"أمهات بلا قلب".. سيدة تقتل طفلتيها وأخرى تخنق رضيعتها
أرشيفية
لم ترق قلوبهن لبراءة وجوه أطفالهن، لم تحرك صرخاتهم واستغاثتهم عاطفة الأمومة في قلوبهن التي أصبحت كالحجارة أو أشد قسوة، حتى تبلدت مشاعرهن وتخلصن من أطفالهن الرضع بالقتل أو إلقائهن في الشارع.
وشهدت عدة محافظات وقوع جرائم كانت بطلتها الأمهات والضحايا الأبناء، وتسلط "الوطن" في هذا التقرير أبرز الجرائم التي ارتكبتها الأمهات في حق أطفالهن خلال عام 2020.
في مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية تخلصت أم من طفلتها الرضيعة بخنقها ثم ألقتها في صندوق قمامة بمركز ديرب نجم بعدما أنجبتها من علاقة غير شرعية.
وأمام النيابة أدلت الأم باعترافات تفصيلية، قائلة إنها قررت التخلص من طفلتها فور ولادتها ، فأحضرت قطعة شاش وخنقتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة". وتابعت: "ماكنتش عارفة أتخلص من الجثة فين، فقررت إلقاءها في القمامة". وبررت المتهمة ارتكاب فعلتها، قائلة: "موّتها عشان أريّحها من الدنيا".
وكانت بداية الواقعة بتلقي اللواء إبراهيم عبدالغفار، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من مركز شرطة ديرب نجم، بعثور أحد نبّاشي القمامة على جثة طفلة "رضيعة" حديثة الولادة، ومربوط حول عنقها قطعة "شاش".
وجرى التحفظ على الجثة في مشرحة مستشفى ديرب نجم، وحُرر محضر بالواقعة، وفي وقت لاحق حددت الأجهزة الأمنية هوية الأم، وتبين أنها تدعى "مروة" 30 عامًا، كما تبين أنها متعددة العلاقات مع الرجال بطريقة غير شرعية وجرى ضبطها. وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق .
الواقعة تكررت في مركز منيا القمح إلا أن الأم اكتفت بإلقاء طفلتها في منطقة خلف المقابر بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية.
كان اللواء إبراهيم عبد الغفار، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة منيا القمح، يفيد بتلقي المركز بلاغا من طبيب بالعثور على طفل رضيع خلف المقابر بعدما تركته والدته بهدف التخلص منه.
وتبين من التحريات أن سيدة تبلغ من العمر 22 عاما، مقيمة بقرية كفر شلشلمون التابعة لمركز منيا القمح، أنجبت طفلا من علاقة غير شرعية، وقد وضعته في مستشفى السعديين، وتم إدخال الطفل بحضانة المستشفى لمدة أسبوعين، وبعد التأكد من أنه بصحة جيدة سلمه الأطباء لوالدته فيما قامت بالتخلص منه وإلقائه في منطقة خلف المقابر.
كما تبين أن الطفل عند العثور عليه كان يوجد بيده الأسورة التي تحمل اسمه واسم والدته بعد الخروج من المستشفى، وأن شقيقتها هي من أبلغت الطبيب بأن شقيقتها ألقت طفلها خلف المقابر، ما دفعه للبحث عن الطفل وإبلاغ الشرطة. وألقت الشرطة القبض على الأم المتهمة وتم إحالتها إلى النيابة التي قررت حبسها 4 أيام على ذمة التحقيق كما أمرت بإيداع الطفل في دار رعاية.
وفي الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الماضي أقدمت سيدة تقيم بمدينة أهناسيا ببنى سويف، عمرها 39 سنة، تدعى "نورا.أ"، على التخلص من رضيعها في شهره الثانى، قبل أن تتوجه إلى مركز الشرطة وتدعي كذبا باختطاف الرضيع من قبل مجهولين.
