صيد الصقور في صحراء الريان هواية الأثرياء وتجارة الفقراء بالفيوم
البيئة تطارد الصيادين وتُعيد إطلاق سراح الصقور مرة أخرى
صيد الصقور في صحراء وادي الريان هواية الأثرياء وتجارة الفقراء بالفيوم
على الرغم من أنّ صيد الصقور متعة وهواية يمارسها الأثرياء، حيث يأتون من محافظات مصر للاستمتاع بها في صحراء وادي الريان بمحافظة الفيوم، إلا أنّ الفقراء استغلوها كتجارة يتربحون منها لأنّ الصقور وخاصة صقر شاهين يباع بآلاف الجنيهات، فأصبحت تجارة سهلة تجلب لهم الملايين بسهولة ويسر.
وتحرص إدارة البيئة والمحميات الطبيعية برئاسة أيمن الواحي مدير المحميات الطبيعية بالفيوم، على ضبط صيادي الصقور وإطلاق الصقور في السماء مرة أخرى، بالإضافة إلى تمشيط محيط تواجدها باستمرار لإزالة الفخاخ والشروك التي تم إعدادها لاصطياد الصقور.
ويبدأ موسم هجرة الصقور إلى صحراء الريان بداية من شهر سبتمبر وينتهي في شهر نوفمبر من كل عام، وفي تلك الفترة يأتي صيادو الصقور من محافظات مختلفة لاصطيادها خصوصًا صقر "شاهين" الذي يصل سعره أحيانًا إلى مليون جنيه حيث يتم بيعه لعشاق تربية الصقور من الأمراء والأثرياء العرب خصوصًا في دول الخليج.
وبالنسبة للهواه فإنّ معظمهم من البدو الذين يحرصون ويفتخرون باقتناء الطيور الجارحة خصوصًا الصقور وأهمها صقر شاهين فيأتون إلى صحراء وادي الريان أملًا في أن يظفر بأحد صقور "شاهين" نظرًا لعدم قدرتهم على شرائها حيث أنّ أسعارها تصل إلى 5 ملايين جنيهًا.
وكشف أيمن السمالوسي، من "عرب الريان" أنّ الأمراء العرب يهتمون بشراء الصقور لأنّها تقوم باصطياد طيور تسمى "الحباري" وهي طيور يتم أكلها ولحومها من أطعم وأجود اللحوم، كما أنّهم يستخدموها في صيد طيور "الكروان" التي تتميز بصوتها العذب.
وأشار عبد الله النزهي إلى أنّه يحرص على تربية صقر في منزله حبًا في تربيته بعدما قام بشرائه، كما أنّ أبنائه يحبونه كثيرًا وأطلقوا عليه اسم "شيكا"، موضحًا أنّهم ينظمون مسابقتين سنويًا للطيور الجارحة، في قطعة أرض فضاء، وهي منافسة بين الصقور والعقبان والنسور من الطيور المهاجرة، موضحًا أنّ الهدف منها هو نشر الهواية وأننا نحاول تصحيح المعلومات الخاطئة لدى البعض عن الجوارح.
وكشف النزهي أنّه يتم توزيع جوائز على المتسابقين عبارة عن دورع وميداليات، موضحًا أنّ المسابقة تتضمن تحليق الطيور في السماء من نقطة البداية إلى النهاية، والفائز هو الأسرع حيث يتم احتساب عدد الثواني التي قطع فيها كل طائر نفس المسافة، وتكون 100 متر للصقور الصغيرة و200 متر للكبيرة.
على جانب آخر، أكد مصدر بمحميات الفيوم لـ"الوطن" أنّ معظم من يصطادون الصقور من الريان هم تجار يأتون من الفيوم وسيوة والشرقية ومطروح للصيد من محميات الريان عن طريق استخدام "فخ" للصقور من خلال ربط خيوط على جناح وقدم الحمام في حبل وفي نهايته حجرًا ثيلًا حتى لا يطير ويراها الصقر فيحاول أن يفترستها فيقع في الفخ أو الشرك الذي نصبه له الصيادون.
وتابع أنّهم يضبطون صيادي الصقور ويأخذوها منهم ثم يعيدون إطلاقها مرة أخرى في الحياة البرية، بالإضافة إلى استلامهم عدد من الصقور التي كان يسعى التجار تهريبها للخارج من المطار، ثم تقوم لجنة من حماية الطبيعة والمحميات ووزارة البيئة بإطلاقها في السماء مرة أخرى.