الشعراوي سر اعتزال شادية للفن: ساعدتها في طريق الإيمان
الشيخ الشعراوي والفنانة الراحلة شادية
"جه حبيبي وخد بإيدي.. قلت له أمرك يا سيدي.. جه وعرّفني طريقي وسكتي.. وفي هداه وفي نوره مشيت خطوتي"، إحدى أهم الأغنيات الدينية التي تغنت بها الفنانة شادية وآخر ما قدمت على خشبة المسرح، وبكت خلال تأديتها، ليأتي بعدها قرار اعتزال الفن وارتداء الحجاب.
بدأت الفنانة شادية مشوارها الفني في منتصف الأربعينات، واستمرت على القمة حتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي، ورغم اعتزالها واختفائها عن المشهد الفني ظلت في وجدان جمهورها حتى رحيلها في مثل هذا اليوم 28 نوفمبر عام 2017.
في عز تألق الفنانة شادية ونجاحها، خصوصًا مع النجاح الجماهيري الذي كانت تحققه مسرحية ريا وسكينة وقتها في الثمانينات، مرت شادية بأزمات كثيرة أثرت سلبًا عليها، منها وفاة شقيقها طاهر، وبدأت في المداومة على صلاة الفجر، لا سيما عند عودتها متأخرة ليلًا بعد انتهاء العرض المسرحي.
بدأت الفنانة شادية في قراءة الكتب الدينية، والإكثار من العبادات، و خلال تأدية مناسك الحج التقت بالشاعرة علية الجعار، واتفقتا على كتابة أغنية دينية، وبالفعل جاءت أغنية "خد بإيدي"، التي بكت خلالها على المسرح احتفالًا بالليلة المحمدية، لتقرر الاكتفاء بتأدية الأغاني الدينية فقط.
كانت الفنانة شادية قد التقت الشيخ محمد متولي الشعراوي قبل اعتزالها في الحرم المكي، وتحدثت معه عن فكرة التوبة وهل يغفر الله الذنوب، وطمأنها فضيلة الشيخ، وعندما حاولت "شادية" حفظ الأغنيات الدينية لم تستطع، فقررت الذهاب إلى الشعراوي، لتقرر بعدها الاعتزال وارتداء الحجاب كما تمنت، وفي تسعينات القرن الماضي، قال الشيخ الشعراوي عن الفنانة شادية: "كنت في دهشة بالغة للغاية وأنا أرى أمامي تلك المطربة التي أطربت الجماهير بصوتها، جاءت تسمتع إلى صوتي الذي لا رتم فيه ولا موسيقى، كنت أتحدث إليها فتهتز وتحلق في سمو روحي وتطلب مني ألا أكف عن الكلام، لقد وجدت الطريق إلى الإيمان وطلبت مني أن أعينها لتسير فيه بخطوات ثابتة فأعنتها".
واكتفت الفنانة شادية بعد ما قدمته من رصيد فني تجاوز الـ100 عمل، بـ"الاحتجاب" بعيدًا عن الأضواء، وقررت أن تعيش في "خلوة" تصلي وتقرأ القرآن الكريم، وتطلع على كتب التفسير، والاكتفاء بعمل الخير تقربًا إلى الله، من ذلك تبرعها بشقة تملكها في المهندسين إلى جمعية مسجد الدكتور مصطفي محمود، الذي حولها إلى مركز للاكتشاف المبكر للسرطان، يتبع المجمع الطبي للمسجد.
لم تندم شادية يومًا على عملها في مجال الفن، أحبته وأعطته كل ما لديها من موهبة منحها الله إياها، برعت في الغناء والتمثيل والكوميديا والتراجيديا، وعندما قررت الاعتزال اتجهت لعمل الخير، وفي كل أوقاتها ظلت شادية معبودة الجماهير أينما حلت.