من جنيه لـ10.. معرض محمد وأصدقائه لملابس الشتاء "اختار اللي نفسك فيه"

المعرض الخيري
يبدو الأمر صعب التحقيق في بدايته، مراحل عدة عليه اجتيازها بداية من التنظيف والكي والتعبئة، لكن "طاقة الخير" التي تكمن في قلب محمد عبدالحكيم، كسرت حاجز الصعب، بعد أن فكر في استغلال الملابس القديمة لتدشين معرض خيري للمحتاجين من أهل منطقته: "بنجمع هدوم المتبرعين من الجمعيات الخيرية وننضفها ونكويها كويس، ونحطها في أكياس زي ما تكون جديدة".
اشتعلت شرارة الفكرة في رأس "محمد"، وساعده فيها جيرانه وأصدقائه وبينهم سعيدة محمود، مشرفة الرائدات الريفيات والمثقفات بمديرية الشؤون الصحية بالجيزة، بطرق أبواب الجمعيات الخيرية للتعاون معها في هذا الأمر، لجمع ملابس المتبرعين ذات الحالة الجيدة، لاستخدامها في إطلاق معرض خيري متنقل في شوارع بشتيل التابعة لمحافظة الجيزة، وأوضح الشاب الثلاثيني، لـ"الوطن"، أنّ الملابس تمر بمراحل عدة، من تنظيف وتعقيم وكي وتعبئة تناسب جميع الأعمار تمهيدا لعرضها مجانا أمام الأهالي.
محمد: عشان في ناس بتتحرج تدخل تاخد هدوم ببلاش حطينا سعر رمزي جدا
ملامح الحرج التي تترك أثار واضحة جليًا على وجوه بعض المحتاجين من دخول المعرض الخيري المجاني دفعت عبدالحكيم والقائمين معه على المعرض لوضع تسعيرة مادية للمعروضات تبدأ من جنيه إلى 10 جنيهات: "في ناس بتتحرج تدخل تاخد هدوم ببلاش، حطينا سعر رمزي جدا عشان يتشجعوا يدخلوا ويختاروا"، حتى رغم صغر حجم المبلغ المذكور يمكن للمعدمين تماما اختيار ما يحلو لهم من ملابس دون دفع أي جنيه واحد.
محمد: بنحاول نخلي الموضوع فيه خصوصية للمحتاج عشان ميبقاش محرج
أمام المدارس والمصالح الحيوية في بشتيل، يرص "محمد" وأصدقائه الملابس التي تبدو من النظرة الأولى إليها جديدة داخل الأكياس الشفافة، يتعمد اختيار الشوارع الجانبية حتى لا يشعر المحتاجون بأي حرج وسط الميادين العامة: "بنحاول نخلي الموضوع فيه خصوصية للمحتاج عشان ميبقاش محرج"، وبنتنقل من شارع لآخر حسب المنطقة وفي مواسم مختلفة لسد حاجات الجميع، بحسب وصفه.