خبير زراعي عن تأثر المحاصيل بالتقلبات الجوية: "الحباية مش هتطلع"
النقيب: هناك حالات يصعب على الفلاح التصدي لها
محاصيل زراعية - أرشيفية
بعد فترة وصفتها هيئة الأرصاد الجوية بـ"فترة التقلبات الجوية"، انتهت أمس الأحد، موجة التغيرات المناخية التي حدثت الأيام الماضية على معظم محافظات ومدن مصر، وكانت الأرصاد تنبأت خلال تلك الفترة بسقوط أمطار خفيفة ومتوسطة وغزيرة ورعدية أحيانًا على بعض المناطق، إضافة إلى الرياح النشطة التي أحدثت اضطرابا في الملاحة أحيانًا.
ويعد قطاع الزراعة من أكثر القطاعات التي تتأثر بشكل كبير باختلاف وتقلب المناخ، وتعتمد بعض المحاصيل بشكل كلي على توقيتات جوية معينة حتي تحقق زيادة في الإنتاج ولا يتعرض مزارعوها إلى خسائر مادية، إلا أن تلك الفترة شهدت تغيرا ملحوظا في أحوال الجو، مما انعكس بالسلب على بعض المحاصيل الزراعية.
وتعليقا على هذا الشأن، قال الدكتور يحيى متولي، خبير الاقتصاد الزراعي، إن جميع الخضراوات تتأثر سلبيًا بالتقلبات الجوية في حالات ارتفاع وانخفاض الحرارة المفاجئ مثل البطاطس والخيار والبطيخ وغيرها، ويحاول الفلاحون تجنب ذلك باللجوء للزراعة تحت الصوب، أو زراعة المحاصيل التي تتناسب مع المناخ المتقلب مثل الطماطم، حتى لو ارتفع سعرها.
وأضاف "متولي" أن زيادة المياه في التربة عن الحد الطبيعي تؤدي إلى عدم نمو البادرات، إذا كان المحصول في مرحلته الأولى، "الحباية مش هتطلع"، ويحدث تعفن في النباتات الموجودة في التربة، مما يقلل الإنتاجية، مشيرًا إلى أن الوقت الحالي أغلب المحاصيل الشتوية تتعرض للتأثر مثل البطاطس والطماطم والبنجر والفول البلدي، ومحاصيل الخضر التي تزرع في الأراضي المكشوفة.
وناشد الخبير الزراعي الفلاحين متابعة حالة المناخ والانتظار على ري المحاصيل حتى التأكد من سقوط الأمطار حتى لا تزيد المياه على التربة، مما يوقف نمو النباتات، مضيفًا أن الفترة القادمة مناسبة لزراعة القمح عن طريق استخدام مياه الأمطار وتوفير المياه الجوفية المتواجدة بقلة، "الفدان ممكن يجيب 6 أردب"، مما يقلل من الفجوة القمحية في مصر، وعمل مجاري مائية لمياه الأمطار وتحديد مجرى مثل "مجاري السيول" في العريش" للتحكم فيها والاستفادة منها.
كما أكد خبير الاقتصاد الزراعي أن الزراعة تتسم بالمخاطر واليقين، مطالبًا النقابات التعاونية بمساعدة الدولة في إنشاء صندوق تأمين للأزمات التي يتعرض لها القطاع، لحماية الفلاح من الخسائر التي يتعرض لها نتيجة قلة الإنتاج في تلك الأوقات، مشيرًا إلى أن فاقد الإنتاج في التوقيتات الطبيعية يصل إلى 20% من الإنتاج، ومن 10 إلى 20% في التسويق، أي من 30 إلى 40% في الإجمالي، وفي حالة زيادة المياه في التربة ممكن أن يصل الفاقد إلى 50%.
نقيب الفلاحين: هناك حالات يصعب على الفلاح التصدي لها
ومن جانبه، قال حسين أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، إن هناك عدة خطوات يتبعها الفلاحون في حالة تقلب المناخ، منها تصفية المياه الناتجة عن السيول والأمطار في وقت حدوثها، عمل مصدات رياح في حالات هبوب رياح شديدة، إضافة إلى تغطية بعض المحاصيل في أوقات ارتفاع درجات الحرارة، مشيرًا إلى أن هناك حالات لا يمكن للفلاح التصدي لها.
وعن الخسائر التي يتعرض لها الفلاحون نتيجة التقلبات الجوية، أشار نقيب عام الفلاحين لـ"الوطن"، إلى أن درجة تغير المناخ تتحكم في حجم الخسارة، فمن الممكن أن يهلك المحصول بأكمله، أو يتأثر نصفه أو الربع بحسب نوع التغير وشدته، مضيفًا أن النقابة دائمًا ما تقدم توجيهات وبيانات من خلال ندوات لتوجيه الفلاحين على التصرف في أوقات الأزمات حسب وقتها ونوعها.