد الآيات أكثر من مرة للتأكد من حفظها"، عقب حفظ الآيات مفردة تكون هناك مراجعة سريعة على السورة ككل ثم الجزء وهكذا، بمساعدة عدد من دور تحفيظ القرآن داخل مساجد المنطقة.
دعم كبير تلقته "تقوى"، من أسرتها لإتمام هدفها بحفظ القرآن الكريم، وتنوع الدعم ما بين التحفيز المعنوي ببعض الكلمات التشجيعية، والمادي بالهدايا التي ستنالها من الأسرة بعد حفظها للقرآن كاملا، "بس كنت بعمل ده عشان نفسي أحفظ كتاب الله".
لم تقتصر الفرحة والاحتفال بنجاح الطفلة الفلسطينية في حفظ القرآن كاملا في تلك الفترة الوجيزة على الأسرة فقط، حيث انتشرت أيضا بين الجيران في المنطقة والأٍسرة، "كنت أتلقى التهنئة من كل من يعرفونني".