أم وابنها
"يا نعيش مع بعض حبيبي يا نموت إحنا الاتنين"، أغنية رومانسية للفنانة إليسا، إلا أن كلماتها انطبقت حرفيا، على العديد من الأشخاص الذين جمعهما المولى عز وجل في الحياة والموت، إذ دفن بعضهما في نفس الوقت، فيما لم يحتمل آخرون العيش أياما بدون أحبائهم، ليلحقوا بهم إلى الدار الآخرة.
أم ماتت حزنًا على وفاة ابنها، وسيدة لم تستطع تحمل فراق زوجها فلحقت به، وشاب يقهره وفاة والدته ويأبى أن يكمل الحياة دونها، وأخرى ماتت حزنًا على والدتها ليضُرب بهم المثل في الوفاء.
ماتت "عبير" حزنًا على وفاة نجلها ذي الـ16 عامًا، الذي راح ضحية حادث تروسيكل خلال قيامه بنقل الخضروات لوالديه، حيث كانا يعملان بائعي خضار بأحد الأسواق بمحافظة الدقهلية.
ابتعدت "عبير" عن أهالي قرية المنزلة، وتركت زوجها يكمل المسيرة، أسبوع تلى أسبوع وقلب الأم يعتصر حُزنًا على ابنها، لتقرر الامتناع عن الحياة بمنزلها، بل وافتراش حجرة بالدور الأرضي بجانب السوق.
ورغم محاولاتها الانشغال في العمل، إلا أن فراق نجلها كان يحرق قلبها، فلا تجد أمامها سوى عربة الخضروات ملاذًا ومأمنا لها، لتضع عليها رأسها ليلًا، وتفارق الحياة صباحًا، لاحقة بنجلها الذي سبقها.
توفيت عبير عبد الحميد موسى الأخصائية الاجتماعية بمدرسة السادات الابتدائية، التابعة لإدارة قطور التعليمية، حزنًا على والدتها بعد وفاتها منذ أسبوع، وتم تشييع الجثمان ودفنه بمقابر الأسرة بقرية سعدون.
في حادث مأساوي، امنتع شاب ثلاثيني عن الطعام لمدة 3 أيام، ثم شنق نفسه داخل منزله في حلوان، حزنًا على فراق زوجته وموتها منذ 30 يومًا بمرض مزمن، وبحسب أسرة الشاب محمد حسين اللاهوني، فإنّه تعرض لحالة نفسية سيئة بعد فراق حبيبته التى تزوجها بعد قصة حب قوية جمعتهما لمدة 4 سنوات قبل الزواج، واستمرت حتى رحيلها.
وترك اللاهوني، رسالة كتبها على ورقة في غرفته قبل أن يلحق بزوجته منتحرًا: "معاكي سأكون أفضل من الحياة البائسة".
أظلمت الدنيا في وجه "سيد م."، 38 عامًا، سائق، بعدما توفيت زوجته الثانية، وظل طوال 20 يومًا جالسًا داخل غرفتهما في الظلام يبكي كالطفل الصغير، مطالبًا من زوجته الأولى مغادرة المنزل وتركه بمفرده، فاستجابت لطلبه وذهبت لمنزل أسرتها، وخلال 3 أيام حاولت الزوجة التوصل له، لكنه لم يستجب، فقررت التوجه إليه، وعندما فتحت باب شقتها، شاهدت زوجها معلقًا في "جنش" الصالة مشنوقًا.
"هتسيبني لمين يا ابني، مش هعرف أعيش بعدك، كنت خدني معاك يا ضنايا".. كلمات ترددها أم مكلومة، بعد صدمة عنيفة درات برأسها في لحظات قاتمة السواد، أثناء تلقيها خبر وفاة فلذة كبدها، إثر إصابته المفاجئة بسكتة قلبية، وكأن القدر أبى إلا أنّ يجمع بين "مجدي سامي" وأمه، التي رحلت بعد ساعات قليلة من وفاته، رافضة الحياة بعد فقده.
رفضت الأم أن تترك ولدها يبيت ليلته وحيدًا في قبره، وكأنها مصرة على مصاحبته في محياه ومماته، فلفظت أنفاسها خلال تلقيها العزاء في نجلها.
جمعتهما الحياة والموت، فالأم العجوز حزنت على إصابة ابنها بكورونا، وأصيبت بأزمة قلبية، وتوفيت على إثرها، عقب علمها بوضعه في الرعاية المركزة على أجهزة التنفس، ولم يعلم هو بموتها، حيث كان يعاني من غيبوبة تامة.
الزميل طه الملا، الصحفي الرياضي بالأخبار المسائي، أصيب بالفيروس منذ قرابة 20 يومًا، ونُقل لمستشفى حميات كفر الشيخ، ومنها إلى قسم العزل بمستشفى كفر الشيخ الجامعي، وتدهورت حالته وجرى نقله للرعاية المركزة، حيث أصيب بغيبوبة وجرى وضعه على أجهزة التنفس الصناعي، إلى أن لقى ربه عقب وفاة والدته بأيام وجرى دفنه بمقابر الأسرة بقرية الطايفة التابعة لمركز كفر الشيخ.
