من« الفن» لـ« الشارع».. عازف الفنانين 3 سنوات من التشرد: «نفسي في شقة»
«عطا الله»:« أنا كنت فنان ودلوقتي نفسي أعيش إنسان مستور»
عطا الله، المشرد بشوارع دسوق في كفر الشيخ
عاش عمره متنقلاً بين الدول مع الفنانين، ولٌقب بـ« عازف الفنانين»، حيث كان عازفاً في فرقة الفنان الشعبي الراحل شعبان عبد الرحيم، زار قصر الرئيس محمد أنور السادات، وعمل لدى عمرو موسى في إحدى الفاعليات كأحد أعضاء الفرقة الشعبية، اشتهر بعزفه الرائع على« الناي»، لكن انتهى به الحال إلى شوارع مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، يعيش مشرداً بعدما جاب شوارع مصر شرقاً وغرباً، ولم يجد له مأوى بعدما توفي أشقائه سوى الشارع.
عازف الفنانين: معملتش من الفن حاجة
عطا الله محمد عمر، عازف الناي الشهير، ابن قرية قرانشو التابعة لمركز بسيون في محافظة الغربية، تخلت عنه المهنة ونقابة الموسيقين التي انتسب إليها منذ سنوات عدة، وغنى مع نقيبها الحالي الفنان هاني شاكر، لكنه أصبح وحيداً مشرداً، تبقى على ملامحه الشقا، يرتدي جلباباً رًثاً يعلوه بالطو قديم، لا يبدل ثيابه واتخذ من الشارع مأو له:« كنت واخد الفن حاجة كبيرة وكنت مركز فيه بس مركزتش أبني نفسي ولا اعمل لنفسي حاجة، لكن اتضح ان الفن مش فن بس، دا المفروض الواحد كان عمل حاجة للزمن»، بحسب وصف العازف.
لا تنقطع دموع عازف الفنانين الذي يبلغ من العمر 55 عاماً، حين يلتقي به أشخاصاً ويعرفون قصته التي دائماً يصفها بالمأساوية: « كنت متجوز وطلقت، وكان عندي إخواتي فنانين وشاركوا في مسلسلات، لكن لما ماتوا انهزمت نفسياً، سناني وقعت مني، ولقيت نفسي في الشارع ومحدش بيساعدني، خرجت في سبيل الله وأرضه الواسعة وجبت المحافظات بحثاً عن مأوى وكنت بنام في الشارع عند السيد البدوي، ودلوقتي بنام عند إبراهيم الدسوقي في الشارع في حضرة الولي الصالح»، هكذا يشرح عطا الله قصته.
عازف الفنانين أصبح يتشول قوت يومه
الرجل الذي كانت يديه تخرج أجمل الألحان ولٌقب بـ« عازف الفناينن»، وعمل مع الفنانين، أصبح يتسول قوت يومه في الشوارع، يعطف عليه البعض، والبعض الأخر لا يصدق ما وصل إليه العازف:« بعد ماكنت شغال مع كل فنانين مصر منهم شعبان عبد الرحيم، والفنانة فيفي عبده وأحمد عدوية و ولوسي، وأحمد شيبة، بقيت في الشارع، قعدت في فرقة شعبان عبد الرحيم، الشعبية، 12 سنة، و سافرت كل دول العالم، كنت ملك، لكن لما إخواتي ماتوا حسيت بضعف ومعملتش من المهنة حاجة وكنت فاتح بيت ومن عيلة كبيرة، لكن كل ده راح، غنيت لهاني شاكر في الأردن أغنية وحياتك ياحبيبي لتريح قلبي».
لا يتمنى الرجل العجوز سوى في ان يعيش ما تبقى من عمره مستوراً،« أنا نفسي صوتي يوصل للرئيس السيسي، الإنسان، اللي شال البلد من الإرهاب والخراب، وبقوله أديني شقة تلمني من الشارع، انا كنت فنان ودلوقتي نفسي أكون إنسان، بنام على الأرض، و بلف في سبيل الله، ومليش حد في الدنيا والشماتين كتير حتى اللي منك، مرضت نفسياً والدنيا حطت عليا، نفسي أعيش عيشة كريمة».