طفل يشعر بالحماس والرغبة لفعل أشياء كثيرة، يتحرك هنا وهناك، يطلبه أبناء قريته في العديد من الأعمال نظراً لصغر سنه وخفة جسده وسرعة حركته، وقبل انتخابات مجلس النواب الأخيرة، طلبوا منه تركيب لافتات خاصة بأحد المرشحين نظير مبلغ من المال، رزق جاء إليه من السماء لم يرفضه، لبى الطلب مسرعاً، ولم يكن يعلم أن هذه اللافتة ستؤدي إلى جلوسه في الفراش غير قادر على الحركة، ويصارع من أجل البقاء حياً.
عبد الرحمن أبو الوفا، طفل في الـ17 من عمره، من مركز كوم أمبو بمحافظة أسوان، صعد على عمود كهرباء محاولاً أخذ حذره من الكهرباء، يمسك بالحبال التي تحمل لافتة لأحد مرشحي مجلس النواب، وأثناء ربط الحبل بالعمود، صعق بالكهرباء وسقط على الأرض واقفاً على قدميه، لكنه أصيب بشلل رباعي، أفقده القدرة على الحركة، وذلك وفقاً لرواية محمد صلاح، خاله، لـ"الوطن".
وأوضح "صلاح" أن ارتفاع العمود كان حوالي 5 أمتار: "بدأ عبدالرحمن يركب اليفط، ركب اتنين، وفي اليافطة التالتة وقع، جاله شلل رباعي، بسبب كسر في الفقرة الخامسة والسادسة، والوقعة ضغطت على الحبل الشوكي واتقطع".
حالة لا يحسد عليها يعيشها "عبد الرحمن" بعد الواقعة، فبعد 30 يوماً في مستشفى أسوان الجامعي، خرج وبعد يومين في منزله، أصيب بالإعياء: "لما تعب تاني رحنا مستشفى في الأقصر قالوا لنا إن في طبيب ألماني بييجي لها كل فترة، رحنا له وقال لنا إن عبدالرحمن عاوز تأهيل علاج طبيعي، ويتعرض على طبيب مخ وأعصاب".
"عبدالرحمن" لا يتنفس ولا يتحرك
لا يستطيع "عبدالرحمن" أن يتنفس أو يتحرك، وبحسب خاله، فهو يعيش يوماً بكامل وعيه وأيام عديدة بدون وعى، وحذره الطبيب الألماني من التهاون في علاجه وتأهيه، لأن مرور الوقت دون علاج سيؤدي إلى إصابته بضمور وعجز في العضلات: "مفيش فلوس إننا نوديه لطبيب علاج طبيعي نأهله، حاولنا مع كل المسئولين ومحدش سمع لنا ولا عبرنا، والمرشح أول كام يوم من الواقعة كان بيسأل عليه وبيزوروا، بعد كده ماشوفناهوش".
تمر أسرة "عبد الرحمن" بكرب شديد، فهو ولدهم الأكبر والوحيد، وفرحتهم الأولى، فوالده يعاني من العصب السابع حزناً عليه، ووالدته لا يمر يوم إلا وتصاب بالإغماء: "حالة الأسرة كلها صعبة، وحالتنا إحنا كمان، عبدالرحمن بيروح مننا وكل يوم بيعدي من غير ما نعالجه بياخد من عمره".
تعليقات الفيسبوك