عم «مُعلم السعودية»: نثق في حكومة المملكة وننتظر القصاص لتشفى قلوبنا
عم "مُعلم السعودية" نثق في بن سلمان وننتظر القصاص لتشفى قلوبنا
قال محمد كامل محمد عرندس، عم هاني عبد التواب، شهيد لقمة العيش الذي فقد حياته بعدما أطلق أحد تلاميذه النيران عليه بسبب احتجاجه على درجات أعمال السنة التي وضعها المجني عليه له في امتحانات نصف العام، وفشله في إقناعه بتغييرها، أنّ «هاني» سافر إلى السعودية بتأشيرة وله حقوق وعليه واجبات، موضحًا أنّه كان يعمل في إحدى المدارس بمنطقة السُليل بمنطقة الجنوب.
وأضاف «عرندس» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنّه يعمل في تلك المدرسة منذ عام ونصف قضى عامًا وكان في إجازة وسافر مرة أخرى منذ شهرين بعد انتهاء إجازته، وفوجئوا وهم جالسون في منازلهم، وفوجئوا بانتشار خبر إطلاق النيران على هاني ولم يصدقوا لأنّ المجني عليه لم يسبق أن تشاجر مع أحد أو وقع في مشكلة وخلاف مع أحد، ولذلك فالقرية بالكامل وضواحيها يشهدون له بحسن الخلق وبكل خير .
وأشار إلى أنّ «هاني» في آخر إجازة له بدا وكأنه كان يودعهم، فلم يخرج من المنزل أبدًا إلا للضرورة، وكان يقضي صلواته بالمنزل، ويقضي ليله نهاره بين أسرته وفي بر والديه ورعاية زوجته وطفليه، ووعدهم بتوفير رحلة عمره لوالديه وزوجته، وكان دائم ترديد عبارة «أنه يريد أن يشبع منهم» ولم يدركوا أنّ تلك هي مؤشرات وفاته إلا بعد مماته.
وأردف عم مدرس السعودية قائلًا: «إحنا عارفين الحكم الشرعي في بلاد الجاني ولا بد من اتخاذ قرار رادع لاسترداد حق المظلوم ولكي يكون الجاني عبرة حتى لا تسول لأي شخص نفسه للهمجية أو إزهاق روح أي شخص سواء مصري أو غير مصري كي لا تتكرر تلك الواقعة مرة أخرى، وإذا كان هاني قد أخطأ فليظهروا لنا خطأه ونحن سنرضى بحكمهم ولو لم يكن هناك سببًا لقتله فننتظر حقه».
وشدد «عرندس» على أنّ المجني عليه كان حاملًا لكتاب الله، لم يروا منه سوء خلق منذ ولادته وحتى وفاته.
ووجه «عرندس» اللوم إلى الجهات السعودية المختصة، بسبب إصابة «هاني» في مكان وبدلًا من إسعافه بسرعة في وادي الدواسر أو السليل بمحيط الواقعة تم نقله لمسافة 7ساعات وإيداعه بمستشفى الإيمان بالرياض، الأمر الذي تسبب في إصابته بنزيف لم يتوقف وتسبب في وفاته متأثرًا بإصابته بطلق ناري.
وأكد أنهم راضون بقضاء الله لأنّ هذا هو مسار الحياة وهذه كانت ساعة محددة لانتهاء حياته ولا اعتراض على القدر، ولكن يجب محاسبة المتسبب في إنهاء حياته، مُطالبًا المسؤولين الذين يحتمون بهم وبقوانينهم بعد الله بعدم إضاعة حق «هاني».
وتساءل عن مسؤولية من أن يحمل طالب صغير سلاحا ويستعين بأخيه ويقتلوا مدرسًا بتلك الطريق، ثم بعد ذلك يأخذون مصابا ويلقونه أمام المستشفى ويهربون، مؤكدًا أنهم لا يشككون في اهتمام المسؤولين بالحفاظ على حق الفرد قبل المجتمع، ولكنهم يطالبون السلطات السعودية بحكم مليكها الذي يشهد له الجميع بالخير أن يكشفوا الحقائق ويكون هاني سببًا في الوقوف على حق الآخرين وعدم إهدار حقوق المغتربين هناك.
ولفت إلى أنّ المدرس الراحل ترك طفلين الأكبر إياد (عامين ونصف) والصغير أنس (عام و4 أشهر"، موضحًا أنّهم يقومون بإرسال الأطفال لأقاربهم بعيدًا عن العزاء حتى لا يتساؤلون عما يحدث، بالإضافة إلى أنّهما كل ما يراهم جدهم وجدتهم ينهارون على أنهم أصبحوا أيتامًا وهم في سن صغير للغاية، لذلك يريد الجميع القصاص لتشفى قلوبهم.