«على طريقة حاتم رشيد».. الطبيب المتحرش يحوِّل دراما «عمارة يعقوبيان» لواقع
الطبيب المتحرش
ربما تكون الدراما مرآة الواقع، لكن ما شهده المجتمع المصري من جدل خلال الفترة الماضية ما كان إلا مرآة للدراما جسدها طبيب الأسنان المتهم بالتحرش، الذي ألقي القبض عليه قبل أيام، وذلك بعد أشهر من توجيه اتهامات ضده من بعض الضحايا، بالتحرش وممارسة الشذوذ داخل عيادته، فما كشفته مصادر فيما يخص شاب ابتزه طبيب مستغلاً فقره، أعاد مشاهد سينمائية قديمة وكأنه يحكي القصة التي أثارت الجدل قبل نحو 13 عاما مع عرض فيلم «عمارة يعقوبيان»، الذي تناول حياة صحفي يدعى حاتم رشيد جسد دوره الفنان خالد الصاوي، وهو رجل «مثلي الجنس» يستغل شابًا فقيرًا يدعى «عبدربه» الذي جسد دوره الفنان باسم سمرة مثلما استغل الطبيب المتهم شابًا ثلاثينيًا طوال 9 سنوات.
في الدراما والواقع.. الواقعة تثير صدمة في المجتمع
جدل واسع وصدمة كبيرة عاشها المجتمع خلال الأيام الماضية منذ توجيه الاتهامات إلى طبيب الأسنان، وخصوصا بعد اختفائه لفترة طويلة ورفضه التعقيب على الاتهامات الموجهة إليه من النيابة حتى القبض عليه، وفي المقابل لاقى فيلم عمارة يعقوبيان بمجرد عرضه في عام 2006، نقدا لاذعا ورفضا مجتمعيا، بسبب تجسيد شخصية رجل مثلي الجنس ما يعد واحدا من أجرأ أدوار السينما العربية الذي أداه الفنان خالد الصاوي.
اختلاف في المهنة لكن النفوذ واحد
طبيب في الواقع وصحفي في الدراما ولكن النفوذ واحد، فالشخصيتان مارسا الإرهاب على الضحية التي لم تكن الوحيدة في تاريخ كل منهما لاستغلالها واستغلال ضعفها أو فقرها، ففي الدراما قدم حاتم رشيد الهدايا والامتيازات لـ«عبدربه» حتى إنه وفر له غرفة على سطح العمارة ليقيم فيها هو وزوجته بالقرب منه، وفي الواقع أيضًا اشترى طبيب الأسنان المتهم منزلاً للضحية في حي الدقي ليسكن به ويكون قريبا منه محاولاً ابتزازه وتهديده بتسريب فيديوهات كان يصورها بالكاميرات الخاصة بالعيادة إلى أسرته.
كشك في مدينة نصر.. ومحل أدوات منزلية
استغلال نقاط الضغط وتقديم المزايا المادية كانا من العناصر المتشابهة بين الدراما والواقع، ففي الوقت الذي قدم فيه حاتم رشيد لضحيته «عبدربه» كشكًا في مدينة نصر ليكسب منه رزقه، قدم طبيب الأسنان المتهم للشاب محل أدوات منزلية للعمل به منذ الصباح حتى الساعة الخامسة، ليوفر له فرصة عمل، كنوع من الابتزاز لاستمرار العلاقة بينهما التي استمرت طوال 9 سنوات.
الفضيحة
تنتهي علاقة حاتم رشيد بـ"عبدربه" بفضيحة تخدم سياق الدراما حين يهرب الشاب وزوجته تاركين مفاتيح الغرفة والكشك، ما يدفع الصحفي للبكاء في الغرفة ليخرج منها والسكان واقفون ويوضحون له معرفتهم بما يحدث بالدعاء عليه أو بهدايته، وفي الواقع تختلف الأمور عما نراه وراء الشاشات فالشاب الثلاثيني دفع صديقه لتصويره بهاتفه الخاص في أحد لقاءاتهما معًا، ليساوم طبيب الأسنان الذي كان يهدده بتسريب الفيديوهات، ليفتضح أمر الطبيب الذي لا يزال يواجه الاتهامات ويبقى القضاء هو الجهة الوحيدة التي تصيغ النهاية المناسبة والعادلة لحصيلة سنوات من التحرش والاغتصاب والابتزاز والاستغلال.