مدير مدرسة فضل: ولي الأمر المعتدي عليا دفع المصاريف.. والأب: فين الفيديو الكامل
المشاجرة بمدرسة فضل في الجيزة
على مدار نحو 15 يوما، منذ بداية العام الدراسي الجديد يوم 17 أكتوبر الجاري، شهدت مدرسة فضل الحديثة للغات التابعة للإدارة التعليمية بالهرم، أكبر أزمة تتعرض لها، بعد نشوب مشاجرة كبيرة بين مدير المدرسة، وبعض من أولياء الأمور، ما زالت تثير الجدل حتى الآن.
تفاصيل مشاجرة بالأيدي بمدرسة فضل.. ومصادر تكشف إقالة المدير
وقعت المشاجرة فى أول أيام الدراسة، حينما شهدت المدرسة بالجيزة، وهي مدرسة فضل الحديثة للغات التابعة لمدارس 30 يونيو بفيصل، مشاجرة كبيرة بين مدير المدرسة، وبعض من أولياء الأمور، وصلت إلى التعدي بالضرب بالأيدي والألفاظ من قبل الجانبين، حيث جرى تداول أنها بسبب تأخر بعض التلاميذ في دفع المصروفات الدراسية، وانتشرت أقاويل بأنّ مدير المدرسة جمع التلاميذ الذين لم يسددوا المصروفات الدراسية، وأمر بإخراجهم من الفصول الدراسية، وتسكينهم بأحد معامل المدرسة، لحين وصول أولياء أمورهم لدفع المصروفات الدراسية، ما أدى إلى غضب أولياء الأمور.
والأربعاء الماضي، كان مصدر مسؤول بمديرية التربية والتعليم بالجيزة، كشف عن إقالة خالد فاروق مدير مدرسة فضل الحديثة للغات، وتشكلت لجنة من المديرية، وأبلغت مدير عام الإدارة التعليمية بالهرم، بقرار الإقالة، وتم تنفيذه.
وأضاف المصدر لـ"الوطن"، أنّ الشكاوى التي وردت ضد مدير المدرسة تأكدت منها لجنة المديرية وقررت إقالة المدير، وسيتم التحقيق أيضا مع المدير المقال فيما نقلته كاميرات المراقبة بالمدرسة، من تعدي المدير على ولي أمر، مشيرا إلى أنّ التحقيق معه سيتم بصفته ما زال موظفا على ذمة مديرية التربية والتعليم.
مدير المدرسة: الأب دفع المصاريف قبل الدراسة بأسبوع.. والسبب "زوجته"
وبعد 13 يوما من الواقعة، كشف خالد فاروق، مدير مدرسة فضل الحديثة للغات، عن أنه بخلاف المتداول وما قاله ولي أمر الطالب محمد عبدالمنعم، الذي تشاجر معه بالأيدي، فإنه دفع مصروفات قبل بداية الدراسة، يوم 12 أكتوبر الجاري، حيث أرسل أوراقا تفيد ذلك الأمر.
وأضاف فاروق، لـ"الوطن"، أن سبب الأزمة والخلاف لم يكن بسبب عدم دفع المصروفات، كون ولي أمر الطالبين "أحمد وجودي" بالمرحلة الابتدائية، دفع واستلم الكتب المدرسية بالفعل قبل حوالي أسبوع من بداية الدراسة.
وتابع بأن السبب الحقيقي في الأزمة هو حرصه على اتباع الإجراءات الاحترازية لدخول أولياء الأمور وتنظيم خروج الطلاب، قائلا: "زوجته حضرت صباحا وسألتني على باب الدخول، وقلت لها عندنا 9 أبواب، وأنتي بابك 7 و8 تحت مبنى أولادك اللي هتجبيهم منه، رفضت وزعقت وفضلت تلف وتوبخنا وتقول أنتوا مفتريين ومتعجرفين، وقلت لها يا ستي اشتكينا لربنا، وبعدين تقريبا سخنت جوزها لقيته جاي الساعة 12 ونص متحفز للخناق"، على حد قول فاروق.
