كرمة سامي: رضوى عاشور أثْرت المركز القومي للترجمة
الروائية رضوى عاشور
في ذكرى رحيل الروائية رضوى عاشور (26 مايو 1946 - 30 نوفمبر 2014)، تحدثت الدكتورة كرمة سامي رئيس المركز القومي للترجمة، عن دور الروائية والقاصة، في إثراء المركز.
وقالت "كرمة": أثرت دكتورة رضوى عاشور رصيد المركز القومي للترجمة بإشرافها على ترجمة الجزء التاسع والأخير من موسوعة كمبريدچ في النقد الأدبي: القرن العشرون المداخل التاريخية والفلسفية والنفسية، تحرير ك. نِلووغ، ك. موريس، ج. أوزبورن.
وصدر الجزء التاسع عام 2005 ضمن مطبوعات المشروع القومي للترجمة، وتميز بداية من المقدمة بحضور شخصية دكتورة رضوى وتميزها ليكتسب مشروع ترجمة العمل صفات إضافية نعرفها عن رضوى عاشور عبر جوانب أخرى في حياتها معلمة وناقدة وكاتبة.
وأضافت "كرمة" في تصريحات صحفية: "اجتهدت رضوى عاشور في اختيار أعضاء فريقها من مجموعة ممتازة من المترجمين من تلاميذها من الجامعة المصرية "من أصغرهم خبرة وسنا... إلى الأكثر خبرة ودربة." وهم وفق الترتيب الأبجدي: إسماعيل عبدالغني، دعاء إمبابي، شعبان مكاوي، عزة مازن، فاتن مرسي، محمد هشام، منى عبدالوهاب، هاني حلمي".
وتابعت: "أضافت رضوى إلى دورها كمشرفة على الفريق وعيها برسالة المترجم، لذلك احترمت -كعادتها-القاريء لتنير له مسار قراءة الكتاب، فهي تحيطه علما بطبيعة الخطاب النقدي في العقود الأربعة الأخيرة السابقة لصدور الكتاب، والجهد الذي تتطلبه الترجمة لتعرف سياق المدارس النقدية، واختيار البدائل، والجمع بين جودة الترجمة وملاءمة الصياغة، وتوازن الأسلوب بين النقاد، ووضوح الرسالة في مضمونها كي تتحقق للقارئ الفائدة فلا تصبح الترجمة "تحصيل حاصل، وتبديد لجهدنا والمال العام".
وأضافت: "ولأنها "رضوى عاشور سيدة المعاني والمضامين فقد اتجهت في القسم الأخير من المقدمة إلى الجانب الإنساني من الحكاية/ الترجمة ما بين الزيادة والنقصان وما تعرض له فريق الترجمة من مواقف إنسانية. ولأن رضوى تأبى دون أن تكتمل رسالتها كاتبة أو ناقدة أو معلمة أو مترجمة فهي تختتم المقدمة/ البصمة بقرار فريق الترجمة إهداء العمل "لاسم شعبان مكاوي ولمعناه".
وأردفت "كرمة": "هنا يتجلى وضوح حضور رضوى الأديبة الواعية بجغرافية الوطن وتاريخه، وهمها المتجسد في الدفاع عن المقهورين وصون أجنحتهم، لذلك تصفه بشاعرية تجمع بين كونه لفريق العمل زميلهم وتلميذها وتجعله رمزا لكل دارس مصري كانت الجغرافيا عنصرا دالا في مسيرته: فلاح جميل قطع الطريق بسرعة خاطفة من بلدته الصغيرة "منشية النور" إلى الجامعة ليتعلم فيها ويعلم، متسلحا بالمعارف والمكارم، وفيض مدهش من الحضور والإنسانية".
واستطردت: "ستترجم رضوى نصوصا وتراجعها عن وهن الحياد، والاشتباك المزمن مع التاريخ، وزعزعة الثوابت، وخسوف الواقع. وتقدم رضوى هديتها بالعربية الفصيحة إلى القارئ ليتمعن في ما كتبه أبرز النقاد عن التاريخ، والماركسية، والدراسات الثقافية، والتحليل النفسي، والنِسوية، والكولونيالية وما حولها، والحداثة وما بعدها، والفلسفة، وعلم الجمال، وأخيرا المداخل البينية".
واختمت: "يضيف هذا المجلد إلى منجز رضوى عاشور الإنساني المعرفي الذي اتخذ أشكالا إبداعية متنوعة ما بين تدريس وكتابة ونقد وترجمة. تنوعت المجالات لتثري المسار الذي ظلت فيه رضوى وفية لعهد صامت صبور قطعته على نفسها: أن تظل شعلة سراجها مضاءة تنير للقارئ الطريق".