«مساحات» وش الخير عليهم.. شعبان اشتغل مصور وأسماء بقت «حكواتية»
هاجر: ثقتي بنفسي زادت.. ونوال: قدمت قصص التراث.. ويوسف: اكتشفت نفسي
مهرجان مساحات
لم يكتف مهرجان مساحات الجوال للفنون والتراث، والذي انعقد في سبتمبر الماضي، في الإسكندرية، وانتهت نسخته الثانية مؤخرًا في أسوان، بتقريب المشاركين من أحلامهم فقط، بل كان بوابتهم للحصول على فرص طالما داعبت قلوبهم، وخلق مساحات للفنون والتعبير خارج العاصمة أو المركز، وتشجيع الأهالي على المشاركة والتعبير بثقافاتهم وتراثهم وفنهم، وتمكين المجتمعات المحلية ثقافيًا.
وبعد انتهاء المرحلتين الأولى في محافظة الإسكندرية، والثانية في أسوان، تعرض «الوطن»، أبرز قصص المشاركين بالمهرجان خلال المرحلتين.
«ربنا كرمني بشغل بعد ما خلصت ورشة المهرجان»، قالها محمد شعبان، 22 عاما، من الإسكندرية، ويدرس في معهد التعاون الزراعي بأسيوط، مضيفًا أن حبه للتصوير كان دافعه للاشتراك بورشة التصوير بالموبايل بالمهرجان، وبعد انتهائها وعرض شغله، توافرت له فرصة عمل في مجال التصوير.
«محمد» يحصل على وظيفة بعد المشاركة بورشة التصوير بالموبايل في المهرجان
عن طريق منشور على فيس بوك، تعرف «شعبان» على المهرجان الذي استفاد منه كثيرًا حسبما قال، من خلال جولات التصوير في شوارع الإسكندرية، والتعبير عن المدينة باستخدام الصور، وعرضها في معرض نتاج الورشة، «كنا بنفرح بشغل بعض واتعلمنا حاجات كتير».
«أسماء» تسترجع ذكريات المشاركة في «مساحات»: حبيت نفسي وأنا بحكي
حبها لتعلم الحكي، كان دافعها للاشتراك في المهرجان، قالتها أسماء يعقوب، خريجة ليسانس الآداب، لتزويد خبرتها في هوايتها في مجال صناعة الأفلام، حيث كان لديها فيلمين أحدهما حصل على جائزة، لمناقشته اللغة النوبية.
«حبيت نفسي وأنا بحكي»، بهذه الكلمات عبرت «أسماء» عن حبها للحكي، ومساعدة ورشة الحكي بالمهرجان لها في تطوير موهبتها عن طريق تعليمها دمج الحكايات والقصص ببعضها، معبرة عن سعادتها بنتاج تعلمها بالمهرجان، وبإشادة مدربين الورشة بالعرض الذي قدمته.
التصوير في الشارع وكسر حاجز الخوف.. فوائد خرجت بها «هاجر» من المهرجان
الرغبة في تعويض فترة الحجر الصحي بسبب أزمة كورونا، واهتمامها بخوض تجربة جديدة، كان دافع هاجر أشرف، 19 عامًا، الطالبة بالفرقة الثانية كلية الذكاء الاصطناعي بكفر الشيخ، للاشتراك في ورشة التصوير بالمهرجان، بعد أن أخبرها أحد أصدقائها عنه.
جولات تصوير في أماكن تراثية بالإسكندرية مثل كوم الدكة ومسجد أبو العباس وبحري، ومناطق أخرى، كانت واجهة «هاجر» لتطبيق ما تتعلمه بالورشة على أرض الواقع، مشيرة إلى أن المهرجان أكسبها الجرأة والثقة بنفسها، ومشاركة أفكارها مع الآخرين، وكسر حاجز الخوف لديها، فضلا عن مهارات التصوير في الشارع مع الحفاظ على خصوصية المواطنين، والبحث عن الهدف وراء الصورة.
«نوال»: قدمنا قصصا من تاريخنا وتراثنا
البحث عن حكايات خاصة بتراث الأجداد، والتركيز على التفاصيل الصغيرة، ضمن ما تعلمته نوال محمود، 25 عامًا، والحاصلة على ليسانس الآداب، داخل ورشة الحكي بـ«مساحات»، فضلا عن القدرة على مواجهة الجمهور على المسرح، والحكي بأداء مختلف يجذب الحضور.
حكت «نوال» في عرضها بالورشة، قصة خرافية مرتبطة بمكان إقامتها، وهو ما كانت تهدف له الورشة، بأن يتشارك أعضاؤها قصصا مرتبطة بهم وبتراثهم وذكرياتهم، ومناقشتها ونقدها معًا، والعمل كفريق لتقديم عروض جيدة.
«يوسف» يكتشف نفسه: «بقيت أعرف اتعامل مع الناس في الشارع»
حبه في التصوير بالموبايل، زاد شغفه في الاشتراك بالمهرجان الأول في حياته، يشير يوسف محمد، 17 عامًا، مشيرا إلى أن جولات الشارع جعلته يلتفت لقدرته على التعامل مع المواطنين دون إحراج، وهو ما جعله يحزن بعد انتهاء مدة المهرجان الذي تعلم فيه الكثير، وتعرف على أصدقاء جدد له جمعته معهم مواقف لن ينساها.
ويسعى مهرجان «مساحات» للفنون والتراث، للإسهام في الحد من مركزية الخدمات الثقافية، والاحتفاء بالتنوع والثراء الثقافي والتراث المصري في جميع المحافظات، وذلك عن طريق إتاحة ممارسة الثقافة والفنون في الأماكن البعيدة عن المركز، وبناء قدرات الفنانين المستقلين والمهتمين بالفنون في هذه المناطق، ودعم الصناعات الإبداعية التي تعبر عن حضارتنا وتراثنا، حسبما ذكرت طاهرة طارق صاحبة فكرة المهرجان.