250 شابا يساعدون مرضى كورونا بالإسكندرية: «بنخدمهم حتى لو هنتعدي»
رئيس المبادرة: وفرنا وجبات للمرضى وأنابيب أكسجين وعقمنا دور المسنين
شباب في مواجهة كورونا
بينما أغلق المواطنون أبوابهم عليهم مع بداية أزمة كورونا حفاظاً على أنفسهم من انتقال العدوى، كان على الجانب الآخر يستعد 250 شابا وشابة من أبناء محافظة الإسكندرية، بالكمامات والقفازات الطبية، للخروج إلى الشوارع مبادرين بحملات توعية لتجنب الإصابة، ليس ذلك فحسب، بل تجاوز عملهم الخيري ليصل إلى المرضى المنعزلين، حيث يقدمون لهم الدعم نفسي ويوفرون لهم العلاج والطعام اللازم.
ويقول رامى يسري، 34 سنة، رئيس مجلس إدارة جمعية ونادي شباب «خليك ايجابي» المسؤولة عن المبادرة، إنه مع بداية أزمة كورونا، شارك في تلك المبادرة 250 شابا وشابة ساعدوا حينها في توزيع 20 ألف ملصق توعية لمواجهة فيروس كورونا، بالإضافة إلى عمل 10 ندوات توعية وعمل أكثر من 50 عملية تعقيم بشوارع ومناطق الإسكندرية ناهيك عن تعقيم مديرية وإدارات ووحدات التضامن الاجتماعي، وبعض دور الأيتام والمسنين المساعدة في حصر حالات المتضررين من العمالة اليومية لتقديمها لمديري التضامن والمحافظة.
وأضاف «يسري» لـ «الوطن»، أن عملهم التطوعي لم يقتصر على المصابين فقط، بل تضمن تقديم المساعدات للمشردين الذين يعدون الأكثر عرضة للإصابة لتواجدهم الدائم بالشوارع، بالإضافة إلى خوف البعض من التعامل معهم في تلك الفترة خوفاً من العدوى، ما دفعهم لزيادة الاهتمام بهم أيضاً وتلبية احتياجاتهم.
وأوضح أنهم نجحوا في توزيع 1500 شنطة إطعام، و900 كيلو لحم، و600 فرخة، بالإضافة إلى توزيع 20 ألف وجبة إطعام طريق، مرفق معهم «فلاير إرشادي» بأرقام أجهزة محافظة الإسكندرية.
كل هذا جعل أعضاء الفريق ضمن الأكثر عرضة للإصابة، فحاولوا تفادي ذلك ببعض الطرق البدائية لعدم قدرتهم على شراء بدل واقية: «بنلبس كمامتين وجوانتيات ونطهر أيدينا بالكحول وغسلها بشكل دائم لأننا معندناش الإمكانية نجيب بدل واقية»، ورغم هذا أصيب العديد منهم بالفيروس بل والبعض أكثر من مرة، فيقول «رامي»: «الحمد لله أنا اتصبت مرتين ومرة اشتباه وفيه أكتر من شاب معانا اتصاب بكورونا سواء بعد الإطعامات أو المساعدة في تنظيم أو توزيع فيزا تكافل وكرامة أو في مخالطتنا للمرضى بس كلنا كويسين ومكملين».
تلك الصعوبات قلصت عددهم من 250 شابا وشابة إلى 30 فقط، وهم النواة الأساسية للمبادرة ليكملوا عملهم في المرحلة الثانية بالتحضير لقوافل أسماء أصدقاء لهم توفوا بفيروس كورونا، تلك القافلة ضمت 1000 وجبة و100 بطانية، تم توزيعهم على المتضررين من كورونا والمرضى والمشردين، بالإضافة إلى توفير 5 أنابيب أكسجين ويتم العمل على توزيع 20 أسطوانة أخرى، بالإضافة إلى تعقيم دار الهداية للمسنين ومنطقه الفلكي والسيوف.
ويأمل أعضاء المبادرة خلال المرحلة المقبلة في تكوين فريق إغاثة متكامل يملك القدرة على الإسعافات الأولية والرصد والتعامل في مرحلة الأزمات والقدرة على تجهيز مستشفى ميداني في حال ارتفاع نسبة الإصابات لا قدر الله، ومن ثم يكون ذلك الفريق نواة لتدريب فرق أخرى من جمعيات أخرى تحسباً لأي مرحلة خطرة.
كل هذا جعل من هؤلاء الشباب حائط صد رفقة جيش مصر الأبيض من الأطباء للخروج من تلك الجائحة بأقل أضرار ممكنة، وعلى الرغم من ذلك يعتبرون أنفسهم أنهم قدموا أقل بكثير مما قدمه غيرهم في تلك المحنة، فيردد قائدهم: «احنا أقل ناس اشتغلت وعملت، فيه جنود مجهولة كتير غيرنا عملوا وضحوا سواء بحياتهم أو أموالهم أو وقتهم أحنا 1 على مليون من اللي عملوه».