«فاشل.. سيبت الثانوية عشان تروح تتعلم خط عربي.. هتعمل ايه بالخط العربي ..هتكتب على الحيطان يعني».. هكذا سمع عبدالكريم محمد مرجان بأذنه، بعدما اتخذ قرارا غريبا بأن يترك الثانوية العامة بعدما وصل للصف الثالث الثانوي، ويغير مساره ليتعلم الخط العربي.
الشاب الصعيدي، ابن محافظة قنا، الذي حرص والده على أن يحسن خطه في طفولته، وأن يكتب بخط جميل وظلت والدته خلفه حتى تمكن من الكتابة بيده اليمني بعدما ظل لفترة «أشول»، يكتب بيده اليسرى وأعلمته وقتها أن الكتابة باليد اليمنى يورث البركة وكأنها تقرأ المستقبل.
توفي والد عبدالكريم وعمره 9 سنوات وتولت والدته تربيته واتخذ قرارا بأن يتعلم الخط العربي، بعدما ظهرت عليه اشارات النبوغ مبكرا، حيث خاض امتحان الخط العربي في الصف الثالث الإبتدائي، الذي كان يعتبر امتحان شهادة في ذلك التوقيت حتى انتقل موجه الخط العربي ليتأكد أن الطالب عبدالكريم كتب هذه الكلمات بيده واختبره وحينما شاهد خطه أعطاه مكافأة 5 جنيهات، كانت مفتاح لسعادة غامرة عاشها الطفل الذي سيصبح من أصغر الخطاطين فيما بعد.
مصاعب كثيرة واجهها عبدالكريم حسبما حكى لـ«الوطن» حينما قرر التفرغ لتعلم الخط والتحق بمدرسة الخطوط العربية بأبوتشت قبل أن يتمكن من موهبته ويصبح مدرسا للخطوط ومدرب داخل جامعة جنوب الوادي ويقدم للجامعة كراسة لتحسين الخطوط بخطي النسخ والرقعة وستُنشر في الجامعة كثيرًا.
اتهموه بالفشل وواجه صعوبات في اقناع أهله حتى شاهدوا اجازة كتبها له نقيب الخطاطين في مصر مسعد خضير البورسعيدي، الذي أجازة في كتابة المصحف الشريف، وقال في تصريحات صحفية إن عبدالكريم مرجان هو أصغر مجاز بكتابة المصحف الشريف في العالم أجمع.
عامان قضاهم عبدالكريم مرجان في التدريب على كتابة المصحف الشريف وتخللها سهر وسفر وتعب من أجل إجادة كتابة حروف وكلمات وآيات المصحف الشريف.
«نفسي أبقى من أكبر خطاطي المصحف الشريف في العالم وأبقى أصغرهم سنًا وأكبرهم مقامًا وتلاميذي يزيدوا أكتر من كده»، هكذا عبر عبدالكريم مرجان عن أمله في مسيرته مع الخط العربي.
«نصيحتي للناس متقفوش أبدا والموهبة هي اللي هتوصلك وهتخلي ليك اسم وسط الناس وآمن بموهبتك وبنفسك واشتغل على نفسك جامد واتعب»، هكذا كانت وصية عبدالكريم مرجان، الذي يدرس حاليًا في كلية الآداب بجامعة جنوب الوادي ومعهد الخطوط العربية، في الوقت الذي يدرس فيه الخط ويعطي الدورات في الخط العربي بأماكن متفرقة، مؤكدا أن الحلم يمكن أن يصبح حقيقة بالعمل والاجتهاد.
تعليقات الفيسبوك