القصة الكاملة لاستهداف أربيل: مقتل أمريكي و«أولياء الدم» تتبنى الهجوم
القصة الكاملة لاستهداف «أربيل»:مقتل مدني..وأولياء الدم تعلن المسؤولية
تعرضت«أربيل» عاصمة إقليم«كردستان العراق» الواقع في شمالي العراق، في حوالي الساعة 9:30 مساء أمس الاثنين بالتوقيت المحلي«8:30 مياء بتوقيت القاهرة»، لهجوم صاروخي، استهدف محيط «مطار أربيل» حيث تتمركز قوات تابعة لـ«التحالف الدولي» ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، ما اسفر عن مقتل متعاقد مدني أمريكي وإصابة 6 أمريكيين من بينهم جندي.
وقالت وزراة الدفاع الامريكية «البنتاجون»، إن 14 صاروخا استهدفت قاعدة أمريكية في «أربيل»، 4 منها أصابت مبان فيها.
وأعلنت ميليشيا موالية لإيران تطلق على نفسها اسم «سرايا أولياء الدم»، مسؤوليتها عن الهجوم على القاعدة الامريكية، وقالت الجماعة، إنه استهدفت الاحتلال الأمريكي في العراق، فيما لم تقدم أي دليل على مطالبتها. وقال «أولياء الدم»، إن عناصرها اقتربت من قاعدة «الحرير» في أربيل بمسافة 7 كيلومترات، وتمكمن العناصر من توجيه 24 صاروخاً اصابت أهدافها بدقة، مما أدى إلى أضرار جسيمة بآليات ومخازن وطائرات أمريكية وسقوط العديد من الإصابات في صفوف العناصر الامريكية.
وأشارت «السرايا»، إلى أنه لن يكون الاحتلال الأمريكي بمأمن من ضرباتها في أي شبر من العراق حتى في «كردستان العراق»، ووعدت الميليشيا، بعمليات نوعية أخرى فيها. ويعد الهجوم هو الأول الذي يستهدف مرافق غربية عسكرية أو دبلوماسية في العراق منذ نحو شهرين. وتتصاعد التوترات بين القوات الأمريكية وحلفائها العراقيين والأكراد من جهة والميليشيات المتحالفة مع إيران من جهة أخرى، وفقا لما ذكرته قناة«سي إن بي سي» الامريكية في نشرتها الإنجليزية.
توقف حركة الملاحة في «مطار أربيل».. والسفارة الأمريكية تطلق صفارات الإنذار
وكانت القوات الإيرانية أطلقت في يناير 2020 صواريخ على «المطار»، بعد أيام قليلة على اغتيال قائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني» قاسم سليماني بضربة أمريكية في «مطار بغداد» في 3 يناير من العام الماضي. وقال مصدر أمني كردي، إن 8 صواريخ سقطت على المدينة، استهدف محيط مطارها وأحياء سكنية، مما أدى إلى توقف حركة الملاحة في «مطار أربيل»، مشيرا إلى أن قوات «الحشد الشعبي» أطلقت 5 صواريخ على «أربيل»، من منطقة «دبس» جنوب المدينة. وأوضحت قوات «مكافحة الإرهاب» الكردية، في بيان، إن 3 من الصواريخ الـ8 استهدفت المطار، اثنان منها سقطا بالقرب من أسوار المطار، فيما مر الثالث بأجواء المطار.
إصابة أحد أفراد طاقم الحراسة في القنصلية الصينية جراء الهجوم
وأوضحت السلطات في إقليم كردستان العراق أن أحد أفراد طاقم الحراسة في القنصلية الصينية وشخصين آخرين أصيبوا في الهجوم، وفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
كما سمع دوى عدة انفجارات، فيما اشتعل حريقا لبضع دقائق في محيط «مطار أربيل». وأشار مسؤولون أمنيون أكراد في وقت سابق إن قذائف مورتر استخدمت في الهجوم. وأوضح المسؤولون، أن التحقيقات الأولية أظهرت في وقت لاحق أن بقايا المقذوفات التي سقطت في بعض المناطق كانت لصواريخ. وأوضح مسؤولون أمنيون أكراد، أن إحدى القذائف سقطت قرب منطقة سكنية، ما أسفر عن إصابة 3 أشخاص. وتصدت مضادات «التحالف الدولي» لعدة صواريخ، أطلقت على المطار، كما حلقت مروحيات القوات الأمريكية فوق المطار ومحيط المدينة، بحثا عن مصادر الصواريخ.
