يُعد نظام "الكتاتيب"، التي كان معمولاً بها في السابق، أحد الطرق المثلى التي يمكن من خلالها تعليم الأطفال مهارات القراءة والكتابة، وأساسيات القراءة الصحيحة للقرآن الكريم، وحفظ كتاب الله، وتعلم أصول الدين والفقه والعبادات المختلفة، بل وغرس الأخلاق القويمة في نفوسهم على أساس ديني.
وفي محاولة لاستعادة العمل بهذا النظام، الذي اختفى تماماً من المجتمع المصري، قبل عدة سنوات، بدأ "محمد سويلم سليم"، وهو رجل ستيني من أبناء البادية، في استقبال الأطفال داخل "عشة صغيرة"، بمدينة الشيخ زويد في شمال سيناء، لتعليمهم مبادئ القراءة والكتابة، ولم تقتصر دروسه على الصغار فقط، بل تشمل الكبار ممن فاتهم قطار التعليم.
يبلغ "الحاج سويلم" من العمر 65 سنة، وهو من أبناء قرى جنوب رفح المنقولين إلى وسط الشيخ زويد، رجل بسيط على المعاش، بعد أن كان عاملا في الوحدة الصحية بقرية "شيبانة" جنوب رفح، تطوع لتعليم الأطفال في الشيخ زويد، القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، وأساسيات دروس الفقه على مذهب "الإمام الشافعي"، وله الكثير من الكتيبات الصغيرة، التي تمكن من تلخيصها لتسهيل عملية التعلم على التلاميذ.
تحدث "الحاج سويلم" لـ"للوطن" قائلاً: "لقد تعلمت بهذه الطريقة وأنا صغير، القراءة والكتابة السليمة بالضمة والفتحة والشدة والكسرة، التي يجهلها الكثير من المعلمين"، مشيراً إلى أنه تعلم على يديه عدد من الأطفال، يبلغ حوالي 145 من البنين، 82 من البنات، منذ أن بدأ في إعطاء دروسه للأطفال والكبار، في الأول من يناير 2017، وحتى شهر نوفمبر من العام 2020 الجاري.
وأضاف أنه لا يقتصر في عملية التعلم على الأطفال فقط، بل يأتي إليه بعض الكبار ممن لم ينالوا حظهم في التعليم، مشيراً إلى أن من بين تلامذته شاب يتجاوز عمره 15 عاماً، ومنهم من نجح فى الإعدادية ولكنه لا يعرف قواعد القراءة والكتابة بشكل صحيح، حيث لجأوا إليه ليتعلموا القراءة والكتابة بالتشكيل السليم والصحيح.
وبينما أشار "الحاج سويلم" إلى أنه يتلقى أجراً رمزياً، فقد أكد على أن الهدف الأساسي الذي يسعى إليه هو محاربة الأمية، باعتبارها إحدى الآفات التي تهدد المجتمع، وأن يصبح الاطفال على قدر من الوعي، خاصةً أن غالبية المناطق قد حرمت من التعليم بسبب الأحداث فى سيناء من ناحية، وجائحة كورونا من جهة أخرى، كما أن العديد من المناطق في سيناء ليست مثل المدن، حيث لا يستطيع أولياء الأمور تعليم أطفالهم والاهتمام بهم.
وأضاف أنه يقوم بإعطاء دروس تطوعية مجانية، يوم الجمعة من كل أسبوع،، لتعليم الأطفال الفقه الإسلامي على مذهب "الإمام الشافعي"، سواء أصول العقيدة والفقه والعبادات، وكيفية أدائها بالشكل الصحيح، الذي أقره الأزهر الشريف.
تعليقات الفيسبوك