حين هدد نزار قباني نجاة بطلبها لـ«بيت الطاعة» بسبب «مولوده الأول»
خطاب نزار لنجاة
كشف الدكتور محمد أحمد الباز، الناقد الموسيقي، عن خطاب أرسله الشاعر السوري الكبير نزار قباني، لنجاة يهددها فيه بطلبها لبيت الطاعة إذا لم تنفذ له مطلبه برؤية مولوده الأول.
والقصة كما يرويها الباز، تعود لأول صدور لأغنية «أيظن» سنة 1960، وكانت أول قصيدة تُغنى للشاعر السوري نزار قباني، التي كادت ألا ترى النور، حيث رفض تلحينها كل من كمال الطويل وكذلك محمد الموجي، وشاءت الأقدار أن تقع بين يدي موسيقار الجيال محمد عبد الوهاب، فكان لها وأبدع فيها وحققت نجاحا منقطع النظير.
وكانت نجاة الصغيرة مرتبطة بعقد احتكار مع شركة «كايروفون» التي يملكها محمد فوزي، في حين أن شركة صوت الفن التي كان محمد عبد الوهاب أحد مؤسسيها تحتكر توزيع أي لحن لعبد الوهاب، وعندما لحن عبد الوهاب هذه القصيدة، استأذنت نجاة الصغيرة محمد فوزي في غناء هذه الأغنية والسماح لشركة صوت الفن بتوزيعها فوافق على ذلك.
وتابع الباز، «وقت خروج الأغنية للنور، وفق ما تقول نجاة، لم يكن نزار متواجدا في مصر أو سوريا، حيث كان يعمل دبلوماسيا في السفارة السورية ببكين، وغضب بشدة من أن تخرج أولى قصائده المغناة إلى النور دون أن يسمعها أو يكون قريبا من منها».
وبعث قباني برسالة عتاب لنجاة، طالبا منها إرسال نسخة من الأغنية، كي يحتفل بها، فكان مفاد الرسالة، «أيتها الصديقة الغالية، لا أزال في آخر الدنيا، أنتظر الشريط الذي يحمل أغنيتنا (أيظن) التي تعيش في الصحف، في السهرات وعلى شفاه الأدباء، وفي كل زاوية في الأرض العربية، وأبقى أنا محروما من الأحرف التي أكلت أعصابي، يا لكِ من أمٍ قاسية يا نجاة، أريتِ (المولود) الجميل لكل إنسان، وتغنيت بجماله في كل مكان. وتركتِ أباه يشرب الشاي في بكين، ويحلم بطفلٍ أزرق العينين يعيش مع أمه في القاهرة؟ لا تضحكي يا نجاة إذا طلبت ممارسة أبوتي، فأنا لا يمكن أن أقنع بتلقّي رسائل التهنئة (بالمولود) دون أن أراه، فانهضي حالًا لدى وصول رسالتي، وضعي (المولود) في طرد بريد صغير. إن كنتِ أمًا عن حقٍ وحقيق، أما إذا تمردتِ فسأطلبك إلى بيت الطاعة رغم معرفتي بأنك تكرهينه».
ووصل الرد لنزار قباني بطردٍ يحمل الأغنية، التي هرع بها إلى «كاسيت» السفارة لكنه لم يعمل لمشاكل تقنية، فبعث إلى الإذاعة الصينية يستشيرهم في حل، فمكنوه من سماعها على أحد أجهزة استديوهاتهم.