المفتي: "البنا" رأى أن التعددية الحزبية تؤثر على حقيقة الإسلام
مفتي الجمهورية
استعرض الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، أفكار حسن البنا التي عرضها في افتتاحية العدد الأول لمجلة "النذير" التابعة للجماعة حيث يقول: "سننتقل من حيز الدعوة العامة إلى حيز الدعوة الخاصة أيضًا، ومن دعوة الكلام إلى دعوة النضال والأعمال، سنتوجه بدعوتنا إلى المسئولين من قادة البلد وزعمائه ووزرائه وحكامه وشيوخه ونوابه وهيئاته وأحزابه وسندعوهم إلى منهاجنا ونضع بين أيديهم برنامجنا وسنطالبهم بأن يسيروا بهذا البلد المسلم... وإن لجأوا إلى المواربة والمراوغة وتستروا بالأعذار الواهية والحجج المردودة فنحن حرب على كل زعيم أو رئيس أو حزب أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام ولا تسير في الطريق إلى استعادة حكم الإسلام ومجد الإسلام، سنعلنها خصومة لا سِلم فيها ولا هوادة معها حتى يفتح الله بيننا".
وأضاف "علام" خلال اتصال هافتي ببرنامج "نظرة"، المذاع على شاشة قناة "صدى البلد"، ويقدمه الإعلامي حمدي رزق، أن تلك المفردات مثل "حتى يفتح الله بيننا" تأتي في تعامل المسلمين مع الكفار وهو بيان يفصح عن جملة من الأشياء، أولها أنه يفصح عن المجتمع الذي نعيش فيه، ولاحظ أننا الآن بين جنبات علماء الأزهر الشريف، الذي كان موجودًا في هذا الوقت كيف تكلم حسن البنا بهذه اللغة واللهجة ونصب نفسه أنه الحريص كل الحرص على الإسلام وكأن فكرة الجاهلية مستشرية في المجتمع.
وأشار المفتي إلى أن فكرة الاستعلاء موجودة لدى الجماعة الإرهابية وتعد إحدى الركائز الأساسية في دعوة الإخوان، حيث اعتبروا أنفسهم أنهم من يحتكرون الحق والإيمان ولذلك يدعون المجتمع إلى ما هم عليه وليس إلى ما عليه الإسلام، كما أن دعوتهم تبتغي الدعوة إلى مراكز القرار، أما الذي عليه الناس من الإسلام والتاريخ الرصين فلا يقيمون له وزنًا.
ولفت مفتي الجمهورية إلى أن دار الإفتاء أصدرت تقريرا مهمّا بعنوان: "جذور العنف عند الإخوان" نقلنا فيه هذا الكلام وتعرضنا لتلك الواقعة وغيرها بالوثائق والتاريخ، حيث أكدت الوثائق أن العنف متجذر عند الإخوان وهو نفس الكلام الذي ذكر بنصه في المؤتمر الخامس للإخوان سنة 1938.
وأكد فضيلته أن علينا أن نتساءل ونضع علامات استفهام كثيرة من بينها: لماذا تحرص الجماعة على إنشاء كيانات موازية لكيانات الدولة؟ وهذا سؤال ما زال مطروحًا حتى الآن، مشيرا إلى أن منهج الجماعة لا يعترف بالقوانين الموجودة الحاكمة لهذه الدولة.
وأوضح أنه في دراسة موسعة أصدرتها دار الإفتاء المصرية بعنوان: "التأسلم السياسي.. دراسة تحليلية لعوامل فشل الاستغلال السياسي للإسلام في الماضي والحاضر" انتهينا إلى أن حسن البنا رفض فكرة البناء عندما امتنع عن الدخول في أحزاب ولم يرَ جدوى القوانين، ورأى أن التعددية الحزبية في الإسلام غير صحيحة، وينظر إليها على أنها تعددية تؤثر على حقيقة الإسلام، ومن ثم لابد أن نؤكد على أن هذه المجموعات تريد الدين وسيلة للوصول إلى المناصب السياسية فحسب.