نقيب الزراعيين: مشروع «المانجروف» بالبحر الأحمر يحقق 9 فوائد للسياحة
جانب من جولة محافظ البحر الأحمر ونقيب الزراعيين
تفقد اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، يرافقه الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، الأستاذ بمركز بحوث الصحراء، المشرف على مشروع استزراع غابات المانجروف، أعمال المشروع بمنطقة سفاجا، بحضور اللواء البنداري، سكرتير عام المحافظة، وعدد من مسؤولي المحافظة، ورئيس قطاع محميات البحر الأحمر.
وأشاد المحافظ بالأنشطة التي تنفذ، وبالمساحات التي تمت زراعتها، وأضيفت لمساحة غابات المانجروف بالبحر الأحمر، وبرنامج إنتاج نحل العسل من الغابات، كأحد المشروعات الصغيرة للأهالي المقيمين حولها.
كما أشاد «حنفي» بمشاركه طلاب المدارس والجامعات في زراعة المانجروف، ورفع الوعي البيئي لديهم.
من جانبه، قال الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، إن المشروع يحقق 9 فوائد ترتبط بالتقليل من مخاطر المناخ بالمنطقة، موضحا أنه يستهدف في المرحلة المقبلة الامتداد والتوسع في استزراع أشجار المانجروف، على ساحل البحر الأحمر، وحتى مدينة الغردقة، بدعم مالي من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، للاستفادة منها في إعادة التوازن البيئي في المنطقة.
وشدد «خليفة»، على أنه من بين هذه المزايا، الاعتماد على التوسع في زراعة هذه الأشجار ذات الأهمية الاقتصادية؛ لأنها تلعب دورا هاما في دعم إنتاجية الشعاب المرجانية القريبة، موضحا أن غابات المانجروف تعد من أكثر المناطق جذبا للسياحة؛ فهي تحتوي على تنوع هائل من أشجار المانجروف والحياة البحرية المتنوعة، ومنها الطيور، والشعاب المرجانية، والحشائش البحرية، والأسماك الملونة، وأسماك القرش، وعروس البحر والدرافيل وغيرها من الكائنات البحرية النادرة.
وأضاف المشرف على مشروع استزراع غابات المانجروف، أن المشروع ساهم في إعادة تأهيل 6 مواقع على ساحل البحر الأحمر، منها 3 مناطق في القلعان وحماطة جنوب مرسى علم، و3 أخرى جنوب سفاجا، مشيرا إلى إنشاء صوبتين لإكثار أشجار المنجروف في سفاجا وحماطة، واستزرعت 30 ألف شتلة من أشجار الشورة، و18 ألف شتلة من أشجار القندل، في المواقع المختارة، ضمن مواقع المشروع.
وأوضح الدكتور سيد خليفة، إن هذه الميزة النسبية هي التي سوف تساهم في انتعاش قطاع السياحة بمحافظة البحر الأحمر، عقب انتهاء موجة انتشار فيروس كورونا، الذي بات النشاط الاقتصادي الأول بالمحافظة، وتفوق كثيرا على صناعة البترول الموجودة بالمنطقة، موضحا أن القيمة التقريبية للأسماك التي صيدت والمرتبطة بأشجار المانجروف، تصل إلى أكثر من 130 مليون دولار، على ساحل مصر، وتتزايد سنويا.
وأشار نقيب الزراعيين، إلى أن المشروع يساهم في توفير فرص العمل، وتشكيل مجتمع عمراني كبير، ساهم كثيرا من تقليل حجم البطالة في المحافظة، مضيفا أنه وفقا للإحصائيات المؤكدة تبين أن 85% على الأقل من إجمالي السائحين الأجانب الوافدين من مختلف دول العالم للبحر الأحمر، يجرون رحلات غطس من أجل التمتع بالكائنات البحرية الموجودة في منطقة البحر الأحمر.
وطالب النقيب بتنفيذ مشروع قومي للتوسع في زراعة غابات المانجروف، بامتداد سواحل البحر الأحمر، على خليج السويس وجنوب سيناء، للمساهمة في زيادة الدخل القومي والإنتاج السمكي والترويج السياحي، ومواجهة تآكل هذ السواحل، وحماية الاستثمارات السياحية والمناطق العمرانية بهذه المناطق، فضلا عن تحملها الظروف البيئية غير المناسبة، مثل ملوحة المياه والتربة والملوثات الأخرى.
من جانبه، أكد الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي، في تصريحات صحفية، اليوم، أن خطة الدولة للتوسع في أشجار المانجروف تأتي لدورها في حماية السواحل، عن طريق الحد من تأكلها بفعل الأمواج والأعاصير، وحركة المد والجزر القوية.
وأضاف «صقر»، أن أشجار المانجروف تعد بمثابة خط الدفاع الثاني بعد الشعاب المرجانية؛ فهي تلعب دورا حيويا في حماية الشواطئ من الموجات المتكررة، وتأثير العواصف أو موجات «تسونامي» على هذه المناطق، موضحا أنها تعمل على تنقية المياه من المعادن الثقيلة.
وأوضح رئيس أكاديمية البحث العلمي، أن أشجار المانجروف تتميز بقدرة فائقة على امتصاص وتخزين الكربون بمعدل أسرع، تجعلها حيوية في مكافحة تغير المناخ، وتوفر هذه الأشجار مناطق حماية للنحل من الظروف القاسية، مثل الطقس البارد والجفاف و الأمطار الموسمية والفيضانات.
وأشار «صقر»، إلى أنه عندما تزهر أشجار المانجروف فإن الرحيق الموجود في أزهارها يستخدم لإنتاج العسل، ويكون ذو نوعية ممتازة، ونكهة قوية، ولذيذ للغاية، كما تلقي أنواع العسل الناتج عن زهور المانجروف بالإقبال لتميزه بالجودة وخصائصه الصحية الكبيرة، وارتفاع أسعاره مقارنة بالأنواع الأخرى من العسل.