متى ننزع الكمامة؟
- الإرشاد السياحى
- الدخل القومى
- السياحة والفنادق
- المرأة فى مصر
- بهاء الدين
- تنشيط السياحة الداخلية
- جامعة المنصور
- أبو
- أحمد حسن
- أحمر
- الإرشاد السياحى
- الدخل القومى
- السياحة والفنادق
- المرأة فى مصر
- بهاء الدين
- تنشيط السياحة الداخلية
- جامعة المنصور
- أبو
- أحمد حسن
- أحمر
خمسة عشر شهراً مرت على اكتشاف أول حالة مصابة بـ«كوفيد» فى مدينة ووهان الصينية.. أكثر من عام كامل وبضعة أشهر ونحن نعانى من ذلك الفيروس كما يعانى العالم كله منه.
أكثر من عام مر ونحن ننتظر أن ينتهى المرض وحده كما يحدث أحياناً.. أو يعلن أحدهم عن علاج «فعّال» يمكنه السيطرة على مضاعفاته وآثاره، ليحتل بعدها مقعده بجوار باقى الأمراض التى نعرفها وندرسها ونعالج منها المرضى.. أو يظهر اللقاح الذى يتمكن من حماية البشرية بالكامل منه.
حتى بعد ظهور اللقاح بالفعل.. ما زال العالم يتشكك حول فاعليته ونسب الحماية التى يقدمها.. بالأمس أعلنت دولة جنوب أفريقيا أنها أوقفت التلقيح بلقاح أوكسفورد الإنجليزى، لأنه غير فعّال مع السلالة الجديدة التى ظهرت بها.. ومنذ أيام أعلنت البرازيل أن اللقاح الصينى لم يقدّم الحماية المطلوبة لمواطنيها.. وأنها لن تستخدمه مجدّداً!!
العالم كله ما زال ينتظر أن ينتهى «كوفيد» ليعود لممارسة حياته كما كانت.. لتعود الدول للانفتاح مرة أخرى ويعود الناس للسفر بسهولة من دولة إلى أخرى دون قيود.. أعرف صديقاً يعشق السفر ينتظر بفارغ الصبر تلك اللحظة التى سيستقل فيها الطائرة مجدّداً.. بل ويمنى نفسه بما سيفعله وقتها، ويحدّد البلاد التى سيزورها بترتيب اشتياقه لها!!
ما زال العالم ينتظر انتهاء الجائحة لتعود التجمّعات البشرية.. ليحتفل الهولنديون بعيد الملك فى شوارع أمستردام.. ويحتفل المصريون بمولد السيدة زينب وسيدنا الحسين.. وليقيم البرازيليون احتفالات السامبا الكرنفالية السنوية التى يشارك فيها مئات الآلاف كل عام.
ما زال العالم ينتظر انتهاء الجائحة ليمتلئ استاد السانسيرو فى ميلانو بالمشجعين فى مباريات فريقهم المفضل إى سى ميلان.. ولنرى تلك اللوحات الفنية التى يصنعها المشجعون بأجسادهم فى مدرجات الكامب نو الإسبانى أو ويمبلى الإنجليزى.. ليطفو على السطح ذلك السؤال الأكثر أهمية فى رأيى.. هل ستعود الحياة إلى سابق عهدها بالفعل؟!
هل سيعود العالم لحياته الأولى كما كانت قبل ظهور «كوفيد»؟! هل ستعود الدراسة بالطريقة القديمة نفسها؟ هل سينزع الناس الكمامة من على وجوههم تماماً؟ أم أن الأمر سيختلف عما كان عليه من قبل حتى بعد السيطرة على «كوفيد» بشكل كامل؟!
أغلب الظن أن الأمر لن يعود كما كان أبداً.. ليس لأن «كوفيد» لن ينتهى.. ولكن لأنه جعل البشر يتنبهون إلى أن الخطر يمكن أن يكمن فى فيروس لا يُرى بالعين المجردة.. وأن «كوفيد» قطعاً ليس آخر الفيروسات.. لذا فإن ما حدث يمكن تكراره بشكل أو بآخر.
لقد تمكن هذا الفيروس من أن يعيش العالم كله زمن الحروب العالمية وربما أسوأ دون أن تطلق رصاصة واحدة.. تمكّن من تصدير الفزع والرعب لكل شعوب الأرض دون بيانات عسكرية أو معارك حربية.
لقد اشتم العالم رائحة الدخان دون أن يندلع الحريق.. عانى من ويلات الحرب دون أن يعيشها.
ستعود الحياة بعد «كوفيد».. ولكن العالم لن يعود كما كان فى كل شىء.. الدراسة ستتشكل من جديد عن بُعد، وليس بطريقتها التقليدية.. السفر والتنقل لن يعود لسابق عهده فى اعتقادى.. ستكون هناك محاذير وترتيبات مختلفة.
لن تمتلئ المدرجات بالمشجعين كما كان الأمر.. ربما ستتغير طريقة بناء الملاعب ذاتها.
أعتقد أن دراسة أكاديمية حول هذا الأمر ربما تكون مفيدة لتجهيز الدولة المصرية لذلك التوقيت.. وتحديد المطلوب من أجهزة الدولة المختلفة.. بل ووضع آليات للحياة بعد انتهاء الجائحة يمكنها أن تجعلنا نختصر الوقت والجهد كثيراً.
فى رأيى لن تُنزع الكمامة عن الوجوه مجدّداً فى العالم كله.. ليس خوفاً من «كوفيد» وحده.. ولكن لأن العالم أدرك أن هناك آلافاً مثله ينتظرون فرصة.. مجرد فرصة!!