من البحر لـ«فرشة الخضار».. قصة مقتل «محمد» على أيدي «نص دستة أشرار»
السيد عاشور، والد محمد القتيل
شاب في مقتبل العمر، جًهز عش الزوجية استعداداً لحفل زفافه، كان يعمل صياداً كوالده، ولكنه ترك البحر واتجه للعمل على «فرشة الخضار» مع والدته، كما أنه كان يساعد والده في «السوبر ماركت» الخاص بهم، وما بين ليلة وضحاها، هاجمه عدد من الشباب بالمنطقة وقتلوه بطريقة وحشية، بسبب خلاف سابق مع أحدهم، ليوارى جثمانه الثرى في جنازة مهيبة، شارك فيها المئات من أهالي منطقة «القنطرة البيضاء»، في مدينة كفر الشيخ.. هذه الكلمات تلخص قصة الشاب «محمد السيد عاشور»، 30 سنة، الذي راح ضحية جريمة قتل، على أيدي 6 أشخاص، في وقت سابق من هذا الأسبوع.
33 طعنة تلقاها «محمد» فجأة، كانت كفيلة بإنهاء حياته، حيث انتظره المتهمون ليلاً في أحد شوارع المنطقة، وتعمدوا إصابته أولاً بمركبتي «توك توك» و«موتوسيكل»، قبل أن ينهالوا عليه طعناً بالسكاكين، وفق ما أكد شقيقه «إبراهيم»، الذي تحدث لـ« الوطن» قائلاً: «كنا في البيت، وجالي تليفون من الناس في الشارع وقالولي أخوك غرقان في دمه، ولقيت أخويا مرمي على الأرض ومتقطع، والناس قالولي إن الناس خبطوه بتوك توك وموتوسيكلين، ووقعوه على الأرض وضربوه بالسكاكين ومزقوا جسده، ودا كلام الناس، ونقلت أخويا في توك توك، وروحت بيه مستشفى كفر الشيخ العام، دخل العمليات بعد أكثر من ساعتين، وهما خرجوه لغرفة الإفاقة، لكنه بعد ساعة إلا ربع بيعملوله إنعاش، لكنه توفى».
شقيق القتيل: «مثلوا بجثته واحتفلوا بضرب النار»
وأضاف شقيق الشاب القتيل أن «الشرطة جت بسرعة، وعرفنا أنه تم القبض على مجموعة من القاتلين ويتبقى بعضهم»، واصفاً شقيقه بأنه «طيب وفي حاله والناس كلها تعرفنا»، واستطرد بقوله: «روحت النيابة وعاينت الجثمان وجرى دفنه، والنيابة نزلت عاينت مكان الواقعة، والشرطة تعاملت معانا بكل رحمة، والناس تواجدت معانا من البداية».
إلا أنه تابع قائلاً: «أنا عاوز حق أخويا، قتلوه ومثلوا بجثته، وضربوا نار احتفالاً بقتله، ودا اللي سمعته من الناس، وأنا كنت في المستشفى لأكثر من 20 ساعة، والناس قالتلي إن أحدهم ضرب نار على الكوبري، وقال أنا ضربت محمد عاشور، والمشكلة بقت مشكلة الناس اللي هنا، فيجب ضبط هؤلاء، ولابد أن يكون هناك موقف رادع، بعض الناس خايفة تروح تشهد من الرعب، وهناك كاميرا مراقبة رصدت دخولهم، وكان الحادث في الظلام، وأنا تعرفت على بعضهم، وهم من عائلة واحدة، وكان فيه مشكلة قديمة، واحد منهم حصل موقف بينه وبين أخويا، وشتم أخويا بأمه، فقاله ملكش دعوة بأمي، وحصلت خناقة بينهم».
وأضاف «إبراهيم» قائلاً: «لما أخويا سمعه بيشتم أمه، راح ضربه، والقاتل لم ينسى ذلك، على الرغم من أني ذهبت إلى أهله وعرضت محاولات صلح، ولكن القتلة أعدوا العدة وقتلوه بطريقة صعبة».
وبقلب يملؤه الحزن، لكنها بدت متماسكة لأجل أبنائها، روت «فهيمة إبراهيم خليل»، والدة القتيل، ذكرياتها مع ابنها الشاب: «حصلت خناقة قبل كدة، وروحنا ليهم للصلح، لكنهم رفضوا، وهما تربصوا ليه، وقالوا عاوزين دم، وقلبوا ابني بالتوك توك، والموتوسيكلات خبطوه في رجليه لشل حركته، وبعدين مزقوا جسده بالسكاكين، فجروا جسمه كله».
وتابعت بقولها: «احنا مش عاوزين الناس دي تقعد في المنطقة، أنا بأبيع خضار، وكنا مع بعض على فرشة الخضار، وواحد صاحبنا جه وقاله: الناس متربصة ليك، قاله: ليه؟، وقالي: يا ماما هأسبقك وتعالي ورايا براحتك، للأسف مشي من شارع غير الشارع بتاعنا خوفاً منهم، لكنهم لحقوه وكسروا جسده كله».
