بعد وفاة 4 من أشقائه بنفس المرض.. "أيمن" 12 عامًا من الألم
الطفل أيمن
حُرم من اللعب مع أصدقائه، بات حُلمه الذهاب إلى مدرسته بشكل طبيعي مثل باقي أقرانه غير محمول على الأكتاف بواسطة والديه، يداهمه الألم بين الحين والآخر، قضى 12 عاما من المعاناة لم يعرف فيها الراحة سوى أيام بسيطة بسبب مرض مناعي يهاجم جسمه، وتوفي 4 من أشقائه بنفس المرض في أوقات سابقة.
طفل في الثانية عشرة من عمره، لم يعرف فيها إلا البكاء، غائب عنه الفرح وعن أسرته، آلام شديدة بالعظام والمفاصل، يتنقل بين المستشفيات وعيادات اطباء بحثًا عن أمل لإنهاء تلك المعاناة.
والده الذي يعمل فني وسائل تعليمية بوزارة التربية والتعليم، لم يدخر وقتا أو جهدا أو مالًا لعلاجه وعلاج أشقائه، لا يتوقف عن الدعاء لابنه وكلمات الحمد تسبق دومًا حديثه "نحمد الله قبل كل شىء على حالنا..أعوام كثيرة ونحن في معاناة، توفي لي 4 من الأبناء في أعمار لا تتجاوز العامين لكل طفل منهم، بسبب إصابتهم بمرض مناعي ذاتي، واعتبره بعض الأطباء مرضا نادرا يهاجم الجسم ولا يترك صاحبه إلا متوفي أو بعلاج معين قرره الأطباء، حيث هاجم طحاله وتم استئصاله، كذلك تسبب المرض في التهاب صديدي بالكوع وأجرينا له جراحة، فلم أبخل بجهد أو مال تجاه أبنائي الأربعة ولم أترك مستشفى إلا وقصدته، إلا أن إرادة الله فوق كل شيء، وما زلت أكافح مع ابنى الخامس "ايمن" المصاب بنفس المرض أيضا".
وأضاف: "تنقلت به بين عدة مستشفيات من بينها مستشفى الدمرداش التابع لجامعة عين شمس من أجل علاجه، والذي نتابع معه منذ ست سنوات، بمعدل مرة أو مرتين شهريا، وقد يصل الأمر إلى حجزنا مرة في الشهر، إلا أن المرض ما زال يفترس جسده".
"أعراض المرض، ارتفاع شديد في درجة الحرارة وهبوط، وتكسير في العظام والتهابات في المفاصل واحمرار بها، لا يستطيع الطفل تحمل تلك الآلام، ولا يكف عن البكاء، إلا بعلاج معين ثمنه يقدر بحوالي 26 ألف جنيه، ولا يتوافر في مستشفيات التأمين الصحي ولا يوجد بديل له وشخصيا غير قادر على شرائه " قالها الأب متنهدا.
وتابع: "قدرني الله ووفرت العلاج مرة وبالفعل استطاع الطفل التوجه إلى مدرسته وانتهت الآلام، إلا أن تلك العلبة تنتهي في 3 أشهر فقط ويعاود المرض مهاجمته مرة أخرى، إلا أنني لم استطع توفيره مرة أخرى، وتوجهنا للتأمين الصحي للحصول على العلاج، فأكدوا أنه غير متوفر لديهم".
ولفت إلى أن لديه اثنين من الأبناء قدر لهما اللهم أن ينجيهما من ذلك المرض، الذي تشابهت أعراضه لدى اطفالي الخمسة، مطالبا هيئة التأمين الصحي ووزارة الصحة، بتوفير العلاج الخاص بابنه قائلا :"مش قادر على شراء العلاج، وابني له تأمين صحي لأنه تلميذ".