وأردف أن ذلك هو السبب الحقيقي لمهاجمته والمشاجرة معه وليس لادعاء عدم دفع المصروفات واحتجاز الطلاب، قائلا إن الأمر مدبر من بعض العناصر داخل المدرسة الذين تربطهم علاقة وطيدة مع أولياء الأمور بسبب الدروس الخصوصية ودفعوا الأهالي لذلك الأمر.
كما أكد خالد فاروق، أنّه لم يتلق أي أوراق رسمية تفيد إقالته من منصب مدير مدرسة "فضل"، حيث إنّ شؤون المدرسة يديرها حاليا مدير تنفيذي آخر لمدة 3 أشهر، لحين انتهاء علاجه، بعد إصابته بعاهة مستديمة في عظمة الترقوة، جراء المشاجرة، مشددا على أنّه لم ولن يتنازل عن البلاغ الذي تقدم به ضد ولي الأمر الذي تعدى عليه في الشجار بالأيدي، كونه يرى أن ذلك بمثابة رد كرامة واعتبار له، ولمكانة مدير المدرسة ولوزارة التعليم.
وأشار إلى أنّ الأمر حاكه بعض المعلمين في المدرسة لرفضهم الحضور 6 أيام في الأسبوع، متهما وكيلة المدرسة بأنّها هي من احتجزت الطلاب في المعمل لعدم دفعهم المصاريف وألصقت التهمة بالمدير، لكنه فور معرفته أمر بصرف الطلاب للفصول ورفض ذلك الأمر، مؤكدا أن تلك الواقعة هي الأولى التي يتعرض لها منذ التحاقه بوزارة التربية والتعليم، إذ يحرص باستمرار على حسن التعامل مع أولياء الأمور، وأنّه كان يقع على عاتقه مهمة حماية ودراسة أحوال 6500 طالب بالمدرسة، وحرصه على تقديم أفضل مستوى تعليمي لهم: "اللي حصل ده كان مخطط ومعد مسبقا ضدي لإفشالي".
ولي الأمر: دفعت المصاريف.. وما كانش ده سبب الخناقة
وعلى النقيض، لم يتفق ولي الأمر محمد عبدالمنعم، صاحب الواقعة، مع مدير المدرسة في تصريحاته، سوى بتأكيده دفع المصروفات بالفعل لنجليه قبل بداية الدراسة، بخلاف ما أورده مسبقا، قائلا: "الطلاب كانوا محبوسين في المعمل واحنا محبوسين بره، واتقال إن ده حصل مع العيال علشان المصاريف، بس خناقتي مع المدير كانت بسبب لخبطة قوائم الفصول واستلام الكتب وأن الفسحة كانت على السطح، ولما حد بيكلمه بيقوله اشتكوني لربنا، والفيديو عنده خليه ينشره".
وأضاف عبدالمنعم، في حديثه لـ"الوطن"، أن مدة الواقعة تصل لحوالي ساعتين جرى تسجيلها بالفيديو بينما لم يتم نشر إلا جزء بسيط منها، مطالبا المدير بنشر باقي الشجار، قائلا إنه بعد اطلاع لجنة وزارة التربية والتعليم على الفيديو ثبت جرم المدير لذلك تمت إقالته "هو اللى وقع نفسه مش أنا".
وأكد أن "فاروق" هو السبب في إصابة أولياء الأمور بعد حبسهم داخل المدرسة مدة طويلة ولم يتمكنوا من الخروج سوى بمساعدة الشرطة، على حد قوله، مضيفا أن التقرير الطبي له كشف عن العديد من الكدمات في أنحاء متفرقة بجسده، فضلا عن إصابة شقيقه بقطع في العين والوجه احتاج 6 غرز، وفقا لحديثه.
وتابع ولي أمر الطالبين "أحمد وجودي" أنه استرد حقه بإقالة المدير من منصبه، حيث ينهي حاليا إجراءات نقلهم لمدرسة أخرى، مشيرا إلى وجود أزمات سابقة بين أولياء أمور ومدير المدرسة، ما دفع كثيراً منهم لنقل أبنائهم لمدرسة أخرى مع بداية العام الدراسي الحالي، فضلا عن أنّه تنازل عن المحضر في النيابة العامة، بعد تنازل الطرف الآخر عنه.