طابا وسانت كاترين والأقصر وأسوان والغردقة
فى الوقت الذى ينزعج البعض فيه من موجة الطقس السيئ وهطول أمطار غزيرة على بعض المحافظات، يستعد آخرون للسفر والاستمتاع برحلة شتوية يخططون لها فى مثل هذا التوقيت من كل عام.
السياحة الشتوية تحتل مكانة أساسية على خريطة السياحة العالمية، وتعتبر مصر من أفضل الوجهات السياحية الشتوية فى العالم، يتوافد عليها السائحون الأجانب وتنشط الرحلات الداخلية أيضاً، لمشاهدة المواقع الأثرية والاستمتاع بالطبيعة الخلابة وممارسة أنشطة ورياضات مختلفة، الأمر الذى يشكل مسئولية على شركات السياحة، التى تكون مطالبة بالاستعداد للموسم مبكراً، وإطلاق برامج ورحلات سياحية جذابة، لتعويض خسائرها خلال العام الجارى، بسبب جائحة «كورونا»، مع مراعاة كافة الإجراءات الاحترازية، وطرق الوقاية من العدوى الفيروسية.
فى هذا التوقيت من كل عام، تكون طابا وسانت كاترين، من أبرز وجهات السياحة الشتوية، نظراً لبرودة الطقس غير القاسية، ما يعد ملائماً للرحلات القصيرة، التى تستغرق يومين فقط، وتزخر بأنشطة وزيارات ممتعة، يفضلها مصريون وأجانب، مثل تسلق جبل موسى وعمل «كامب» على الشاطئ، وزيارة دير سانت كاترين وجزيرة فرعون وقلعة صلاح الدين والشجرة المعلقة.. وغيرها.
على الرغم من استثنائية هذا العام بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، فإن السياحة فى تلك المنطقة الساحرة لم تتوقف، واستمرت بفرض عدة إجراءات اتخذها أصحاب المنشآت السياحية هناك، حفاظاً على سلامة السائحين ولضمان استمرار العمل بأمان. تقليل الأعداد والتطهير المستمر من بين الإجراءات الاحترازية التى لجأ لها أصحاب المنشآت السياحية هناك، حسبما ذكرت إيمان المنصورى، مالكة شركة سياحية فى نويبع ودهب، مضيفة أنهم قللوا أعداد الاستقبال إلى 50%، والتشديد على ارتداء العاملين الكمامات الطبية بشكل مستمر، وتطبيق نظام التطهير الدورى للغرف.
وأضافت «المنصورى» أنهم يستخدمون الأكواب والأطباق ذات الاستخدام الواحد، مع منع استخدام الفوط وزيادة المواد الكيميائية بحمامات السباحة، وزيادة مرات تعقيمه إلى مرتين أسبوعياً بالكلور والمواد المصرح بها من وزارة الصحة والسكان.
أحمد فوزى، مرشد سياحى، يرى أن هناك إقبالاً من السائحين على طابا ونويبع وسانت كاترين، ولم تؤثر «كورونا» بشكل كبير عليها، مشيراً إلى أنها تكون رحلة صغيرة ولا تحتاج لوقت كثير، وتكون فى أوقات مناسبة للإجازات، مضيفاً أن هذا التوقيت من نصف نوفمبر حتى آخر ديسمبر هو المناسب للقيام برحلة جبل موسى وسانت كاترين ونويبع، وبعد ذلك تنخفض الحرارة بشكل تدريجى.
ويحكى «فوزى» عن آخر رحلة له منذ أيام، حيث شهدت وجود 4 أوتوبيسات تستقل سائحين أجانب من جنسيات أوكرانية وروسية.
على خريطة المدن السياحية فى مصر، تتربع مدينتا الأقصر وأسوان على رأس قائمة الوجهات السياحة الشتوية، لجوها المعتدل فى الشتاء الذى يسمح للزائرين بالاستمتاع برحلتهم، وفى ظل ظروف الوباء المستجد، وبعد الانفراجة التى شهدها قطاع السياحة بعد عودة حركة الطيران بين الدول، بات التحدى الأكبر أمام منظمى الرحلات السياحية وشركات السياحة هو الحفاظ على الزائرين من مختلف الجنسيات لدفع عجلة القطاع السياحى إلى الأمام.
