80 ميليشيا مسلحة بأمريكا.. النشاط يهدد أجواء الانتخابات الرئاسية
عناصر من اليمين المتطرف في أمريكا
ارتفع نشاط عشرات الميليشيات المسلحة في الأشهر الأخيرة بعدد من الولايات الأمريكية، لدرجة أنه بات يهدد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، المقررة في 3 نوفمبر، بحسب منظمات غير حكومية.
وذكر تقرير لمنظمة "مشروع بيانات النزاعات المسلحة ومواقعها وأحداثها"، ومقرها مدينة ماديسون في ولاية ويسكونسن، وموقع "ميليشيا ووتش"، مقره في ولاية جورجيا، أن هناك تصاعدا في وتيرة 80 ميليشيا مسلحة في الولايات المتحدة بين 24 مايو و17 أكتوبر من العام الجاري، غالبيتها من اليمين المتطرف، وفقا لما نقلته قناة "سكاى نيوز عربية".
ومن بين هذه الميليشيات: "حراس القسم"، و"قوات الدفاع المدني"، و"الأقدام الخفية"، وهناك جماعات أخرى اشتهرت بانخراطاها في الشجارات، مثل "الأولاد الفخورون" و"الصلاة الوطنية".
ونشر التقرير خريطة تظهر انتشار هذه الميليشيات المسلحة في مناطق واسعة من البلاد: من الشمال إلى الجنوب، ومن الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي.
وقد يستغرب البعض من وجود جماعات مسلحة في أمريكا، لكن ذلك يعود إلى سببين، الأول: التعديل الثاني من الدستور الأمريكي للمواطنين يعطيهم الحق في حيازة أسلحة نارية، وعدم التعرض لذلك، وبوسع أي شخص اقتناء أسلحة من قبيل المسدسات والبنادق النصف آلية.
أما السبب الثاني، وفقا للتقرير، يعود إلى عدم فرض السلطات المحلية الأمريكية عقوبات على هذه الجماعات، واختيارها عوضا عن ذلك منحها مساحة للعمل.
وقد يظن البعض أن المليشيات الأمريكية شبيهة بتلك الموجودة في الشرق الأوسط، المسلحة بالقذائف الصاروخية ومضادات الطيران والرشاشات الثقيلة، لكن الأمر ليس كذلك، فإنها لا تملك هذه الأسلحة الثقيلة، لكن بحوزتها الخفيفة الكفيلة بإشعال اضطرابات في الولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى أن نشاط الميليشيات اليمينية تصاعد بشكل مطرد خلال الصيف الماضي وحتى موعد الانتخابات، لدرجة أنها أصبحت أكثر جراءة في ظهورها، وباتت تشغل حيزا في الشأن العام الأمريكي، بعد أن كانت توصف بأنها "خفية" و"مستترة".
ورصد التقرير ظهور عناصر هذه الميليشيات في الاحتجاجات المناهضة للإغلاق الذي رافق تفشي فيروس كورونا، والتصدي لاحتجاجات "حياة السود مهمة" بعد مقتل جورج فلويد.
ووصل الأمر بهذه الميليشيات إلى حد تدبير مؤامرة لخطف وقتل حاكمة ولاية ميشيغن، غريتشن ويتمر.
وتنخرط هذه الجماعات المسلحة في تكتيكات مختلطة، مثل التدرب على القتال في المناطق الحضرية والريفية، وتكثيف الأنشطة الدعائية.
ووصل الأمر بهذه الميليشيات إلى حد اعتبار نفسها "امتدادا" إلى أجهزة إنفاذ القانون أو وضع نفسها في مكان "الحماية العامة".
وباتت وزارة الأمن القومي الداخلي ومكتب التحقيقات الفيدرالي يعتبران الجماعات المتطرفة في اليمين الأميركي والحركات العنصرية عنصر خطر رئيسي، وسط مخاوف من أن يمثل يوم الانتخابات في 3 نوفمبر "نقطة اشتعال" قد تؤدي إلى تفجير العنف.
وذكر التقرير أن بعض الولايات المتأرجحة في أميركا هي أكثر من غيرها معرضة لخطر الميليشيات في الانتخابات، وهي: "جورجيا، وميشيغين، وبنسلفانيا، وويسكونسن، وأوريغون".
وقال رئيس تحرير موقع "ميليشيا ووتش"، هامبتون ستول: "إن ظهور عناصر المليشيات بالأسلحة أتى بعد شائعات عن تدخل اليسار المتطرف في صناديق الاقتراع والعملية الانتخابية".