سرير صغير يكاد يسع صاحبه، في أحد جوانب الغرفة الضيقة، التي تزدحم بالأدوات الطبية الكثيرة المتواجدة بها، يتخذ صاحب الحجرة جلسته المعتادة في التي اعتاد عليها قبل سنوات نتيجة للحوادث العديدة التي تعرض له، جعلته لا يستطيع الحركة ولاعتماد على نفسه حتى في ابسط الأشياء.
سنوات طويلة من الألم عاش فيها الرجل الخمسيني محسن سامي، حيث أجرى أكثر من 4 عمليات جراحية بالعمود الفقري بعد فقدانه القدرة على الحركة، تعود إلى ثمانينات، حينما كان لاعبا لكرة القدم في خط الوسط بأحد فرق الدرجة الثانية، حين تم تشخيص إصابة له عن طريق الخطأ حين أخبره الأطباء أنه لأبد أن يجري عملية لإزله ورم، «في العملية اكتشفوا أني مفيش ورم والمشكلة هي التهابات في النخاع الشوكي»، ليعيش مع ألمه لسنوات طويلة.
تعرضت لكسر في العمود الفقري وبعدها حدث صديد وأجريت عملية آخرى
حتى تعرض لحادث في عام 2003 تسبب في أن يكون قعيدا، حيث تعرض لكسر بالعمود الفقري، ليجرى عدد من العمليات الجراحية تنتهي بإجراء عملية تثبيت مسامير وشرائح، لكن حالته الصحية ازدادت سواء، ليتم بعد ذلك إزالتها بعد حدوث صديد بها، ليتم تركيب مضخة بملبغ 50 ألف جنيها بهدف تسكين الألم في عام 2005، «زوجتي مستحملتش تكمل معايا في ظروفي دي وتخلت عنى وأنا في أشد احتياجي لها وتزوج من الممرضة التي كانت ترعاه بعد هجران زوجته».
بعد تلك السنوات من الألم ظهر الأمل أمام «سامي»، إذ التحق بأحد المراكز المتخصصة في العلاج الطبيعي في عام 2010، وفيه بدأت حالته للتحسن، لكن لعنة المرض أبت أن تتركه، حيث تعرض لحادث داخل الحمام بعدما أنزلق ليصاب بكسر في المفصل منذ عام 2008 «ولسة مستمر في العلاج الطبيعي في المركز الطبي».
أنفقت كل ما أملك للعلاج والأن أبحث عن مساعدة الدولة
خلال مسيرة الرجل البالغ من العمر 57 عاما العلاجية، أنفق كل ما يملكه حتى يتمكن أمن أن يعيش حياته بشكل طبيعي مثل الآخرين، لكن حلمه أصبح على وشك الانتهاء، فهو لا يمكلك المقدرة المادية لاستكمال علاجه، «أنا صرفت كل اللي معايا حتى عفش البيت بعته ومفاضلش ليا حاجة تاني، حتى الأهل والمعارف ساعدوني لفترة بس خلاص».
رغم «محسن» يتبع التأمين الصحي، إلا أنه لايغطي تكاليف علاجه في ذلك المركز الطبي للعلاج الطبيعي، ويتمني أن يتوافر له علاج على نفقة الدولة ومساعدته حتى يتمكن من أن السير مرة آخرى، «نفسي أمشي على رجلي، ومحتاج الدولة تتبني حالتي».
تعليقات الفيسبوك