ربيع القلب.. نجاة محت أميتها في عمر الـ73: عشان أقرأ المصحف
السيدة السبعينة: بحلم بالعمرة وقراءة المصحف كامل
الحاجة نجاة
تستيقظ في جوف الليل للاستعداد لصلاة الفجر، تنهي صلاتها ولا يكون النهار الكامل بأصواته وضجيجه المعتاد أقبل بعد، تمسك بالمصحف محاولة قراءة كلمات الله، لكنها تجد نفسها عاجزة أمامه عن قراءة الآيات، فالظروف المادية والمجتمعية حالت دون تعلمها في صغرها، لتقرر محو أميتها وإزالة غمامة الجهل من فوق عينيها، بعدما تجاوزت عمر الـ73 عامًا، لتتمكن من قراءة المصحف حتى تستطيع تدبرها.
إيمان أسرة السيدة السبعينية الحاجة نجاة بأن الفتاة ليس من الضروري أن تتعلم، كان سببًا في أن تظل على أميتها بعدما وصلت لذلك العمر الكبير، عاشت سنوات طويلة حزينة لفقدانها فرصة التعليم، لكنها اكتشفت حجم مأساتها حينما وقفت عاجزة عن قراءة آيات كتاب الله، حتى تسببت الصدفة في تلقيها التعليم بالمصادفة.
ابنة "نجاة" الصغرى من ذوي الإعاقة كانت سببًا في إرشادها لحلمها، حيث كانت تعتاد مرافقتها للدروس المدعمة التي تقوم بها المراكز الخيرية، وفي إحدى المرات شاهدت فصولًا لمحو الأمية بها عدد كبير من كبار السن، لتفكر في الالتحاق بها وخوض تجربة التعليم، "كنت خايفة الناس هتقول إيه وأنا أكبر من 70 سنة وداخلة اتعلم، بس قلت مش مهم مادام هعرف أقرا في المصحف".
لأكثر من عام ظلت "نجاة"، في صفوف فصل محو الأمية في محاولة لتعلم القراءة والكتابة في ذلك المركز الخيري، بجانب رعايتها لأسرتها وابنتها، فهي تتحمل المسؤولية وحدها بعد وفاة زوجها قبل عدة سنوات، لتعمل بكل طاقتها لتوفير احتياجات الأسرة المادية وتسديد الديون التي تقع على كاهلها.
سور قصيرة تعلمت السيدة السبعينية قراءتها بمفردها الآن بعد فترة من التحاقها بفصول محو الأمية، من بينها سورة الإخلاص، والمعوذتين، بالإضافة إلى سورة الكوثر، ولازالت مستمرة في طريقها لتعلم القراءة والكتابة أملًا أن تتمكن من قراءة المصحف كله وحدها، "نفسي أعملها قبل ما أموت".
رغم الظروف المادية الصعبة التي تعاني منها "نجاة"، واقتصار مصدر دخل الأسرة على المعاش الضئيل التي تحصل عليه، وتراكم الديون عليها، إلا أنها تحلم أن تنال فرصة إأداء فريضة الحج قبل أن تلقي الله، "معملتش أي حجة أو عمرة ونفسي أحج بحاول أوفر أي فلوس عشان أطلع لبيت ربنا بس اللي جاي على قد اللي رايح".