من الخنق إلى المحاكمة.. 5 مشاهد في واقعة قتل أم لطفلتيها بشبرا
"ريتاج وجنا" ضحية خلافات والديهما الزوجية والمتهمه فشلت في الانتحار
المجني عليهما ضحية والدتهما بشبرا
جريمة بشعة شهدتها منطقة بهتيم بشبرا الخيمة، حيث أقدمت ربة منزل على قتل طفلتيها، بدعوى تخليصهما من عذاب والدهما، حيث اعترفت الأم بجريمتها، مدعيةً أن الأسباب التي دفعتها إلى ارتكاب الجريمة يأتي في مقدمتها سوء العلاقة بينها وبين زوجها منذ عقد قرانهما، وتضييقه عليها، ووفاة ابنها قبل الحادث بنحو 40 يوما، نتيجة إصابته بأحد الأمراض، بحسب ما جاء في اعترافاتها أمام النيابة، كما زعمت أنها حاولت الانتحار أكثر من مرة، إلا أن والدتها منعتها.
"الوطن" ترصد مشاهد الجريمة البشعة، التي لازالت أحداثها تهز ارجاء منطقة بهتيم، بشبرا الخيمة، في محافظة القليوبية، وخاصةً مع ترقب الجميع بدء محاكمة المتهمة أمام محكمة الجنايات.
المتهمه تستغيث لإنقاذ المجني عليهما
خلت الأم بالطفلتين المجني عليهما "ريتاج" 7 سنوات، و"جنا" 6 سنوات، بعد ذهاب أبيهما للعمل، وعقدت عزمها على قتلهما فخنقتهما بيديها ثم تظاهرت لاحقاً أمام أهل زوجها بمفاجأتها بالواقعة، وعندما شعرت المتهمة بالذنب، حاولت إنقاذ الطفلتين، واستغاثت بالجيران، مدعيةً أنها كانت في السوق، وأن الطفلتين ماتتا نتيجة تسرب الغاز.
المباحث تكشف وجود شبهة جنائية
وعقب إبلاغ أجهزة الأمن بالواقعة، وخلال الفحص تبين لرجال المباحث وجود شبهة جنائية في الحادث، وبتضييق الخناق تبين كذب رواية الأم، وأنها وراء مقتلهما خنقاً بيديها أثناء نومهما في غرفتهما، انتقاماً من زوجها الذي اعتاد التعتدي عليها بالضرب، فقررت التخلص منهما، وعندما شعرت المتهمة بالذنب حاولت إنقاذ الطفلتين، لكن بعد فوات الأوان.
اعترافات تفصيلية للمتهمة
وأدلت المتهمة باعترافات مثيرة أمام جهات التحقيق، وقالت إنها في يوم الواقعة، بدرت إليها فكرة قتل ابنتيها ثم انتحارها، للخلاص من زوجها، وتخليص الطفلتين من قسوته بعد وفاتها على حد ظنها، فلما خلت بهما، بعد ذهاب أبيهما إلى العمل، عقدت عزمها على قتلهما، فخنقتهما بيديها، ثم تظاهرت لاحقاً أمام أهل زوجها بمفاجأتها بالواقعة، كما ادعت عدم إقدامها على الانتحار بعد وفاتهما، لحيرتها في وسيلة الانتحار.
واعترفت المتهمة، البالغة من العمر 30 سنة، في اعترافها بقتل طفلتيها أثناء نومهما داخل غرفتهما، قائلة: "خنقتهم بإيدي فى المكان ده"، لافتةً إلى أنها أصيبت بحالة نفسية سيئة، جراء معاملة زوجها، فقررت أن تريح نفسها وترحم أطفالها من العذاب وتقتلهما ثم تنتحر، وفي يوم الحادث انتظرت توجه زوجها للعمل، ثم دخلت غرفة نومهما لتنفيذ ما عقدت العزم عليه، وقامت بختق الطفلتين.
