عكاشة: الإرهابيون استهدفوا النمسا كمكان غير متوقع والأمن لم يكن مستعدا
النمسا تعرضت لهجمات قليلة سابقا بينها هجوم بسكين وجريمة قتل لزوجين
العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني
بعكس دول أوروبية أخرى، لم تكن النمسا هدفا رئيسيا للإرهابيين المتأسلمين في السنوات الأخيرة، مثلما هو الحال مع فرنسا مثلا، فقبل الهجوم الأخير الذي استهدف عاصمتها، فيينا، أمس، وراح ضحيته 4 قتلى وعدد كبير من الجرحى، تعرضت النمسا خلال السنوات الأخيرة لحادثين فقط، حسبما رصدت فرنسا 24، وربما أن ذلك ما جعلها تكون هدفا هذه المرة، حيث اعتبرها الإرهابيون مكانا غير متوقعا يسهل استهدافه، حسب تأكيد الخبير الأمني العميد خالد عكاشة.
ففي مارس 2018، هاجم شاب مؤيد للإسلاميين، بحسب الشرطة، أحد عناصر القوات الأمنية أمام السفارة الإيرانية في فيينا بسكين قبل أن يُردى قتيلا. وفي يونيو 2017، قتل رجل تونسي المولد زوجين مسنين في لينز. وصرح وقتها أنه يريد أن يكون عبرة لأنه شعر بالتمييز كأجنبي ومسلم.
واعتبر الخبير الأمني العميد خالد عكاشة أن اتجاه الإرهابيين أمس ناحية فيينا ليس تحولا بقدر ما هو اختيار لأماكن غير المتوقعة مستغلين في ذلك خلايا ربما كانت نائمة هناك، لافتا إلى أنهم ينظرون إلى أوروبا ككتلة واحدة.
وقال: "يمكن أن تكون هناك خلايا نائمة أو تم زرعها منذ فترة في النمسا، إلى جانب استغلال أنها منطقة غير متوقعة، خاصة وأن أماكن أخرى مثل ألمانيا وبلجيكا رفعت درجة الاستعداد الأمني القصوى، وبالتالي استهدف الإرهابيون وجهة أخرى راهنوا فيها على أنه لا توجد استعدادات، وكانت مراهنتهم للأسف الشديد صحيحة، حيث كان هناك إخفاق أمني كبير بالنسبة للنمسا.
واستطرد: "المحللون السياسيون والأمنيون، يعرفون أن الإخوان موجودون في النمسا ومتمددون ولهم قواعد، ولهم أماكن كثيرة هناك منذ عشرات السنين، وهذا كان من المفروض أن يعطيهم مؤشرا كجهاز أمني هناك على أنه يمكن أن يتعرضوا لهجمات، ولكن هذا لم يحدث، ولم يظهر أي شكل من أشكال الاستنفار، وسرعة الاستجابة كانت بطيئة لدرجة أنه حدثت 6 استهدافات في يوم واحد، أو بشكل متزامن.
وأكد "عكاشة" على أنه ربما لن يكون هذا الاستهداف هو الأخير، ويجب أن يكون إشارة إنذار للدول الأوربية لأن التنظيمات الإرهابية والإخوان وكل المحركين لهذه الأذرع التي تنفذ على الأرض، يتعاملون مع أوروبا ككتلة وواحدة، خاصة وأن دول الاتحاد الأوروبي التنقل بينها سهل جدا.
وكان منفذ الهجوم الذي تعرضت له النمسا، أمس، والذي وصفه وزير الداخلية النمساوي، كارل نيهامر، بأنه "إرهابي إسلامي" وأنه من أنصار تنظيم "الدولة الإسلامية" وفقا لمؤشرات جمعت في منزله، قد سجن لمدة 22 شهرا في أبريل 2019 لمحاولته السفر إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية. ثم أُطلق سراحه في أوائل ديسمبر الماضي. ويرجع أصله إلى مقدونيا الشمالية، وكان يحمل الجنسيتين النمساوية والمقدونية الشمالية.
ويعتبر هجوم فيينا الأخير، هو الأعنف من بين بقية الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها النمسا في السنوات الأخيرة، حيث راح ضحيته 4 قتلى كما نُقل 15 شخصا إلى المستشفى سبعة منهم كانوا في حالة حرجة.