إجراءات احترازية مشددة يتبعها القائمون على تنظيم الرحلات السياحية فى الأقصر وأسوان، مع بدء موسم السياحة الشتوية، خاصة فى ظل الحديث عن الموجة الثانية لفيروس كورونا، وتصدر كل من الكمامة والتباعد بين الوفود والجنسيات الأجنبية مشهد الإجراءات الوقائية المدرجة ضمن شروط التعامل مع الأفواج القادمة.
محمود أبوالوفا، مدير فرع شركة سياحية فى الأقصر، أكد أن الإجراءات الاحترازية تبدأ منذ لحظة وصول السائح إلى مطار الأقصر، حيث يتم استقبال الوفود بالكحول مع التعقيم المستمر للأمتعة، إلى جانب التشديد على ارتداء سائق الحافلة التى تقلّهم إلى الفندق الكمامة.
فور وصول الأفواج السياحية إلى مقر الفندق يتم تعقيم المكان بالكامل، مع التشديد على ارتداء الجميع للكمامة، وفى حال خروج الأفواج السياحية فى جولات خارجية مع مرشدين سياحيين، يتم التشديد على ارتداء الكمامة والتباعد بين الموجودين: «السياحة حالياً كويسة جداً والوضع آمن»، ويشترط حصول السائح على تصريح بالرحلات الخارجية فى حال رغبته الانتقال إلى خارج المحافظة مزوداً بتحليل «pcr سلبى» وختم بتاريخ الوصول.
محمد عبدالحميد، يعمل على مركب سياحى بالأقصر وأسوان، يحرص دائماً على اتباع الإجراءات الاحترازية بين الأفواج القادمة، وبحسب روايته فإن التباعد بين الوفود شرط أساسى للجلوس على متن المركب، منعاً للزحام، فضلاً عن توفير كمامات إضافية، كما أن الكحول والكمامة أساسيان مع كل سائح وعامل.
دخلت مدينة الغردقة ضمن تصنيف أفضل الوجهات السياحية حول العالم خلال فصل الشتاء فى الفترة من نوفمبر وحتى فبراير المقبل، وذلك حسب تصنيف موقع «Skyscanner» العالمى من حيث الأسعار ودرجات الحرارة والأماكن السياحية التى يفضل زيارتها ضمن خمس مدن سياحية فى العالم.
وأنعشت المؤتمرات والمهرجانات ورحلات الغطس السياحة الشتوية فى الغردقة، لما تمتاز به المدينة من جو دافئ فى الشتاء وانخفاض أسعار الإقامة بالفنادق، بالإضافة إلى امتلاكها أفضل مواقع الغوص فى العالم، خاصة مع دفء درجة حرارة المياه، والتى تصل إلى ٢٨ درجة مئوية، وتغطى مدينة الغردقة شواطئ مساحتها 40 كم، تمتد من شواطئ الجونة شمالاً حتى شواطئ سهل حشيش ومكادى بيتش جنوبا، وتمتاز بشمس ساطعة على مدار العام وشعابها المرجانية الرائعة، واختيرت بين ثلاث أفضل مناطق للغطس فى العالم.
وأشار أحمد بيجو، الخبير السياحى بالغردقة إلى انتعاش سياحة الشتاء فى الغردقة، وخاصةً سياحة الغوص لما تملكه شواطئ الغردقة من مواقع غوص فريدة من نوعها فى الشعاب المرجانية، بالإضافة إلى أن شواطئ الغردقة تمتاز بدفء درجة حرارة المياه ما يكسبها ميزة فى رحلات الغوص، مؤكداً زيادة الإقبال على شواطئ الغردقة خاصة فى فصل الشتاء، وذلك تزامناً مع أعياد الكريسماس ورأس السنة وعيد الميلاد المجيد.
وأوضح محمد جمال، مدير فندق سياحى بالغردقة أن المؤتمرات والمهرجانات تنعش سياحة الشتاء فى الغردقة وخاصةً مع المقومات السياحية التى تملكها الغردقة من فنادق وشواطئ ومطارات وشبكة طرق وإمكانيات مادية وبشرية، مشيراً إلى أن الغردقة استضافت مهرجان الجونة السينمائى الدولى فى دورته الرابعة، كما تستضيف الغردقة حالياً فعاليات مسابقة ملكة جمال العالم للسياحة والبيئة للمراهقات بأحد المنتجعات السياحية الكبرى بمشاركة أكثر من ٢٥ دولة حول العالم بهدف تشجيع السياحة.
تعليقات الفيسبوك