وزير الأوقاف في خطبة الجمعة بالعلمين: الدين فن صناعة الحياة
ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة بمسجد أولاد دغيم بالعلمين بمحافظة مطروح بمناسبة عيدها القومي للمحافظة، حيث شهدت الخطبة الحديث حول «الإيمان باليوم الآخر وأثره في السلوك»، بحضور الشيخ نصر الدين مفرح وزير الشؤون الدينية الأوقاف السوداني، وخالد الشيخ نائب السفير السوداني بالقاهرة، والوفد المرافق، واللواء خالد شعيب محافظ مطروح، وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية، حيث شهدت الخطبة والصلاة مراعاة للتدابير الاحترازية اللازمة والإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.
وخلال خطبة الجمعة أكد وزير الأوقاف أن من يؤمن بالله واليوم الآخر لا يخون وطنه، ومن يؤمن بالله واليوم الآخر لا يغش ولا يكذب ولا يرتشي من يؤمن بالله واليوم الآخر يعمر الدنيا بالدين ولا يخربها باسم الدين، فالدين فن صناعة الحياة لا صناعة الموت، والقرآن المعجز تحدى البشرية أن تعيد روحا قبضها إليه أو تمسك روحا أراد قبضها، ووالإعجاز القرآني قائم إلى يوم القيامة.
العاقل من يبادر منيته بالخيرات
أوضح الوزير أن الإيمان بالله واليوم الآخر هو الركن الخامس من أركان الإيمان، وقد بين ذلك سيدنا رسول الله في حديث سيدنا جبريل عندما سأله عن الإيمان قال «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر؛ وتؤمن بالقدر خيره وشره»، واليوم الآخر هو اليوم الحق يقول تعالى «ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا»، فلن تستطيع البشرية جمعاء مهما تقدمت في العلم أن ترجع الروح التي قبضها الله.
وأضاف الوزير: العاقل من يبادر منيته بالخيرات، لأن الإنسان بين أمرين لا ثالث لهما، فقال تعالى «يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد»، وهذين الأمرين ذكرهما الله سبحانه في كتابه العزيز في مواضع متعددة، فقال تعالى «فإذا جاءت الصاخة يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه»، هنا بدأ بالأبعد وانتهى بالأقرب، وفي سورة المعارج يقول تعالى «يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه»، وهنا بدأ بالأقرب وهو الابن.
تتلقاهم الملائكة يطمئنوهم
وتابع: «على الجانب الآخر ذكر الحق سبحانه ما يطمئن به عباده المؤمنين»، فقال سبحانه «إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون»، فلا يسمعون حتى مجرد صوت النار، فإذا كان الفزع الأكبر لا يحزنهم ، فلا يحزنهم ما دونه ، وتتلقاهم الملائكة يطمئنوهم قائلين هذا هو اليوم الذي عملتم له وتعبتم من أجله، ويقول سبحانه: “نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون”، ويقول تعالى: “والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار”، ثم يكون الرضى الأكبر حين يطلع الله تعالى على عباده.