لماذا استهدفت العاصفة الفليبنية مصر؟ مركز معلومات المناخ يوضح
استمرار موجة الصقيع خلال الأيام الماضية
قال الدكتور محمد علي فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجددة والنظم الخبيرة، إن أسباب موجات الصقيع والهطول المتواصل للأمطار أو ما شهده الشتاء من دفء على غير المعتاد يعود لظاهرتين مناخيتين وهما؛ «النينو» و«اللانينا»، وهما المسببتان لشكل تغير المناخ الحالي.
وأضاف أن هاتان الظاهرتان تنشآن وتتطوران بالمنطقة الاستوائية في المحيط الهادي كل فترة، ويؤدي كل منها إلى التأثير على أنماط توزيع الغيوم ومتوسط درجة الحرارة بشكل مختلف، وإن كانت مدة هذا التأثير تعتبر أقل زمنيا مقارنة بمدة تأثير الدورات الشمسية.
وأشار إلى ان تأثير «النينو» يتمثل في زيادة درجة حرارة المياه السطحية في تلك المنطقة بشكل لافت، خاصة في فصلي الصيف والخريف، مما ينتج عنه تولد تيارات مائية بحرية دافئة، وتحركها شرقا لمسافات طويلة، ما يؤدي بدوره إلى تغيرات مناخية وبيئية قاسية، أبرزها ارتفاع درجة الحرارة وزيادة موجات الجفاف واضطراب المناخ بشكل عام بالقرب من سواحل أستراليا الشرقية وإندونيسيا، وتأثيرات مماثلة لكنها أقل حدة على سواحل الهند وشرق وشمال أفريقيا «مصر»، وبقاع أخرى بنصف الكرة الجنوبي.
ولفت إلى ظاهرة «النينو» تتعاقب في نفس المنطقة بالمحيط الهادي، ظاهرة بحرية أخرى هي ظاهرة «اللانينا»، والتي تؤدي إلى تأثيرات معاكسة تتمثل في انخفاض درجة حرارة المياه السطحية وبرودة الطقس نسبيا في أكثر من منطقة عبر العالم، والواقع أن العالم على وشك الخروج من تأثيرات ظاهرة «النينو» التي بدأت منذ عام 2015، وهناك بوادر قوية على تعاقب موجة جديدة من «اللانينا» بعدها، مما يمثل بدوره علامة على انخفاض درجة الحرارة على سطح الأرض بشكل إضافي خلال الموسم المناخية القريبة.
ما معنى ظاهرة «النينو» المناخية؟
وأشار إلى أن «النينو» هي ظاهرة جوية تتعلق بارتفاع درجة حرارة سطح وسط وشرق مياه المحيط الهادي عند خط الاستواء تقريباً بقيم اعلى من المعدلات وتتكرر كل بضع سنوات، ومن المتوقع بنسبة 65% أن يشتد تأثيرها في المواسم المقبلة، وهذه الظاهرة تعمل على قلب النظام الجوي الاعتيادي بين غرب المحيط وشرقه وتؤثر بشكل مباشر على غرب الاميركيتين وأستراليا وشرق آسيا.
وأشار إلى أن منطقتنا تتأثر إجمالًا بالمؤثرات الأوروبية نتيجة مسار الكتل الباردة والرطبة الطبيعية من الغرب نحو الشرق غالبًا وليس دائمًا، وعادةً تأثير هذه الظاهرة يكون بطريقة غير مباشرة على أجواء المحيط الأطلسي، حيث يسمح تبريد الهواء الهابط بتشكل مرتفعات جوية قوية مقابل شمال غرب أفريقيا وشبه الجزيرة الإيبيرية «إسبانيا والبرتغال»، وبالتالي تزداد هيمنة ما يعرف بالمرتفع الآزوري في هذه المنطقة.
وتباع أنه في حال تم تحييد العوامل المؤثرة الأخرى منها مسارات الرياح القطبية والإبقاء على ظاهرة «النينو» فقط، سنحصل على فرص أكبر لبناء مرتفعات جوية تمتد من غرب أوروبا وأفريقيا وصولًا إلى أواسطهما نتيجة تعمق المنخفض الآيسلاندي شمال غرب أوروبا، وبالتالي تندفع الكتل الباردة والمنخفضات عبر شرق أوروبا نحو الشرق المتوسط «مصر» لنحظى بالأمطار والثلوج على دفعات.
وتأبع أن هذا ليس الاحتمال الأوحد في حال تحييد العوامل الأخرى، حيث إن فرص بناء منطقة الضغط الجوي المرتفع قد تمتد لتشمل حوض البحر المتوسط كاملًا لنتأثر بأجواء مشمسة قد تكون دافئة او باردة ولكن إقرب إلى الجفاف بشكل عام، مشددًا على أن الاحتمالين السابقين هما نتيجة ربط ظاهرة النينو بطريقة غير مباشرة مع طقس اوروبا المؤثر علينا شتاءً في ظل «تحييد» العوامل الجوية الأخرى المؤثرة، والتي قد تقلب الأمور رأسًا على عقب.