تخصص في دراسة اللغة الإنجليزية، فتعلمها بإتقان وتحدثها بطلاقة، وأصبحت وسيلته للاطلاع على ثقافات الشعوب، وأن ينجو بنفسه من شبح البطالة الذي ينتظر كثيرين من حديثي التخرج، لينجح في توظيف وسائل التكنولوجيا الحديثة، في إنتاج فيديوهات كوميدية هادفة، للاطلاع على حياة الأجانب المهاجرين من بلاهم للإقامة بمصر، ومن ناحية أخرى للترويج للسياحة ودعوة المصريين للافتخار ببلدهم وإزالة الفوارق بينهم وبين المجتمعات الأخرى.
خلال دراسة كمال علاء، بكلية الآداب بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة، وجد الكثير من زملائه يميلون للهجرة والسفر خارج البلاد، بحثا عن فرصة عمل أو مستوى حياة أفضل، لكنه بدوره كان يدرك قيمة العمل في بلده مهما قست الظروف، ففكر بأن يُعلم الأجانب المقيمين بمصر اللغة العربية بجانب عمله بمجال السياحة، الذي لم يدوم لفترة طويلة بسبب كورونا، فاتجه إلى الاستفادة من التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، بنشر فيديوهات تركز على حياة الأجانب في مصر، لمعرفة عادات وتقاليدهم ونمط الحياة المعيشية في البلدين، «كنت مهتم أعرف هما سايبين بلادهم وعايشين في مصر ليه وبيعلموا إيه».
وبدأت الفكرة بالصدفة، عندما عرضت عليه صديقته الإيطالية «أماندا» التي تعمل في مجال التوعية البيئية بمصر، أن يناقش فكرة «عقدة الخواجة»، فبدأ باستفاضة أصدقائه الأجانب بمنزله وتصوير فيديوهات يعرض من خلالها يوم من حياه هذه الشخصية في مصر، فضلا عن تصحيح بعض معلوماتهم المغلوطة عن المصريين مضيفا «في ناس كانت معتقدة أن المصريين بيروحوا الشغل بالجمل وبيعيشوا جوا الهرم وبيعبدوا القطط وبيتزوجوا بمهر 5 جمال»، فصحح لديهم تلك المعلومات وعرف الكثير عن عاداتهم وتقاليدهم.
القناة التي دشنها كمال، عبر يوتيوب، ترفع شعار «حياة الأجانب في مصر»، وتقوم على فكرة بسيطة جدا، عبارة عن عزومة منزلية لتناول وجبة مصرية بعيدا عن المطاعم والكافيهات، حيث يتم تصويرها بتلقائية دون الإعداد لها بسيناريو مسبق، «الناس دول حابين مصر جدا، ومش بنرتب حاجة بنشغل الكاميرا ونتكلم، ولا بنروح استديو ولا بديهم فلوس ولا باخد منهم».
ويشير كمال، إلى أنه يتبادل معهم الحديث للإجابة عما يدور في بال الطرفين، وفي بعض الأحيان يتم استضافته هو الآخر في منازل الأجانب، لإضافة مزيد من الواقعية على الحوار «فيهم ناس عايشة هنا في مصر من 9 سنين، وبالتالي عندهم سكن خاص بيهم».
كمال يقدم محتوىً هادفا وخدمات للسفر والسياحة حول العالم
ولا يكتفي كمال بمعرفة عادات وتقاليد الأجانب بل يقدم خدمات ونصائح للسفر والترحال حول دول العالم ويقدم قاموس مصطلحات أجنبية عربية لأشهر الأكلات المصرية التي لا توجد في قاموس الأجانب، كما يوضح بعض المعلومات المغلوطة لدى المصريين عن بلدان العالم الأخرى، لإلغاء الحواجز بين فكر غالبية المصريين تجاه المجتمع الغربي، بالإضافة إلى بعض الاسكتشات التمثيلية التى يقدمها، «هما مش أحسن مننا.. عندهم تحضر ونظام»، لافتا إلى أنه في رمضان الماضي استضاف «جوليا» وقررت أن تصوم هذا اليوم، رغم اعتناقها المسيحية، لكنها أصرت على ذلك وشاركت في تجهيز الإفطار، «عملنا بيتزا إيطالي سلينا بيها صيامنا».
ويتمنى كمال، الذي لم يتجاوز الـ23 من عمره، أن تتحول فكرته إلى مشروع سياحي كبير يطلع على خبايا كل جميل في البلد ويظهره للناس، ويستهدف عددا أكبر من الأجانب خارج مصر، «عايز أجيب كاميرة جودتها عالية تساعدنا أطلع الشغل بشكل أفضل». لافتا إلى أن فرص العمل بمصر كثير جدا «أنا فكرت أستغل ده في التقليل من هجرة الشباب للخارج.. الأجانب بيعيشوا هنا بكل حريتهم، شغل وفسحة ومستمتعين بالحياة ليه مانكونش زيهم؟».
تعليقات الفيسبوك