مرفق كوفاكس.. صمام أمان التوزيع العادل للقاحات كورونا
فيروس كورونا
في ظل انتشار الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، لاسيما بالقارة الأوروبية، وارتفاع المخاوف بشأن الجائحة، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس ادهانوم، أنه لا يوجد حل سحري للتصدي لجائحة كورونا، لافتًا إلى أن الشعوب أصابها الملل والتعب من الفترة الطويلة منذ ظهور الفيروس حتى الآن.
الصحة العالمية: "مرفق كوفاكس" سيضمن توزيعا عادلا للقاحات كورونا
وقال "إدهانوم"، إن هناك قلقًا بالفعل مما يُعرَف بقومية اللقاحات أو احتكار دولة ما للقاح لديها ليكون من أجل شعبها فقط، مشيراً إلى تراجع القلق بهذا الشأن بعد انضمام ما يقارب 150 دولة إلى "مرفق كوفاكس" الذي سيضمن توزيعًا عادلًا للقاحات على البلدان في هذا المرفق.
وأضاف أن إعطاء بعض الأشخاص اللقاح في كافة البلدان بدلًا من تطعيم كل الأشخاص في بلد واحد هو النهج الذي يجب أن يؤمن به الجميع، لأنه سيساعد في إنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش في العديد من الدول، مؤكداً أن تنفيذ ذلك يحتاج إلى قيادات سياسية قوية تقنع المواطنين بأن مشاركة اللقاح هو لصالح الجميع.
ما هو "كوفاكس"؟
ومرفق "كوفاكس" عبارة عن مبادرة تقودها منظمة الصحة العالمية، والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع جافي، والائتلاف المعني بابتكارات التأهُّب لمواجهة الأوبئة، وفقًا للدكتور أمجد الخولي، استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية، مضيفًا أنها تهدف إلى تنسيق إتاحة اللقاحات المضادة لكوفيد-19 فور الانتهاء منها، وتوزيعها بطريقة منصفة في جميع البلدان والمناطق، بغض النظر عن وضعها الاقتصادي.
وأضاف "الخولي"، في تصريحاته لـ"الوطن"، أنه حتى الآن، انضم 156 بلدًا إلى مرفق كوفاكس، أي ما يمثل 64٪ من سكان العالم، بينما يجري حاليًا 38 بلدًا آخر محادثات للانضمام، لذا من المتوقع زيادة العدد للثقة في المرفق.
كيف سيضمن المرفق التوزيع العادل للقاحات؟
وتابع "الخولي"، أن الغالبية العظمى من بلدان الإقليم ستنضم إلى مرفق كوفاكس، حيث إن 11 بلدًا سيلتحق به كبلدان ذاتية التمويل وستنضم بقية البلدان في إطار مبادرة الالتزام المسبق بالشراء التي طرحها التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، على أن تُقدم المبادرة الدعم المالي للبلدان المؤهَّلة حتى تتمكَّن من شراء اللقاح، بناءً على وضعها الاقتصادي.
وأشار إلى أنه فور إثبات مأمونية اللقاح وفعاليته والتصريح باستخدامه، ستتولى منظمة الصحة العالمية نصيحة جميع البلدان بتوزيع جرعات تغطي 20% من سكانها، بدءًا بالفئات الشديدة التعرُّض للخطر من العاملين في مجال الرعاية الصحية، وكبار السن، ومن يعانون من حالات صحية كامنة، موضحًا أن كل دولة خاصة التي تملك الإمكانات ستسعى لتوفير اللقاح لمواطنيها دون اعتبار لمحدودية الكميات التي سيتم إنتاجها في المدى القصير إلى المتوسط، بما قد يؤدي إلى ظاهرة قومية اللقاحات.
وشدد على أهمية تجنب "قومية اللقاحات" لإيقاف الجائحة بسرعة وكفاءة، فالتوزيع العادل للقاحات ليس الإجراء الصحيح الذي ينبغي القيام به فحسب، بل هو التصرُّف الذكي الذي ينبغي القيام به لمكافحة الجائحة.
قيم توزيع لقاحات كوفيد-19
في الوقت نفسه، أصدر فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع التابع لمنظمة الصحة العالمية "إطار القيم بشأن توزيع لقاحات كوفيد-19 وتحديد أولوياتها"، والذي يهدف إلى تقديم إرشادات عالمية المنحى بشأن توزيع لقاحات كوفيد-19 بين البلدان، وكذلك إرشادات وطنية المنحى بشأن تحديد أولوية الحصول على اللقاحات بين المجموعات السكانية داخل البلدان، لا سيما في الوقت الذي تكون فيه الإمدادات محدودة.
ويوضح الإطار الهدف العام لنشر لقاح كوفيد-19، ويطرح ستة مبادئ أساسية ينبغي أن توجِّه عملية التوزيع واثني عشر هدفاً تحدد تلك المبادئ الستة، ولتقديم توصيات بشأن توزيع اللقاحات بين البلدان وتحديد أولوية المجموعات السكانية للحصول على التطعيم داخل كل بلد، يجب استكمال إطار القيم بمعلومات عن الخصائص المحددة للقاح أو اللقاحات المتاحة، وتقييم الفوائد والمخاطر للمجموعات السكانية المختلفة، وكمية الإمداد باللقاحات ووتيرته، والسمات الوبائية الحالية، والتدبير العلاجي السريري، والأثر الاقتصادي والاجتماعي للجائحة، ومن ثم، سوف تُحدَّد استراتيجية التطعيم النهائية من خلال خصائص منتجات اللقاحات حال توفرها.