وأظهرت لقطات مصورة بثتها قنوات تلفزيونية محلية سيارات مدمرة وزجاجا محطما يغطي منطقة سقطت فيها إحدى القذائف. وقال شهود عيان، إن السفارة الأمريكية، أطلقت صفارات الإنذار، وفقا لما ذكرته شبكة «رووداو» الإعلامية. وأشار «التحالف» في وقت لاحق، إلى مقتل مقاول مدني واصابة جندي امريكي و5 متعاقدين جراء سقوط نيران غير مباشرة في «اربيل».
وأوضح المتحدث باسم «التحالف الدولي»، واين ماروتو في بيان، اليوم، ان تقارير أولية أشارتى الى سقوط نيران غير مباشرة على قوات «التحالف» في أربيل مساء أمس الاثنين، ما اسفرت عن مقتل مقاول مدني واحد، وأصيب 5 متعاقدون مدنيون وإصابة جندي أمريكي. وأكد ماروتو لوكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس» أن المتعاقد الذي قتل ليس عراقياً. وكانت الولايات المتحدة توعدت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، برد مدمر في حال قُتل أي أمريكي في هجوم صاروخي في العراق، وفقا لما ذكرته شبكة«فرانس 24» الإخبارية الفرنسية.
العثور على 4 صواريخ كاتيوشا لم تنطلق باتجاه «أربيل»
وفي وقت لاحق، عثرت قوات الامن في إقليم «كردستان العراق»، على الشاحنات التي استخدمت في إطلاق الصواريخ على «أربيل» عاصمة الإقليم، كما تم العثور على 4 صواريخ كاتيوشا لم تنطلق باتجاه أربيل، كما تم العثور على صاروخ لم ينفجر في مجمع كاني قرزالة التابع لأربيل. واعلن جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم، في وقت لاحق، العثور على منصة إطلاق الصواريخ في «أربيل»، وفقا لما ذكرته قناة«العربية» الإخبارية.
وكان نجم الجبوري«محافظ نينوى» في شمالي العراق، قال في وقت سابق، إن الصواريخ لم تطلق من أي منطقة ضمن الحدود الادارية للمحافظة.وفي مطلع أغسطس الماضي، سقط صاروخ في منطقة تقع بالقرب من قضاء «بردرش» في أربيل، فيما سقط آخر بالقرب «مطار أربيل» الدولي دون وقوع أية خسائر بشرية
ومن جانبه، فيما وجه القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، بتشكيل لجنة تحقيقية مشتركة مع إقليم «كردستان العراق» بشأن استهداف «مطار اربيل»، فيما أكد الرئيس العراقي برهم صالح، ان استهداف اربيل يمثل تصعيد خطير وعمل ارهابي اجرامي، موضحا في تغريدة على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، اليوم، ان الهجوم، يُمثل تصعيد خطير وعمل إرهابي اجرامي يستهدف الجهود الوطنية لحماية امن البلاد وسلامة العراقيين.
رئيس العراق: لا خيار إلا تعزيز الجهود بحزم لاستئصال قوى الارهاب
واضاف الرئيس العراقي، انه لا خيار إلا تعزيز الجهود بحزم لاستئصال قوى الارهاب والمحاولات الرامية لزج العراق في الفوضى، وأكد صالح، انها معركة الدولة والسيادة ضد الارهاب والخارجين عن القانون، فيما أدان رئيس حكومة «إقليم كردستان» العراق، مسرور بارزاني، الهجوم الصاروخي، داعيا على «تويتر»، مواطني الإقليم إلى الطمأنينة. وأوضح بارزاني، أنه على اتصال مع رئيس الوزراء العراقي، للتعاون والتنسيق للعثور على الضالعين في العمل الإرهابي.
من جانبه، أدان رئيس مجلس «النواب» العراقي محمد الحلبوسي، في تغريدة على«تويتر»، الهجوم، داعيا الى وجوب انزال اقصى العقوبات على من يتعدى على العراق.
بدوره، قال القيادي في «الحزب الديمقراطي الكردستاني» هوشيار زيباري، أمس الاثنين، إن الهجوم تصعيدا وعدوانا، مشيرا إلى ان المنفذين سيواجهون العواقب، وفقا لما ذكرته شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية.