واجهة مميزة وتصميم هندسي خاص به.. حكاية مسجد الأقمر بشارع المعز
بني في عهد الخليفة الآمر بأحكام الله
مسجد الأقمر
رغم تواضع مساحته وصغر حجمه مقارنة ببقية المساجد الأثرية في شارع المعز لدين الله الفاطمي، إلا أن أهم ما يميزه هو واجهته ذات التصميم الهندسي الخاص بالمسجد والمختلف عن المساجد المحيطة، إنه الجامع الأقمر المشع بالحجارة البيضاء مثل وجه القمر والذي أنشأه الوزير المأمون.
تم إنشاء مسجد الأقمر في عهد الخليفة الآمر بأحكام الله، عام 519هـ/1125م، حيث بناه الوزير أبو عبدالله محمد البطائحي الملقب بالمأمون، وتم تجديد المسجد في العصر المملوكي الجركسي الأمير يلبغا السالمي الذي تولى العديد من المناصب في عهد السلطان برقوق، خلال عام 799هـ المئذنة والمنبر وحوض الدواب المجاور له، وذلك حسب كتاب تاريخ العمارة والأثار الإسلامية.
بركة مياه معلقة في الصحن
وأقام الأمير يلبغا السالمي، بركة مياه معلقة في الصحن ومحلات وطوابق سكنية أعلاها عند الباب الشمالي للجامع، وسجل ذلك على لوحة رخامية أعلى محراب الجامع ومنبره، إلى أن جاء عام 815 هـ ، حيث تمت إزالة المئذنة لوجود ميل إنشائي بها.
وحسب كتاب تاريخ العمارة والأثار الإسلامية، فإن تخطيط مسجد الأقمر يتكون من فناء أوسط يحيط به أربع ظلات أكبرهم ظلة القبلة «بيت الصلاة»، وسقف الجامع من القباب الضحلة، وتشرف عقود الفناء بزخارف جصية وآيات من سورة النور.
واجهة الجامع مميزة
أما الواجهة المميزة للجامع والتي تعبر عن اسمه، فهي حجرية ذات دخلات من عقود مشعة وعبارات شيعية أهمها الدوائر متحدة المركز التي تتوسطها كلمتا «محمد وعلي»، وطرفها الشمالي مشطوف لوجود حارة جانبية تنتهي من أعلى بحنايا، وفي أوائل القرن العشرين الميلادي تم تصميم واجهة المتحف القبطي على نسق واجهة جامع الأقمر مع وضع العبارات المسيحية والصلبان بدلًا من الإسلامية كدليل على الوحدة الوطنية.