«قتلها وبكى وسبق واشتكى».. سائق سيارة دهس «سندس» يتهم أسرتها بإتلافها
رفع دعوى ضد أسرتها يطالبهم بالتعويض وتحمل نفقات إصلاح السيارة
قتلها وبكى وسبق واشتكى.. صاحب السيارة قاتلة سندس يتهم أسرتها بإتلافها
«ضربني وبكى وسبقني واشتكى» مثل شعبي يتردد كثيرًا خصوصًا في تلك المواقف التي يبكي فيها الجاني ويعيش دور الضحية المظلوم ويتهم المجني عليه، ولكن الأمر أصبح بشاعة حينما تقدّم صاحب السيارة «السرفيس» التي دهست الطفلة «سندس» وتسببت في قتلها، بمحضر بقسم الشرطة وتحوّل فيما بعد إلى رفع دعوى ضد أسرة الطفلة يتهمهم فيها بالإتلاف العمد لسيارته جراء الحادث، على الرغم من أنّ أسرتها لم ترَ الحادث ولم ترَ الطفلة إلا في المستشفى بعدما أبلغهم الأهالي.
ووسط صوت القرآن الذي يملأ أركان المنزل بصوت عالي، جلست والدة «سندس» في غرفتها لتضع صورها على سريرها"وعلى كل زاوية في غرفتها، ليمر عليها شريط حياة الطفلة القصير التي لم تبلغ العشرة أعوام، تفاصيل كثيرة تذكرتها والدتها خصوصًا أنّ «سندس» هي ابنتها الوحيدة حيث إنّها أم لأولاد فقط وكانت دائمًا تحلم بأن يرزقها فتاة إلى أنّ تحقق حلمها الذي لم يدم طويلًا.
وبصوت يخنقه البكاء وعيون تحاول حبس دموعها، قال محمد عبد اللطيف والد «سندس» أنّه لم يرَ ابنته منذ عام ونصف حيث كان مسافرًا إلى إحدى الدول العربية التي يعمل فيها ليوفر حياة كريمة لأسرته، وفوجئ بإتصال هاتفي منذ شهر يُخبره بتعرض ابنته لحادث وأنّها ترقد بين الحياة والموت بالمستشفى فطلب إجازة وجاء إلى مصر على الفور، لكنه عندما أخبروه بإصابتها واقتلاع أحد عينيها وإصابتها بشلل كامل في الجانب الأيمن رفض أن يدخل إلى العناية المركزة لرؤيتها لأنّه لن يتحمل رؤيتها في ذلك الوقت.
وأكد «أبو سندس» في تصريحات خاصة لـ«الوطن» أنّه كان سيبيع منزله ويبيع كل ما يملك من أجل علاجها حتى وإن كانت ستحيا «كفيفة» لا تُبصر لكن القدر لم يمهله كثيرًا ليفعل ذلك حيث توفيت بعد مرور 33 يومًا على الحادث، وليس ذلك ما سبب له ألمًا لا يلتئم ولكن الأكثر إيلامًا هو خروج قاتلها بعد 24 ساعة من القسم نظرًا لأنّ القضية قتل خطأ.
وكشف عن أنّه فوجئ برفع قضية عليه من صاحب السيارة يتهمه فيها بإتلاف وتكسير سيارته عمدًا، رغم أنّه لم يكن موجودًا كما أنّ أسرته لم تعلم بالحادث سوى بعد وصول الطفلة للمستشفى، حيث إتصل بهم أحد سكان المنطقة وأخبرهم أنّ أحد السائقين دهس «سندس» وأنّهم نقلوها إلى مستشفى الفيوم العام، ومنها إلى مستشفى مصطفى حسن للأطفال، وتم وضعها على الأجهزة وإجراء عدة عمليات بالمخ.
وبيّن أنّ الأهالي شرحوا لهم ما حدث وأنّهم تعاطفوا مع منظر ابنته بعدما دهسها السائق ولم يعلموا هويتها، وعندما حاول السائق الهرب أثار ذلك حفيظة الأهالي فاعتدوا عليه بالضرب، وكسروا السيارة ولكن لم يكن أي شخص من أسرة «سندس» موجودًا، مؤكدًا أنّ كنوز الدنيا لا تعوضه ابنته فقد كانت متفوقة دراسيًا جدًا، وتحفظ القرآن.
وأكدّ أنّ ابنته أُصيبت بنزيف في المخ، وتهتك في أنسجة المخ، و3 كسور بعظام الجمجمة، وكدمة بالرئة، ونزيف بالصدر، وتجمع دموي بالبطن، وكسر بالفك، وانفجار بمقلة العين، موجهًا رسالة للمسؤولين باعتبار «سندس» ابنتهم ويأخذوا حقها من قاتلها من سائق لم يأخذ جزاءه، بالإضافة إلى الكشف ومتابعة سائقي السرفيس خصوصًا مُتعاطي المخدرات لأنني خسرت ابنتي بسبب سائق مدمن.
واستنكر قائلًا: «بنتي زيها زي أي فرخة اتقتلت بالخطأ وفي الآخر المتهم طلع بعد 24 ساعة بسبب سواق فاشل وأنا أقدر آخد ثأرها بإيدي ولكن إحنا مش عايشين في غابة أنا بطالب بالقصاص العادل حتى يكون هناك خوف من السائقين على حياة الآخرين».