النيابة تحيل المتهمة للمحاكمة
عقب الانتهاء من سماع أقوال المتهمة، قررت النيابة حبسها احتياطياً على ذمة القضية، وتجديد حبسها في المواعيد المقررة، حتى قرر المحامي العام لنيابات جنوب القليوبية إحالتها للمحاكمة الجنائية، حيث قررت المحكمة إحالتها للطب النفسي بمستشفي العباسية للأمراض النفسية للكشف علي سلامة قواها العقلية، وإعداد تقرير عن حالتها النفسية، فيما أكد زوج المتهمة، أمام المحكمة، اتهامه لزوجته بقتل ابنتيهما، مُشيراً إلى أنه لم يكن يسمح لها بالخروج، وأضاف أنه كان يمنعها من الاختلاط بأحد، بدافع الغيرة عليها.
مفاجأة الطب النفسي
كشف تقرير مستشفى العباسية للصحة النفسية أنه بتوقيع الكشف الطبي النفسي والعقلي على المتهمة، تبين أنها لا تعاني من أية ضلالات، ولا توجد لديها هلاوس من أي نوع أو سلوك هلوسي من حيث الزمان والمكان والأشخاص والمواقف، وأن ذاكرتها سليمة للأحداث القريبة والبعيدة، وذاكرة التاريخ الشخصي أيضاً سليمة، مما يؤكد قدرتها على الإدراك والاختيار والتمييز بين الخطأ والصواب، وتستطيع الحكم على الأمور وأنها مدركة لأفعالها ونتائجها.
وأضاف التقرير أنه من مناظرة أعضاء اللجنة المشكلة لفحص المتهمة عدة مرات أثناء إيداعها للفحص بوحدة الطب النفسي الشرعي بمستشفى العباسية للصحة النفسية، وما أجري لها من أبحاث طبية ونفسية واجتماعية، بالإضافة للملاحظات الطبية وملاحظات التمريض، تبين أن المتهمة المذكورة لا توجد لديها في الوقت الحالي ولا وقت الواقعة محل الاتهام، ثمة أعراض دالة على وجود اضطراب نفسي أو عقلي نافي للمسئولية الجنائية، وهي سليمة الإدراك والاختيار والإرادة والحكم على الأمور ومعرفة الخطأ من الصواب.
وقررت محكمة جنايات شبرا الخيمة، في جلستها اليوم الأحد، برئاسة المستشار سامح عبد الحكم، وعضوية المستشارين حسن قنديل ومحمود خليل، وأمانة سر، أشرف حسن، تأجيل القضية إلى جلسة 22 نوفمبر، بناءً على طلب الدفاع، للاطلاع على تقرير مستشفى العباسية، والمرافعة.
وكان مدير أمن القليوبية، اللواء فخر الدين العربي، قد تلقى إخطاراً بورود إشارة من مستشفى نصر العام إلى قسم ثاني شبرا الخيمة، بوصول طفلتين شقيقتين "ريتاج" 7 سنوات، و"جنا" 6 سنوات، جثتين هامدتين، ووجود شبهة جنائية في وفاتهما، وانتقل فريق من مباحث القسم، برئاسة المقدم احمد حمدي، رئيس المباحث، إلى محل البلاغ، وبسؤال الأم ادعت أنها خرجت إلى السوق لشراء مستلزمات المنزل، وعندما عادت اكتشفت وفاة طفلتيها خنقاً بالغاز.
وبالمعاينة تبين أن الحادث به شبهة جنائية، وتبين كذب رواية الأم، وأنها وراء مقتلهما خنقا بيديها أثناء نومهما في غرفتهما، انتقاما من زوجها، الذي اعتاد التعدي عليها بالضرب، فقررت التخلص منهما، وعندما شعرت المتهمة بالذنب، حاولت إنقاذ الطفلتين لكن بعد فوات الأوان.