توفيت سيدة حزنًا على رحيل ابنها الوحيد ويدعى أحمد أشرف، الذي توفي نتيجة إصابته بفيروس كورونا لتلحق به بعد يوم واحد من وفاته، بقرية هلال التابعة لمركز السبع بمحافظة المنوفية.
توفيت سيدة بمركز مغاغة شمال محافظة المنيا، بعد مرور نحو 15 يومًا، من مقتل ابنتها على يد زوجها، حيث أصيبت بحالة إعياء شديدة، عقب علمها بنبأ مقتل ابنتها، ثم توفيت حزنا عليها.
وكان زوج ابنتها "ع. م." قتل ابنتها "ن. ا."، بسبب وقوع مشاجرة بسبب خلافات مالية بين المجني عليها وزوج أمها، الذي قام بطعنها عدة طعنات بمناطق متفرقة من جسدها، فأودى بحياتها على الفور.
توفيت فتاة في العقد الثاني من عمرها تدعى نورين الغرابلي، إثر تعرضها لوعكة صحية مفاجئة بعد رحيل والدها "فرج الغرابلي" إثر إصابته بفيروس كورونا.
وكانت الفتاة الراحلة قد ارتبطت روحيا بوالدها، ما أثار حزنها وأصابها بحالة من الصدمة والبكاء المستمر حزنا على رحيله بشكل مفاجئ، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة لاحقة بوالدها.
توفيت زوجة الدكتور محمد توفيق أبو لبن مدير مستشفى العزل في بلبيس، بمحافظة الشرقية، متأثرة بإصاباتها بفيروس كورونا، بعد ثلاثة أيام من وفاة زوجها لنفس السبب.
وأصدرت مديرية الصحة بالشرقية، بيانًا، أعربت فيه عن بالغ حزنها لرحيل الدكتور محمود عبد السلام، من أبطال مستشفي الحسينية المركزي، والذي وافته المنية إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد.
واقعة غريبة شهدتها قرية غرب تيرة التابعة لمركز الحامول في محافظة كفر الشيخ، حيث توفيت سيدة ونجلها حمادة عبداللطيف البرعي، 36 عاما، في يوم واحد بفارق ساعات قليلة، إذ لحق الابن بوالدته قبل أن يخرج جثمانها من المنزل، وكان الشاب شديد التعلق بها.
عقب وفاة والدته، حضر "حمادة" جميع مستلزمات تجهيز الجثمان، وبمجرد أن شاهد "النعش" يخرج من المنزل سقط مغشيا عليه، وصعدت روحه إلى بارئها، فعاد النعش مرة أخرى للمنزل، لتجهيز جثمانه ليدفن في توقيت واحد مع والدته.
لم يفترقا طوال حياتهما، كافحا سويا وجمعتهما الحياة ثم جمعهما المرض بفيروس كورونا، ثم الموت، فمات الزوج ولحقت به زوجته بعد أقل من ساعة حزنا عليه، هما الزوجان فريد إبراهيم مدير مدرسة المرابعين للتعليم الأساسي بمركز كفر الشيخ، وكذلك زوجته سلوى كمال وكيلة مدرسة القنطرة الابتدائية بمدينة كفر الشيخ، حيث لفظا أنفاسهما الأخيرة متأثرين بإصابتهما بفيروس كورونا المستجد.
وكان مدير المدرسة وزوجته، قد وصلا لقسم العناية المركزة، بأحد المستشفيات الخاصة بمدينة كفر الشيخ، إلا أن حالتهما ساءت بشدة ليموت الزوج، وتلحقه زوجته بعده بأقل من ساعة.
رحل الدكتور ماجد ميخائيل، استشاري الباطنة بمستشفى طلخا المركزي بمحافظة الدقهلية، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، بعد عدة أيام من رحيل زوجته بنفس الفيروس.
ونعت النقابة الفرعية للأطباء بمحافظة الدقهلية، الدكتور ماجد ميخائيل "الشهيد رقم 45" بين أطباء الدقهلية، الذين فقدوا حياتهم نتيجة إصابتهم بكورونا.
زوجة أُصيبت بسرطان الثدي، وضعف شديد في الدورة الدموية، إذ لم يكن الدم يصل للمخ بشكل جيد، ما أدى للتأثير على عصب العين، وأصبحت طريحة الفراش، وحزن زوجها كثيرًا عليها، حيث كان يبكي عليها كبكاء الأطفال ويردد "نفسي تفتح تشوف الدنيا وتشوفنا ومعنوياتها ترتفع"، حتى أُصيب بنفس مرضها، فتوفي، ولحقت به زوجته بعدها بـ90 دقيقة.
تعليقات الفيسبوك