بدأت الواقعة بتلقي مدير أمن بني سويف، اللواء محمد مراد، إخطاراً من مدير المباحث الجنائية، العميد أسامة جمعة، بورود بلاغ من ربة منزل تُدعى "نورا أ. م."، 30 سنة، بأن شخصين مجهولين، بينهما سيدة، اقتحما عليها المنزل، واختطفا طفلها الرضيع "إبراهيم"، وفرا هاربين.وعلى الفور، تم تشكيل فريق بحث برئاسة المقدم أحمد بهجت، رئيس مباحث مركز اهناسيا، وتبين كذب رواية الأم، وأنها متزوجة من رجل مسن عمره 60 سنة، كما دلت التحريات على أنها "سيئة السمعة ومتعددة العلاقات الجنسية
تم ضبط الأم وبمواجهتها بما أسفرت به التحريات، اعترفت نورا بجريمتها، وأنها أنجبته نتيجة علاقات محرمة متعددة، وخشيت من أن تبوح به لزوجها خاصة وأنه طردها من بيته منذ عدة شهور، بسبب سوء سلوكها وتركها البيت باستمرار ثم العودة إليه بزعم أنها كانت عند إحدى أقاربها، وبعد أن أنجبته لم تتردد في قتله: "مش عارفة أبوه"، وألقته في الترعة، خوفا من أسرة زوجها، ثم افتعلت هذه التمثيلية. وتحرر محضر بالواقعة رقم 3346 إداري مركز أهناسيا، وأمرت النيابة بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثة، وقررت حبسها على ذمة التحقيق.
وفي القليوبية قررت محكمة جنايات شبرا الخيمة ، بإحالة أوراق أم بقتل طفلتيها "ريتاج وجنى" لفضيلة مفتى الديار المصرية لإبداء الرأي الشرعى فيها، وحددت جلسة ٢٧ ديسمبر للنطق بالحكم فيها.
الجريمة شهدتها منطقة "بهتيم"، واعترفت بها "الأم"، مدعيةً أن الأسباب التي دفعتها إلى ارتكاب الجريمة يأتي في مقدمتها سوء العلاقة بينها وبين زوجها منذ عقد قرانهما، وتضييقه عليها، ووفاة ابنها قبل الحادث بنحو 40 يوما، نتيجة إصابته بأحد الأمراض، بحسب ما جاء في اعترافاتها أمام النيابة، كما زعمت أنها حاولت الانتحار أكثر من مرة، إلا أن والدتها منعتها.
وأضافت المتهمة أنها في يوم الواقعة بدرت إليها فكرة قتل ابنتيها ثم انتحارها، للخلاص من زوجها، وتخليص الطفلتين من قسوته بعد وفاتها على حد ظنها، فلما خلت بهما، بعد ذهاب أبيهما إلى العمل، عقدت عزمها على قتلهما، فخنقتهما بيديها، ثم تظاهرت لاحقاً أمام أهل زوجها بمفاجأتها بالواقعة، كما ادعت عدم إقدامها على الانتحار بعد وفاتهما، لحيرتها في وسيلة الانتحار.
وقالت المتهمة، في اعترافاتها، إنها تزوجت منذ 10 سنوات، وأنجبت المجني عليهما أعمارهما 7 و6 سنوات، وكانت تعيش حياة هادئة مع زوجها، ولكن بمرور السنين بدأت معاملة زوجها لها تتغير، وكان يعتدي عليها بالضرب، ويعاملها معاملة سيئة، فقررت أن تقتل طفلتيها وتنتحر.
واعترفت المتهمة، البالغة من العمر 30 سنة، في اعترافها بقتل طفلتيها أثناء نومهما داخل غرفتهما، قائلة: "خنقتهم بإيدي فى المكان ده"، لافتةً إلى أنها أصيبت بحالة نفسية سيئة، جراء معاملة زوجها، فقررت أن تريح نفسها وترحم أطفالها من العذاب وتقتلهما ثم تنتحر، وفي يوم الحادث انتظرت توجه زوجها للعمل، ثم دخلت غرفة نومهما لتنفيذ ما عقدت العزم عليه، وقامت بختق الطفلتين.
