«دعاة عصر السادات» يكشف أصول «صناعة التشدد»
دعاة عصر السادات
فى كتابه الجديد «دعاة عصر السادات» يستكمل الكاتب الصحفى وائل لطفى مشروعه الفكرى عن الدعاة وأصول صناعة التشدد فى مصر، ويأتى الإصدار الجديد عن دار العين، بعد كتابيه «ظاهرة الدعاة الجدد» الذى نال عنه جائزة الدولة التشجيعية، و«دعاة السوبر ماركت» الذى يعد بمثابة جزء ثانٍ من ظاهرة الدعاة، ويرجع المؤلف فى الكتاب الصادر عن دار العين بالزمن إلى الوراء، وبالتحديد إلى أوائل السبعينات، فيرصد بداية التغير فى السياسات الدينية للدولة المصرية على يد الرئيس السادات، وظهور الدعاة الجماهيريين الذين ساعدتهم وسائل الإعلام على أن يصبحوا أكثر تأثيراً فى المجتمع.
وفى الفصل الثانى، يرصد المؤلف ظهور الشيخ محمد متولى الشعراوى منذ بداية عام 1974 وتحوله إلى نجم بفضل انتشار جهاز التليفزيون، بينما فى الفصل الثالث يتحدث عن الشيخ عبدالحميد كشك والدور الذى لعبه دخول جهاز الكاسيت مصر فى منتصف السبعينات فى تحوله لنجم آخر، ثم دور الشيخ عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق، وعلاقته بالقوى الإقليمية المختلفة وبالولايات المتحدة الأمريكية ضمن التنسيق لمكافحة الشيوعية، أما الشيخ محمد الغزالى فيرصد الكتاب خروجه من جماعة الإخوان عام 1954، واستعانة الدولة به فى إدارة وزارة الأوقاف، ثم عودته لأحضان الجماعة عقب مجىء الرئيس السادات، ودوره فى تأسيس الجماعات الإسلامية فى الجامعات.
بعد هذا الفصل التأسيسى ينتقل المؤلف لفصل كامل عن «الشعراوى» وانضمامه للإخوان فى بدايته، وعلاقته بحسن البنا، ثم تركه للجماعة، ويقول المؤلف إن أفكار الجماعة ظلت موجودة فى خطاب الشيخ الشعراوى، فيستعرض موقف «الشعراوى» من المرأة ورفضه لعملها، وكذلك يتناول أيضاً علاقة الشيخ بشركات توظيف الأموال الإسلامية وتشجيعه لها ودفاعه عنها حتى النهاية.
«كشك» استفاد من دخول «الكاسيت» مصر.. وكان يستخدم سلاح السخرية فى هجومه على الفنانين
وينتقل فى الفصل الثالث للشيخ كشك باعتباره من نجوم الدعوة فى السبعينات، ويرصد تطابق قائمة خصومه مع خصوم «السادات»، وكيف تحول لنجم بعد حرب أكتوبر مباشرة رغم أنه يعمل واعظاً منذ عام 1960، ويقول الكاتب إن «كشك» فى هجومه على الفنانين لم يكن يستخدم الآراء الفقهية لتحريم الفن، ولكنه يستخدم سلاح السخرية والحقد الطبقى.
كما يتحدث عن دور الشيخ محمد الغزالى، الذى كان وكيل وزارة الأوقاف، فى نشر أفكار الإخوان، كما يرصد قسوة «الغزالى» فى التعامل مع المثقفين، وتقريره ضد رواية «أولاد حارتنا»، الذى تسبب فى عدم طباعتها فى مصر عام 1959، ومعاركه مع صلاح جاهين وتكفيره له، ثم شهادته فى المحكمة بردة فرج فودة، وتكفيره لمحمد سعيد العشماوى ونصر حامد أبوزيد. الفصل الرابع مخصص للحديث عن شيخ الأزهر عبدالحليم محمود، الذى حصل الأزهر فى عهده على تبرع ضخم من المملكة العربية السعودية لمحاربة الشيوعية، وتضامن مع دعوة جماعة الإخوان لتطبيق الشريعة، ومعركة الشيخ مع الرئيس السادات حول صلاحيات شيخ الأزهر .وحول تطبيق الشريعة. وتقدم باستقالته وبقى فى منزله لولا وعد من الرئيس بتقنين الشريعة.