يعيش في دار رعاية بالفيوم منذ 18 سنة.. «محمد» يبحث عن أسرته بصورته
تاه منذ 18 عامًا وتم إيداعه في دار رعاية.. "محمد" يبحث عن أسرته بصورته القديمة
نشأ وترعرع في دار «عائشة حسانين للأيتام» بمحافظة الفيوم، نال حب وتقدير من الجميع داخل الدار، كما تفوق في دراسته حتى التحق بمعهد السياحة والفنادق نظام 5 سنوات بدمو، وأصبح على وشك التخرج.
وكأي طفل صغير، عندما بدأ يُدرك الحياة من حوله، بدأ «محمد» يسأل عن والده ووالدته، فأخبروه أنّه تاه من أسرته بمنطقة موقف أبشواي، وأنّهم لم يتمكنوا من العثور على أسرته فتم إيداعه دار الأيتام.
مرت السنوات، وأصبح الطفل شاباً في مراحل الدراسة الأخيرة، وأنشأ مشروعاً خاصاً به، ولكنه لم يفقد يوماً الأمل في البحث عن أسرته، فطلب من مسئولي الدار صورة له عندما كان صغيراً، حينما عُثر عليه، وقام بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، أملاً في أن يصل إلى أحد من أسرته.
يروي «محمد عبد الله عبد الرحمن»، كما أسمته دار الأيتام، حكايته لـ«الوطن»، بقوله إنه منذ علمه بأنّه تاه من أسرته، وهو يحلم باليوم الذي سيجتمع معهم فيه مرة أخرى، يحلم برؤية والديه، وإذا كان لديه أشقاء أم لا، ويتعرف عليهم، كما أنّه يريد أن يعرف اسمه الحقيقي.
وأشار «محمد» إلى أنه عندما تاه من أسرته كان في عامه الثاني، والآن أصبح عمره يناهز 19 سنة، وأنّه طالب في السنة الرابعة بمعهد السياحة والفنادق نظام 5 سنوات بدمو، وأضاف أنّه عندما سأل مسئولي دار الأيتام عن هويته، أخبروه أنّه لم يكن لقيطاً أو مختطفاً، وإنما كان تائهاً من أهله، حيث تم العثور عليه بموقف أبشواي.
وأضاف أن مسئولي الدار أبلغوه أيضاًَ بأنهم بحثوا عن أسرته طويلاً، ولكن دون العثور على أي أثر لها، مؤكدين أنه كان يرتدي ملابس نظيفة، وكان شكله مهندماً، ويظهر عليه أنّه من عائلة كريمة.
وبينما وصف الشاب حاله بأنّه في أحسن حال، فقد أعرب عن تمنياته أن يرى أسرته ويتعرف عليهم، لافتاً إلى أنّه أنشأ مشروعاً صغيراً أمام الدار التي يقطن فيها، ليُنفق منه على نفسه، حيث يقوم ببيع بعض المنتجات الغذائية البسيطة، مثل الآيس كريم والفشار والإندومي وغزل البنات والشاي والقهوة والبالونات.
ودعا «محمد» رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى نشر صورته على أوسع نطاق، لمساعدته في الوصول إلى أسرته، وتحقيق حلمه بلم شمله مع أسرته مرة أخرى، بعدما عاش بعيداً عنها لأكثر من 16 سنة.