حكايات أطفال شاهدوا جرائم ضد أسرهم.. وطبيب نفسي: ستظل محفورة داخلهم
قتل
حرموا من حياة الطفولة الطبيعية التي يتمتع بها باقي الأطفال، شاهدوا حوادث وجرائم ارتكبت بحق أسرهم بيد أباءهم، ليظلوا يعانوا من الأثار النفسية لما وثقته أعينهم طوال حياتهم، ليعيشوا في ظل هذا الألم النفسي الذي لن ينسى.
طفل عمره 5 سنوات، لم يكتب له أن ينعم بدفء الآسرة، بل كانت عيناه شاهدا على جريمة بشعة ارتكبها والده بحق والدته وأشقائه، حيث أقدم عامل بمحافظة سوهاج على قتل زوجته وطفليه ولد وبنت باستخدام الأعيرة النارية و"الساطور"، ليعثر الأهالي على جثث الضحايا ويفر الجاني هاربا بصحبة ابنه البالغ من العمر 5 سنوات.
لم ينجح الآب في الهروب من القانون، إذ تمكنت قوة أمنية من مدرية أمن سوهاج من تحديد مكان مرتكب المذبحة الأسرية بجرجا، حيث كان يختبئ بمنطقة عزبة النخل بالمطرية، وتمكنت قوة أمنية من القبض عليه، لدى أحد أقاربه.
لم يختلف حال الطفل "مراون" ابن قرية كفر الفقهاء، التابعة لمركز ومدينة طوخ بالقليوبية، كثيرا عن سابقه، إذ كان شاهداً أيضا على جريمة بشعة ارتكبت بحق شقيقه الذي توفي جوعا وهو في عمر 4 أشهر، وكان والديه سببا فيما حدث لشقيقه.
التحريات الشرطية أثبتت وقوع خلاف بين الأب والأم، خرجت على إثرها الأخيرة من المنزل وفي رفقتها الابن الأكبر "مروان"، بحجة إحضار بعض المشتريات ولكنها توجهت لمنزل أهلها، ولكن بعد تأخر الزوجة ترك الأب طفله داخل الشقة بمفرده وتوجه لعمله، وترك باب الشقة مفتوحا، اعتقادا منه بعودتها عقب الانتهاء من شراء متطلباتها، ولدى عودته من العمل اكتشف وفاة نجله، لكنها في الحقيقة تركت المنزل له ظنا منها أنه برفقة والده وسيتولى رعايته.
أستاذ طب نفسي: الحوادث لن تمحى من ذاكرة الأطفال وستؤثر على سلوكهم
الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، أوضح أن ما تعرض له هؤلاء الأطفال عبارة عن صدمات نفسية ستظل محفوظة داخل عقول هؤلاء الأطفال، مشيراً إلى أن تلك الوقائع سوف تؤثر بشكل كبير على سلوكهم وحياتهم بناء على "الحكمية النفسية اللا شعورية".
وأضاف فرويز لـ"الوطن"، أن الأطفال في عمر 5 سنوات، وهذا يعني أن تلك الأحداث لن تمحى من ذاكرتهم، مؤكدا أنهم سيصابون برفض للأشخاص والمكان والأسرة، لأن تلك الحوادث تركت بصمة نفسية سيئة في عقولهم.
وتابع أستاذ الطب النفسي، أن هؤلاء الأطفال بحاجة لتغير البيئة المحيطة، والحصول على دعم نفسي ومعنوي للتخفيف من حدة تلك الحوادث في عقولهم.