وأشارت المتهمة إلى أنها حاولت إنقاذهما من الموت، بعدما شعرت بجريمتها، ولكنهما كانتا فارقتا الحياة، مشيرة إلى أنها حاولت الانتحار، ولكنها فشلت.
وكشفت المتهمة أنها صرخت واستغاثت بالجيران، الذين تجمعوا على صوتها، وادعت بأن طفلتيها توفيتا نتيجة تسريب غاز في الشقة، وأنها توجهت إلى غرفتهما فوجدتهما جثتين هامدتين، وتوجهت بهما إلى المستشفى، وادعت أنهما توفيا نتيجة تسريب الغاز.
وأمرت النيابة العامة بحبسها، قبل أن تحيلها إلى محاكمة الجنايات، التي أمرت بإيداعها مستشفي الأمراض النفسية، لإعداد تقرير عن حالتها النفسية، فيما أكد زوج المتهمة، أمام المحكمة، اتهامه لزوجته بقتل ابنتيهما، مُشيراً إلى أنه لم يكن يسمح لها بالخروج، وأضاف أنه كان يمنعها من الاختلاط باحد، بدافع الغيرة عليها.
وجاء في تقرير مستشفى العباسية أنه بتوقيع الكشف الطبي والنفسي والعقلي على المتهمة بقتل طفلتيها، تبين أنها لا تعاني من أية ضلالات، ولا توجد لديها هلاوس من أي نوع، أو سلوك هلاوسي من حيث الزمان والمكان والأشخاص والمواقف، وأن ذاكرتها سليمة للأحداث القريبة والبعيدة، وذاكرة التاريخ الشخصي أيضاً سليمة، مما يؤكد قدرتها على الإدراك والاختيار والتمييز بين الخطأ والصواب، وتستطيع الحكم على الأمور، وأنها مدركة لأفعالها ونتائجها.
وأضاف التقرير أنه من مناظرة أعضاء اللجنة المشكلة لفحص المتهمة عدة مرات، أثناء إيداعها للفحص بوحدة الطب النفسي الشرعي بمستشفى العباسية للصحة النفسية، وما أجرى لها من أبحاث طبية ونفسية واجتماعية، بالإضافة للملاحظات الطبية وملاحظات التمريض، تبين أن المتهمة المذكورة لا توجد لديها في الوقت الحالي، ولا وقت الواقعة محل الاتهام، ثمة أعراض دالة على وجود اضطراب نفسي أو عقلي نافٍ للمسئولية الجنائية، وهي سليمة الإدراك والاختيار والإرادة والحكم على الأمور ومعرفة الخطأ من الصواب.
وكان مدير أمن القليوبية، اللواء فخر الدين العربي، قد تلقى إخطاراً بورود إشارة من مستشفى نصر العام إلى قسم ثاني شبرا الخيمة، بوصول طفلتين شقيقتين "ريتاج" 7 سنوات، و"جنا" 6 سنوات، جثتين هامدتين، ووجود شبهة جنائية في وفاتهما، وانتقل فريق من مباحث القسم، برئاسة المقدم احمد حمدي، رئيس المباحث، إلى محل البلاغ، وبسؤال الأم ادعت أنها خرجت إلى السوق لشراء مستلزمات المنزل، وعندما عادت اكتشفت وفاة طفلتيها خنقاً بالغاز.
وبالمعاينة تبين أن الحادث به شبهة جنائية، وتبين كذب رواية الأم، وأنها وراء مقتلهما خنقا بيديها أثناء نومهما في غرفتهما، انتقاما من زوجها، الذي اعتاد التعدي عليها بالضرب، فقررت التخلص منهما، وعندما شعرت المتهمة بالذنب، حاولت إنقاذ الطفلتين لكن بعد فوات الأوان.