أسره بطل ألعاب القوي تناشد"السيسي": توفير فرصة عمل ومعافاته من التصالح
لا شيء أقسى على الإنسان من التفريط في جائزة حصل عليها؛ تسجل ماضيه وتكون شهادة له في المستقبل يفخر بها أمام أبنائه، لكن يبدو أن ثمة ظروف يمكن معها التفريط في كل شيء، حتى لو كانت ميدالية رياضية؟
هذا ما حدث مع البطل عصام جميل الحديدي، بطل الجمهورية في ألعاب القوى للمعاقين، الذي ألجأته الظروف لعرض ميدالياته الرياضية للبيع، في ظل عدم قدرته على الإنفاق على أسرته التي تقيم معه في كوخ بالبوص، لا يُغني عنهم برد الشتاء القارص، أو حرارة الصيف الخارقة.
وفي الكوخ البسيط الذي يقيم به البطل، عصام جميل الحديدي، بطل الجمهورية في ألعاب القوى للمعاقين، مع أسرته، يقول لـ«الوطن» إنه خلال سنوات طويلة من عمره، الذي بلغ 44 سنة، والحاصل على 46 ميدالية متنوعة، ما بين ذهبية وفضية وبرونزية خلال الـ18 سنة الماضية، لافتا إلى أنه نجح في الحصول على شهادات وجوائز اللجنة البارالمبية.
وأكد البطل أنه لم يعد أمامه إلا عرض ميدالياته، التي حصل عليها، خلال مشواره الرياضي، للبيع، للإنفاق على أسرته وفتياته الثلاثة، مشيرا إلى أنه حرص مع زوجته طوال عمره على السعي وراء أي فرصة عمل، عقب توقف نشاطه الرياضي، ولكنه لم يجد مهنة مناسبة، بسبب ظروفه إعاقته.
واستشهد البطل الرياضي، بالمكان الذي يعيش فيه، قائلا: «كوخي بالبوص ولا توجد به أي مرافق حيوية، ولم تصله مياه الشرب أو الكهرباء وتنعدم فيه آدمية الحياة، كون سقفه من البوص والخشب للوقاية من أخطار البرد وأمطار الشتاء، والمسكن شبه خاوٍ من رفاهيات الحياة، في وجود الفئران التي تهاجم أسرته باستمرار».
وأعرب عن حزنه العميق لتجاهل وزير الشباب والرياضة له، بعد تدهور أحوال معيشته، وعدم تذكر أحد لماضيه المشرف.
وقال الحديدي، في استغاثاته عبر «الوطن»، «يارب قيادات وزارة الشباب والرياضة، يستجيبوا لصوتي في توفير لي حياة كريمة لي، بالحصول علي وظيفة مناسبة وإعفائي من سداد قيمة التصالح في مخالفه بناء كوخه».
وفي ذات السياق، أكد عصام عمارة، مسؤول سابق بمحافظة الغربية، أن أهالي قرية كفر ديما يدعمون مطالب البطل الرياضي،الذي كان رمزا رياضيا للشباب بالقرية، وكان متزوجا في سكن بالإيجار داخل القرية، وأصبح مهددا بالطرد لارتفاع الإيجارات مؤخرا، ولا يمتلك من حطام الدنيا سوى نصف قيراط، قام ببناؤه منذ سنوات بالبوص والطوب، وقدم طلب تصالح بمجلس مدينة كفر الزيات، لكنه لا يستطيع دفع باقي قيمة التصالح، حيث لايوجد مصدر رزق له سوى مرتب 800 جنيه فقط يتحصل عليها من أحد الأندية الخاصة بطنطا، ويقوم بالعمل في أعمال البناء ورفع الأسمنت على الرغم من الإعاقة بقدمه.
كما استغاث «عمارة» بالدكتور طارق راشد رحمي، محافظ الغربية، وإعفائه من قيمة التصالح، مراعاة لظروفه، وضرورة تدخل التضامن الاجتماعي ورجال الخير والأعمال لإنقاذه وأسرته من أخطار الضياع والتشرد.
وأشار عمارة إلى رفض «الحديدي» اللعب باسم إحدى الدول الآسيوية في البطولات الرياضية، حبا لوطنه مصر خلال الفترة الجارية.
تعليقات الفيسبوك