قبل اقتحام الكونجرس.. الأمريكيون هاجموا البيت الأبيض منذ 180 عاما
البيت الأبيض
أثارت واقعة اقتحام مبنى الكونجرس الأمريكي، من قبل أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، تساؤلات عن أحداث مشابهة في التاريخ الأمريكي.
ولم تكن واقعة «الكابيتول» الأولى على الإطلاق؛ إذ أنه في 16 أغسطس عام 1841، اتجه العديد من أنصار البنك الوطني بالكونجرس، رفقة مناصريهم، أغلبهم من أعضاء حزب اليمين، نحو البيت الأبيض، وتجمهروا أمامه، وعمدوا لإطلاق أعيرة نارية في الهواء، قبل أن يقذفوا مقر الرئيس الأمريكي جون تايلر بالحجارة، تزامنا مع قرعهم للطبول وشتمهم إياه، ما أدى إلى إثارة الذعر في نفس الأخير وعائلته الذين تواجدوا داخل المبنى، واستاؤوا من قلة الحراسة في البيت الأبيض.
وبعد ذلك دخلت مجموعة أخرى من مناصري حزب اليمين الغاضبين أمام البيت الأبيض، وعمدوا لشنق دمية على شكل جون تايلر، وأشعلوا فيها النيران وسط ذهول جميع من تواجدوا بمقر الرئاسة.
وواصل «تايلر» رفضه لقانون البنك الوطني ومشاريع هنري كلاي، وأدى ذلك لطرده من حزب اليمين، وبدء عدد من النواب بإجراءات سحب الثقة منه تمهيدا لعزله.
وبالتزامن مع ذلك، أثارت هذه الاحتجاجات العنيفة أمام البيت الأبيض قلق مسؤولي مقاطعة كولومبيا، الذين لجؤوا سريعا لإنشاء فرقة شرطة خاصة بالمقاطعة.
وكان سبب تلك الواقعة في أثناء فترة حكم تايلر، هيمنة حزب اليمين على غرفتي الكونجرس الأمريكي؛ إذ أحكم السيناتور هنري كلاي، المصنف كأهم شخصية بالحزب، قبضته على مجلس الشيوخ، بينما كانت الأغلبية بمجلس النواب لدى نفس هذا الحزب، الذي نشأ عام 1834، وجمع نسبة كبيرة من معارضي سياسة الرئيس الديمقراطي أندرو جاكسون.
ومع تولي أحد أفراد حزبه لمنصب الرئيس، آمن السيناتور كلاي بإمكانية تمرير أجندته عن طريق تمرير قانون إعادة هيكلة البنك الوطني، الذي تعذّر تحققه في السابق، بسبب معارضة الديمقراطيين.
وعقب عرض القانون على الكونجرس، وافق مجلسي النواب والشيوخ على إعادة هيكلة البنك الوطني، لكن مع طرحه على مكتب الرئيس الأمريكي، استخدم جون تايلر حق النقض منتصف شهر أغسطس عام 1841، لإسقاطه، ما أثار حالة من الغضب في صفوف أعضاء حزب اليمين.
ولتبرير موقفه بعد ذلك تحدث تايلر عن رفضه لهذا القانون منذ سنوات، مؤكدا أنه يتعارض مع قيم الدستور، وتطرق إلى مساوئ البنك المركزي الذي سيعزز من سلطة الحكومة الفيدرالية على حساب الولايات.
من جانبه، دافع السيناتور هنري كلاي وأنصاره، عن إعادة هيكلة البنك الوطني، منبهين لقدرة ذلك على إنهاء التقلب في قيمة العملة الأمريكية، ووضع حد للتحايل المصرفي.