عزب: الناس تلتف حول الأزهر في كل العصور بسبب تمسكه بالوسطية
الدكتور عبدالحي عزب يتحدث عن التنمية الفكرية والأزهر الشريف
قال الدكتور عبدالحي عزب أستاذ أصول الفقه، إن الله سبحانه وتعالى، ربط عمارة الأرض بالأخذ بالأسباب، ونقصد هنا أسباب التقدم والتحضر والفكر الجيد المنبت للتنمية، وليس الفكر الرديء المنبت للجهل والتخلف، فيقول المولى «وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ»، والسؤال هنا كيف يكون التمكين فى الأرض؟، والجواب يكون بالفكر الجيد والتنمية والتحضر، والتغلب على المشاكل وعمارة الأرض، ولذلك قال الله «هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا»، وهل سيأتي ذلك دون التنمية الفكرية؟.
أستاذ أصول الفقه: كل المجالات سترتقي بالتنمية الفكرية
وأضاف عزب، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «كن أنت»، المذاع على شاشة «الأولى»، عمارة الأرض والتنمية الاقتصادية، والتنمية في كل المجالات، كل ذلك لا ينبع إلا من التنمية الفكرية، فبناء الإنسان هو أعظم عمل نعمل عليه الآن، وهذا البناء يكون بالفكر الجيد الذي ينتج الرأي ويتقبل الرأي الآخر أيضا، ونستفيد من تجارب الحياة والآخرين وهنا تتأكد التنمية، فلماذا تصرف الدولة المليارات على التعليم؟، تفعل ذلك حتى تنمي فكر مواطنيها.
أستاذ أصول الفقه: الأزهر باق إلى الآن بفضل الوسطية
وأضاف: «توصف الشريعة الإسلامية بالوسطية، هذه الميزة التي من الله بها عليا، وهذه الميزة العظيمة التي تنفرد بها هذه الأمة، تصديقا لقوله تعالى «كَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا»، فهذه ميزة لتلك الشريعة، فكيف نفرط فيها؟»، مؤكدا أن البقاء والدوام للأزهر الشريف لأنه تمسك بالوسطية وعاش بها وأخذ يعايش الناس مع أمور الزمان وأمور المكان، وإلا كان سيهجره الناس، ولكن ما حدث هو التفاف الناس حول الأزهر، بسبب تمسكه بالوسطية، لذا علينا أن نفهم الشريعة الفهم الجيد ونقدمها للناس التقديم الذي يحتضن البشرية كلها.
أستاذ أصول الفقه: التنشئة السليمة مبنية على تقبل الآخر
وأشار عزب، إلى أن التنشئة السليمة تقوم على تعليم قبول الرأي الآخر، لأن الفكر السليم هو الذي يبني الإنسان، ويجب أن يقوم هذا الفكر على الأخذ بأسباب التقدم والتحضر والتنوع الثقافي والمعرفي، فالفقه نوع من الثقافة الدينية المبنية على الفكر والفعل، فالفتوى العابرة للعقول هي الفتوى الجيدة المبنية على الفهم الصحيح، فالفقه فهم، والفهم إما أن يكون فهما مغلوطا ورديئا، وإما أن يكون فهما جيدا، فكما تعلمنا أننا جميعا نعيش مع النصوص ونعيش في إطار نصوص، ولكن لفهم النصوص وتقديمها لحال الزمان والمكان، وأن نواجه مشاكل الحياة من خلال الفهم الجيد للنصوص، وليس المطلوب منا أن نجمد الحياة.