جدل بين العلماء بسبب حديث «عقوبة الشذوذ»: «اقتلوا الفاعل والمفعول به»
شذوذ جنسي
أثارت واقعة القبض على الطبيب المتهم المتحرش بالرجال، حالة من الفرح بين المجتمع المصري؛ إذ اعتبروا أن الفاعل لا بد أن يكون عبرة للجميع، لكي لا يتكرر مثل هذا الحادث الأليم مرة أخرى، خاصة وأنه لا يتناسب مع الدين الإسلامي أو العادات والتقاليد المصرية الموروثة.
واختلف عدد من الدعاة المصرين، حول العقوبة التي حددها الإسلام لجريمة الشذوذ؛ إذ اعتبر البعض أنه لا بد أن يقتل الفاعل والمفعول به في علاقة الشذوذ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن جريمة اللواط: «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به»، رواه الترمذي وأبو داود ومحمد بن ماجة.
بينما اعتبر آخرون، أن قتل المثليين لا يجوز في ذلك العصر، خاصه وأن الفتاوي تتغير بطبيعة الزمان والمكان.
الأطرش: لا بد أن يقتل الفاعل والمفعول به في الشذوذ
من جانبه، قال الدكتور عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، إن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأن فاعل جريمة اللواط والمفعول به لا بد أن يقتلوا، صحيح 100%؛ ليكون هؤلاء عبرة لكل من تسول له نفسه فعل هذه المعصية، التي يهتز لها عرش الرحمان.
وأضاف «الأطراش» في تصريحات لـ«الوطن»، أن الشذوذ يتسبب في ضياع شباب الدين الإسلامي، ويخالف شرع الله وسنة رسوله، مشيرا إلى أن سبب انتشار الظاهرة بُعد المسلمين عن دينهم خلال السنوات الماضية، والتفكير في كيفية معصية الخالق، لا طاعته.
آمنة نصير: الشاذ يعاقب من ولي الأمر.. ولا يقتل
وفي المقابل، قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن الفتاوى تتغير بتغير الزمان والمكان، وطبيعة كل عصر، مضيفة أنها لا ترحب بقتل الشاذ جنسيا؛ لأن ذلك ليس بالسهولة في مثل هذا العصر الذي نعيشه حاليا، بل يجب أن يؤدب ويهذب، ونحاول إصلاح سلوك الفاعل والمفعول به جريمة الشذوذ.
وأضافت آمنة نصير في تصريحات لـ«الوطن»، أنه يجب على الدعاة أن يلاحظوا تغير العصور، قبل إبداء فتوى أو رأي ما، في قضايا مهمة داخل المجتمع المصري، خاصة وأن بعض الآراء تساهم في انتشار الجماعات الإرهابية المتطرفة، والعلميات الإرهابية داخل الدول العربية وخارجها.
وأكدت أستاذ العقيدة والفلسفة، أن هناك البعض مرضى بالشذوذ الجنسي، وفي هذه الحالة يجب معالجتهم بواسطة الأطباء، والوقوف بجانبهم لتخطي المحنة، وعدم الرجوع إلى ذلك الفعل الشنيع مرة أخرى، وليس قتله كما يدعي البعض.