حكم الدين في المرتد: لا قتل ولا إكراه
دار الإفتاء
مازالت واقعة إعلان المذيع الكويتي محمد المؤمن، على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتداده عن الإسلام واعتناق الديانة المسيحية، بعد نشره مقطع فيديو على صفحته بموقع «تويتر»، تثير الجدل وتلقى ردود أفعال مستخدمي «تويتر»، الذين تساءلوا عن سبب التحول الغريب.
الجدل الذي أثاره المذيع تسبب في إثارة العديد من التساؤلات، حول حكم الإسلام من المرتدين وماذا يفعل الإسلام تجاه واقعة المذيع، وهو ما تستعرضه «الوطن»، في السطور التالية حيث أكد الدكتور علي جمعة، عضو مجلس النواب، وعضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، أنه ليس هناك قتل للمرتد عن الإسلام.
لا إكراه في الدين
ويرى مفتي الديار السابق أن أمر المرتد يكون لله يوم القيامة، لأن الدين الإسلامي أتاح حرية الفكر، وشدد على أنه: لا إكراه في الدين.
وأوضح أن المرتد نوعان، منهم ما هو على الاعتقاد وهذا لا دخل لنا به وحسابه على الله يوم القيامة.. ومرتد إفسادًا ويدعو إلى تقويض المجتمع وينشر مقالات وفيديوهات ويروج إلى أفكاره ويطالب الناس بالابتعاد عن الدين، واتباعه فقط.
وقال: البعض يريد الإيقاع بين الإسلام والغرب عبر إثارة هذه القضية بين وقت وآخر، موضحًا في بحث له وقتما كان مفتيا للجمهورية نشرته دار الإفتاء أن في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يقتل عبد الله بن أبى، وقال: "لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ"، ولم يقتل ذا الخويصرة التميمى وقد قال له: "اعْدِلْ"، ولم يقتل من قال له: "يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَنْهَى عَنِ الْغَى وَتَسْتَخْلِى بِهِ"، ولم يقتل القائل له: "إِنَّ هَذِهِ الْقِسْمَةَ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ"، ولم يقتل من قال له -لما حكم للزبير بتقديمه في السقي: "أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ"، وغير هؤلاء ممن كان يبلغه عنهم أذًى له وَتَنَقُّص، وهى ألفاظ يرتد بها قائلها قطعًا؛ لأنها اتهام للنبى صلى الله عليه وآله وسلم بما فى ذلك من تكذيب له بأمانته وعدله.
حرية العقيدة والفكر
وأضاف: مسألة قتل المرتد ليست مسألة مرتبطة بحرية العقيدة والفكر، ولا مرتبطة بالاضطهاد، وأن النصوص التي شددت في ذلك، لم تعنِ الخروج من الإسلام بقدر ما عنت الخروج على الإسلام الذي يُعدُّ جرمًا ضد النظام العام في الدولة، حيث هناك وقائع كثيرة في عهد التشريع جعلت فقهاء المسلمين يفهمون هذه المسألة.
وتابع مفتي الجمهورية السابق، عضو مجلس النواب، أن قتل المرتد لم يكن لمجرد الارتداد، وإنما للإتيان بأمر زائد مما يفرق جماعة المسلمين، حيث يستخدمون الردة ليردوا المسلمين عن دينهم، فهي حرب في الدين كما قال تعالى: ﴿وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾.