محمود مرسي طلب رفع أجره.. بداية وحيد حامد أبهرت الجميع
طارق الشناوي يحكي: «البريء» عُرض على 4 وزراء قبل طرحه.. منهم أبو غزالة
طارق الشناوي يحكي لمحات من صداقته بوحيد حامد
خيَّم الحزن على الوسط الفني صباح اليوم السبت، لوفاة أحد أهم وأكبر كتاب السيناريو في مصر والوطن العربي، وحيد حامد، عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد تعرضه لأزمة صحية طويلة، وبعد مسيرة فنية طويلة قدم من خلالها أكثر من 40 فيلمًا سينمائيًا وما يقرب من 30 عملا دراميا ما بين الإذاعة والتليفزيون.
خلال تكريم وحيد حامد بمهرجان القاهرة السينمائي في افتتاح دورته الـ42 يوم 2 ديسمبر الماضي، بمنحه جائزة الهرم الذهبي تقديرًا لأعماله السينمائية والتليفزيونية، كانت كلماته تحمل تمهيدًا واضحًا للرحيل، حسبما قال الناقد الفنى الكبير، طارق الشناوي.
«الشناوي»: خطاب وحيد حامد خلال تكريمه بالقاهرة السينمائي كان تمهيدا لرحيله
وأضاف «الشناوي» لـ«الوطن»، أنه على الرغم من ذلك التمهيد لوداعه، إلا أنه جدد الأمل للجميع في الحوار المفتوح الذي أداره «الشناوي» في المهرجان يوم 6 ديسمبر تحت اسم «الفلاح الفصيح» في المسرح المكشوف بدار الأوبرا، حيث كان حاضرًا بذهنه وبديهته، كما أنه تحدث عن كتاباته وأعماله.
يستعيد «الشناوي» بداية صداقته بوحيد حامد التي بدأت في عام 1977 عندما كان الناقد الفني يعمل في الصحافة وقتها، وتعرف على الكاتب الشاب في البرنامج العام مع المخرج الكبير مصطفى أبو حطب، لتبدأ من هنا صداقتهما التي امتدت إلى أربعة عقود.
1000 جنيه زيادة في أجر وحيد حامد بتوجيه من الفنان محمود مرسي
يسترجع الناقد الفني أولى الشهادات الإيجابية التي تلقاها «حامد» في بداية مشواره ككاتب شاب، وكانت من خلال الفنان الراحل عادل أدهم في أول أعمالهما معًا، الذي قال له إنه اعتاد عند قراءة أي سيناريو جديد يحضر ورقة وقلم لتدوين الملاحظات، إلا أنه لم يكتب حرفًا هذه المرة، أما الفنان القدير محمود مرسي لم يكتفِ بتهنئته، بل توجه إلى المنتج مخلص الشافعي ليسأله عن أجر «حامد»، وحينما علم أنه لا يحاسب مثل كبار الكتاب، طلب منه أن يعامله مثلهم، وبالفعل منحه المنتج 1000 جنيه كفارق لأجره، وهو كان رقمًا كبيرًا وقتها، حسبما ذكر «الشناوي».
الناقد الفني: أعمال وحيد حامد دخلت في صراع طويل مع الرقابة ووصلت لمجلس النواب
أعمال وحيد حامد كانت دائمة الصراع مع الرقابة، لدرجة أنها كثيرًا ما كانت تصل إلى القضاء، وإثارة التساؤلات في مجلس النواب، لكنه في النهاية يجد منفذًا لعرض أعماله، حسبما ذكر «الشناوي»، مضيفًا أن «حامد» كان يعلم أين هو الخط الأحمر فلم يكن يتجاوزه، لكنه كان يقف عليه، أملا في أن يصل إلى هدفه بتوفير مظلة آمنة للعدالة، والدفاع عن حقوق ومشكلات المواطنين.
فيلم «البريء» في جلسة سرية أمام 4 جهات سيادية قبل عرضه بالسينمات
لعل أبرز أعماله التي واجهت مأزقًا رقابيًا ضخمًا هو فيلم «البريء» من إخراج عاطف الطيب، وبطولة أحمد زكي ومحمود عبدالعزيز، حيث شاهده 4 جهات سيادية، نظرًا لحساسية الطرح الفكري وتوقيت عرضه، حتى أن البعض رأى أنه يحث الشعب على الثورة، وتم عرضه في لقاء سري في مدينة السينما بالهرم على أربعة وزراء، وهم المشير عبد الحليم أبو غزالة، وزير الدفاع، وصفوت الشريف، وزير الإعلام، والدكتور أحمد هيكل، وزير الثقافة، وأحمد رشدي، وزير الداخلية، وفي النهاية تم عرضه سينمائيًا بعد حذف مشاهد من النهاية.
الوفد المصري اختار «حامد» عمدة لهم في مهرجان «كان»
اختاره الوفد المصري في مهرجان «كان» كعمدة لهم، حسبما قال «الشناوي» نظرًا إلى اهتمامه بتفاصيل حضورهم للمهرجان، حيث كان يذهب مبكرًا إلى قاعة العرض لحجز ما يقرب من 30 مقعدًا للوفد المصري، حتى يجلسون في أماكن تحقق لهم المشاهدة الممتعة، بحسب «الشناوي» الذي كان أول من جمعته علاقة بـ«حامد» من أبناء جيلهم، قبل أن يصبح نجمًا في الكتابة السينمائية، بحسب «الشناوي».