والدة القتيل: «قالي هأسبقك وراح لقدره»
وأضافت والدة القتيل: «نزلت لقيت ابني متقطع»، مشيرةً إلى أنه كان قد انتهى من تجهيز شقته، وكان يستعد للزواج في شهر مارس المقبل، وتابعت: «قالي هأسبقك على البيت، لكنه راح لقدره، خدوا روحي مني، وأنا عاوزة حقه ويطلعوا من البلد، عندنا بنات بتروح دروس بالليل، والناس كلها بتمشي وفي رعب من القاتلين».
وأوضحت شقيقة القتيل: «محمد كان قاعد معانا، وقال هأروح أشوف ماما، وأجيب أكل للحمام اللي عندي، فراح لأمه على فرشة الخضار، وقال لأمه هأمشي أسبقك أجيب أكل للحمام، وفجأة طلعوا عليه، والراجل اللي بيسن السكاكين راحله أحد المتهمين يسن سكاكين علشان يقتلوه، ودا اللي قاله شهود العيان، وبعدين قتلوه بـ33 طعنة، أخويا في آخر لحظاته في المستشفى قال أسماء القتلة، ووصانا ناخد حقه، واحتفلوا بضرب النار، وقالوا للناس روحوا اتفرجوا، لما يبقى عريس، ويطفوا فرحتنا ليه، ويكون مصيره التراب ليه؟».
والد القتيل: «كان عكازي وعيني»
وبدموع لم تنقطع، حكى «السيد عاشور»، والد القتيل، بعض التفاصيل، بقوله: «طفوا عنيا اللي بشوف بيها، وطفوا فرحتنا بمحمد، كان بيشتغل معايا في البحر، وكان عكازي اللي بامشي بيه، عندي 61 سنة، وهو اللي كان بيعملي كل حاجة، يموتوه ويدوسوا عليه بالتكاتك والموتوسيكلات، ربنا ميرضاش بكده، عندي ولدين، خدوا واحد منهم، كنت هجوزه، وحسبي الله ونعم الوكيل، وعاوز حق ابني».
ولقي الشاب مصرعه على يد 6 أشخاص، بسبب خلاف سابق مع أحدهم في واقعة ضرب، وتحرر المحضر اللازم، وبالعرض على نيابة قسم كفر الشيخ، قررت حبس 4 من المتهمين لمدة 4 أيام، وأمرت سرعة ضبط متهمين آخرين كانا في الحادث.
وكان اللواء خالد العزب، مدير أمن كفر الشيخ، قد تلقى إخطاراً من اللواء إيهاب عطية، مدير إدارة البحث الجنائي، والعميد أشرف النويشى، مأمور قسم أول، يفيد بمصرع «محمد السيد محمد عاشور»، 30 سنة، على يد عدد من المتهمين، لخلافات وواقعة ضرب سابقة بينه وبين أحد المتهمين، بالشارع الثامن بحي «القنطرة البيضاء»، بمدينة كفر الشيخ.
وانتقل لموقع الحادث قوة شرطية برئاسة الرائد محمد هاني، رئيس مباحث قسم أول، ومعاونيه، وتبين أنه جرى نقل جثمان الشاب لكفر الشيخ العام، وحال دخوله لغرفة العمليات لإجراء جراحة ، لفظ أنفاسه الآخيرة، وتبين من تقرير مفتش الصحة إصابة المجني عليه بإصابات متفرقة في الرأس وفي الصدر وفي الظهر، باستخدام آلات حادة.
وأفادت التحريات التي أجراها رئيس مباحث قسم أول كفر الشيخ، وجود سابقة واقعة ضرب بين المجني عليه وأحد المتهمين، وتربصوا به ، وتعدوا عليه، محدثين إصابات به ، وتم نقله لمستشفى كفر الشيخ العام، ولفظ أنفاسه الأخيرة في غرفة العمليات، والقي القبض على 4 متهمين، وجار ضبط إثنين من المتهمين، وتحرر المحضر رقم 983 جنايات قسم أول كفر الشيخ.
وبعرض المتهمين الأربعة على النيابة قسم كفر الشيخ برئاسة المستشار أحمد شفيق، رئيس النيابة، تحت إشراف المستشار أشرف ربيع، المحامي العام الأول لنيابات كفر الشيخ الكلية، قررت حبسهم المتهمين الأربعة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وأمرت بضبط وإحضار المتهمين الهاربين.
واستدعت النيابة شقيق المتوفي إبراهيم عاشور، شقيق المجني عليه، أكد أنه تلقى اتصالًا من أحد الأصدقاء يخبره بالتعدى على شقيقه من قبل 6 أشخاص بالشارع الثامن، وعندما توجه لم يجد أحد من المتهمين، وجرى نقل شقيقه للمستشفى.
لمتابعة التفاصيل الكاملة من خلال البث المباشر من هنا