قصة استقالة الفنان محمود مرسي على الهواء من «بي بي سي»: سأقاتل مع أهلي
الفنان محمود مرسي
في 1938م، عرف العالم العربي لأول مرة إذاعة «بي بي سي» وهي عبارة عن القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية، والتي صدرت في البداية ردا على تحركات إيطاليا التي أصدرت قبل 6 سنوات من هذا التاريخ «إذاعة باري» باللغة العربية التي كانت تهدف إلى إضعاف موقف بريطانيا وفرنسا كمحتلين للعالم العربي.
«بي بي سي».. إذاعة في خدمة بريطانيا
والإذاعة التي كانت تعمل على خدمة أهداف بريطانيا والترويج لمصالحها في المنطقة العربية، استهدفت بسبب ذلك مصر، في فترة الخمسينات عقب ثورة 23 يوليو 1952، وجلاء الإنجليز عن البلاد، لتسخر «أثيرها» للهجوم على النظام الحاكم وقتها، وتكرس برامجها لذم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي دخل في ملاسنات معها خلال خطاباته الجماهيرية، التي تسجل تلك المعركة.
وبرز الدور السلبي والسيئ للإذاعة البريطانية أثناء العدوان الثلاثي على مصر في 1956 عقب قرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس، إلا أن العديد من الإعلاميين والإذاعيين المصريين الذين كانوا يعملون في تلك الإذاعات الأجنبية، القوا بميكروفون الإذاعة واستقالوا منها بعد أن انكشفت الأهداف الخفية لتلك الأبواق الإعلامية التي تعمل على تدمير الشعوب العربية ومنها مصر.
محمود مرسي: لا يمكننى أن أعمل أو أقيم في دولة تلقي بقنابلها على أهلي
ومن أبرز من استقالوا من الإذاعات الموجهة بسبب مواقفها السلبية من مصر، كان الفنان محمود مرسي الذي استقال على الهواء من الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عقب العدوان الثلاثي الغاشم على مصر، في وقت لم يكن قد احترف بعد التمثيل إلا أن نزعته الوطنية جعلته يلقي بأموال بريطانيا أسفل قدميه ويعلن عبر أثيرها: «هذه هى آخر حلقة أقدمها في هذه الإذاعة، حيث إنه لا يمكنني أن أعمل أو أقيم في دولة تشن حاليًا عدوانًا على بلادي، وتلقي بقنابلها على أهلي في مصر، ولتلك الأسباب أقدم استقالتي على الهواء، وسوف أعود إلى بلادي أقاتل بجانب أهلي، أعيش معهم أو أموت معهم».
وبعد أن عاد الفنان محمود مرسي إلى مصر، عمل كمخرج في الإذاعة المصرية، ثم مذيعا متخصصا في تقديم البرامج الفنية والثقافية، قبل أن يدخل عالم السينما عام 1963م.