محقق قضية محاولة قتل نجيب محفوظ: المتهمون لم يعرفوا اسمه.. والأديب أهداهم كتبه
الأديب العالمي نجيب محفوظ
قال الروائي المستشار أشرف العشماوي، إن الأديب العالمي نجيب محفوظ عندما تعرض للقتل، لم يصدق ما حدث، ولم يصدق أن شخصا لا يعرف القراءة والكتابة يحاول قتله بهذه السهولة في شارع رئيسي أمام منزله أثناء النهار، موضحًا: «كان يعتقد أنه مقصرا في حق المجتمع، وأنه لم يستطع برواياته ومقالاته وفكره الفلسفي لعدد كبير من الناس، لذلك كان يعاني من تأنيب الضمير».
وأضاف العشماوي، في حواره مع الإعلامية درية شرف الدين في أولى حلقات برنامجها «حديث العرب»، الذي يعرض على القناة الأولى، أنه تولى التحقيق في قضية محاولة اغتياله، لافتًا إلى أن عمر عبدالرحمن أفتى بقتل نجيب محفوظ، وكان الذين نفذوا العملية لا يجيدون القراءة والكتابة.
وتابع: «أتذكر دائما أن أحد المتهمين كان يتعثر في النطق باسم نجيب محفوظ، لدرجة أنه كان ينطق اسمه مقلوبا فكان يقول محفوظ نجيب، أي أنه لا يعرفه من الأصل».
وأردف، أن نجيب محفوظ سأل عن سر الفتوى الذي كادت تودي بحياته، وأجيب عن هذا السؤال بأنه لن ينصلح حال المجتمع إلا بقتل الكفار، وهو ما كانت تعتنقه الجماعة الإسلامية آنذاك: «نجيب محفوظ اقتبس من هذه الجملة وقال مادامت مصلحة المجتمع في قتل الكفار فأنا أهديهم كتبي لأن هذا المجتمع لن ينصلح إلا بالثقافة».
وأشار، إلى أن ظروف الحادث لم تمكنه من الكتابة أو التوقيع، لكن الناقد الشهير رجاء النقاش، كان موجودا في التحقيق رفقة نجيب محفوظ، وكتب بخط يده هذا الإهداء، إذ أهدى نجيب محفوظ هذه السطور لمن حاولوا قتله.
وواصل: «نجيب محفوظ قال نحن من فشلنا في توعية الناس وتغيير مفاهيهمهم، فقد كان لديه هذا الهاجس طوال التحقيقات، فقد كان يحمل نفسه المسؤولية ويرى أنه أحد الأسباب التي أدت إلى وقوع هذا الحادث، فقد كان يرى أنه ليس المقصود بهذا الحادث، لكنه رمز ثقافي، وبالتالي فإن قتله كان سيؤدي إلى صمت المثقفين وخوفهم».